دبي – قهوة ورلد
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تحقيقاً حول تزايد شعبية مشروبات القهوة التي تحتوي على مكونات إضافية تستهدف فوائد صحية معينة، والتي تُعرف باسم “القهوة الوظيفية”، مشيرة إلى انتقالها من متاجر الأطعمة الصحية المتخصصة إلى سلاسل المقاهي الكبرى.
وتُعرف القهوة الوظيفية بأنها مشروبات القهوة التي يُضاف إليها مكونات إضافية مثل الفطر (مثل عرف الأسد، الريشي، والشاغا)، أو البروتين، أو الكولاجين، بهدف تزويد المستهلكين بفوائد تتجاوز مجرد زيادة الكافيين التقليدية.
ويشير التحقيق إلى أن المستهلكين يبحثون عن هذه الإضافات لدعم التركيز الواضح، أو الثبات في مستويات الطاقة، أو لفوائد تتعلق بالبشرة وصحة الأمعاء.
وفي سياق هذا الانتشار، تؤكد إيلي بريشر، أخصائية التغذية التي استشارتها بي بي سي، أن القهوة الوظيفية “تنتقل من زوايا العافية المتخصصة إلى الاتجاه السائد”، حيث أصبح الناس “أكثر اهتمامًا بالرفاهية ودعم الإجهاد واستقرار الطاقة”.
وقد انعكس هذا التحول في زيادة الطلب، حيث ضاعفت سلسلة الأطعمة الصحية هولاند وباريت تقريبًا مجموعتها من مشروبات قهوة الفطر خلال العام الماضي، بينما بدأت متاجر كبرى مثل ماركس وسبنسر في بيع مشروبات لاتيه بفطر عرف الأسد في مقاهيها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ فقد بدأ عمالقة القهوة مثل ستاربكس ببيع القهوة الغنية بالبروتين في متاجرها بالولايات المتحدة.
كما أطلقت سلسلة مقاهي بلاك شيب كوفي مجموعة “اللاتيه الصحي الوظيفي”، وكانت مبيعات لاتيه فطر عرف الأسد هي الأكثر مبيعًا لديها، حيث يضيف العملاء مكونات وظيفية إلى حوالي 15% من إجمالي طلباتهم.
وتؤكد هذه الأرقام اللافتة ما وجدته شركة الأبحاث الغذائية تيستوايز، وهو أن عدد مشروبات قهوة الفطر في قوائم مقاهي المملكة المتحدة قد نما بنسبة 30% خلال العام الماضي.
وفيما يتعلق بخصائص المنتج، أفادت الصحفية التي أجرت التجربة أن فطر عرف الأسد له مذاق “خفي”، وأن القهوة الوظيفية لم تكن مختلفة بشكل ملحوظ عن اللاتيه العادي، على الرغم من توقعها العكس.
أما عن التكلفة، فتتطلب هذه الإضافات دفع مبالغ إضافية؛ ففي بلاك شيب كوفي، تبلغ تكلفة إضافة فطر عرف الأسد حوالي 99 بنسًا (جنية إسترليني)، والكولاجين حوالي 1.09 جنيه إسترليني.
وفي سياق الفوائد الصحية، يشير التحقيق إلى أن الأبحاث حول تأثير فطر عرف الأسد على وظائف الدماغ “واعدة”؛ ومع ذلك، تحذر الأخصائية بيني سوريش من الجمعية البريطانية للحمية من أن الجرعات في المشروبات التجارية غالبًا ما تكون “منخفضة جدًا” لتقليد التأثيرات المبلغ عنها في التجارب البحثية.
وتختتم أخصائية التغذية إيلي بريشر نصيحتها بالقول: “إذا كانت تجعلك تشعر بحالة جيدة ولديك ميزانية لذلك، فامضِ واستمتع بها… لكن تذكر أن المفتاح هو أنها إضافة وليست حلاً سحريًا”.
من جانبها وفي حديث خاص لـ”قهوة ورلد” تعليقًا على هذه التطورات قالت الدكتورة أماني آدام: “لقد قضينا سنين طويلة ونحن نشرب القهوة بالشكل التقليدي نفسه. ورغم أن سوق القهوة ينمو عالميًا من 2.2% لـ 4.3% سنويًا، لكن الأهم أن الوعي الصحي ينمو معه… لأن القهوة أصبحت جزءًا من نمط حياة سريع ومملوء بالضغوط والتوتر.”
وأضافت: “ومن هنا ظهر دور القهوة الوظيفية – التي أصبحت حلًا حقيقيًا لمشاكل كثيرة مرتبطة بعادات شرب القهوة… مثل التوتر، والقلق، واضطرابات الهضم والنوم.”
وتابعت:” هذه الرؤية ليست بجديدة علينا فمنذ 4 سنين وأنا أرى أن السوق يتجه نحو هذا المنحى، ولذلك بدأت أفكر في منصة توعية توضح فوائد القهوة—وخاصة القهوة الوظيفية.”
وأوضحت أن الموضوع ليس مجرد “إضافة صحية وحسب”. “القهوة نفسها فيها أكثر من ألف مركب حيوي! وهذا يعطي فرصة ضخمة للاستفادة من تركيبها الكيميائي… وتحويلها من جرعة كافيين عادية… إلى وسيلة لدعم التركيز، وتحسين المزاج، ومساعدة الجسم على الأداء بشكل أحسن.”
وبحسب الدكتورة أماني فإن هذا فتح الباب لبدائل قوية… مثل قهوة الفطر التي بالفعل غيرت مفهوم القهوة عند كثير من الناس.
واختتمت حديثها بالقول: “أنا أرى أن الوقت المناسب الآن هو أن نفهم دور القهوة الحقيقي في حياتنا، وأشكر قهوة العالم لأنها من أوائل المنصات التي تلقي الضوء على كل ما هو جديد ومهم في عالم القهوة.”
