تزايد القلق في إيطاليا.. هل ستصبح قهوتنا رفاهية؟
يشعر الإيطاليون بالقلق إزاء ارتفاع أسعار القهوة نتيجة نقص المحاصيل وارتفاع أسعار حبوب البن العالمية، مما يهدد تقليد قهوة الإسبريسو التي لطالما كانت جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية بأسعار معقولة.
إيطاليا، التي تستهلك 6 مليارات كوب قهوة سنوياً، تواجه حالياً ارتفاعاً حاداً في الأسعار. الإيطاليون، الذين اعتادوا على تناول قهوة الإسبريسو بسعر لا يتجاوز 1.20 يورو، يتأقلمون مع احتمال ارتفاع تكلفة الكوب الواحد إلى 2 يورو. هذه الزيادة، التي قد تكون عادية في مدن مثل لندن أو نيويورك، تُعد صدمة كبيرة في روما، حيث كانت القهوة جزءاً من الروتين اليومي بأسعار منخفضة لسنوات.
لويغي موريلو، رئيس معهد الإسبريسو الإيطالي، أكد أن “الجميع يشعر بالتوتر والخوف من هذه الزيادات”. ومع ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المواد الخام، أصبحت المقاهي الإيطالية، التي تشكل الإسبريسو 30% من مبيعاتها، تواجه تحديات كبيرة. جمعية أسوتينتي الاستهلاكية أبدت قلقها من أن استمرار ارتفاع الأسعار قد يدفع المزيد من الناس إلى تناول القهوة في منازلهم بدلاً من المقاهي.
يعود هذا الارتفاع في الأسعار إلى اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، والتي تأثرت بالعوامل المناخية غير المواتية وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. أسعار القهوة العالمية ارتفعت إلى مستويات قياسية، مما دفع العديد من شركات تحميص القهوة إلى رفع أسعارها.
ورغم ذلك، يرى غابرييل ميلوسو، رئيس جمعية أسوتينتي، أن تكلفة إنتاج فنجان قهوة لا تزال أقل بكثير من سعر البيع، مؤكداً أن هامش الربح للمقاهي لا يزال جيداً. ومع ذلك، تعارض العديد من المقاهي هذا الرأي، حيث تواجه صعوبة في مواصلة العمل في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية للحفاظ على أسعار منخفضة.
وبينما تسعى المقاهي إلى الحفاظ على عملائها، قدم بعض أصحاب المقاهي في مناطق مثل ليغوريا حلولاً مبتكرة، حيث عرض أحدهم بيع الإسبريسو بسعر منخفض بشرط أن يجلب العملاء أدواتهم الخاصة.