Site icon عالم القهوة

صفقة القهوة لدى «كيويـريغ دكتور بيبر» تتحوّل إلى فرصة واعدة لرؤوس الأموال الخاصة

Keurig Dr Pepper’s Coffee Deal Turns into Private-Equity Success

دبي – قهوة ورلد

حوّلت شركة كيويـريغ دكتور بيبر (Keurig Dr Pepper) حالة القلق بين المستثمرين إلى موجة من التفاؤل، بعدما حصلت على استثمار ضخم بقيمة 7 مليارات دولار من شركتي أبولو غلوبال مانجمنت وكيه كيه آر لدعم صفقتها البالغة 15.7 مليار يورو (نحو 18 مليار دولار) للاستحواذ على شركة القهوة الهولندية جاي دي إي بيتس (JDE Peet’s).

وقد ساعدت هذه الخطوة في تهدئة المخاوف المتعلقة بتزايد ديون الشركة، وحوّلت ما كان يُنظر إليه في البداية على أنه «مغامرة قهوة مثيرة للجدل» إلى نجاح استراتيجي بدعم من رؤوس الأموال الخاصة.

عندما أعلنت الشركة في أغسطس 2025 عن نيتها شراء «جاي دي إي بيتس» من مجموعة جاب هولدنغ (JAB Holding)، تراجعت أسهمها بنسبة تقارب 30٪، ما أدى إلى فقدان نحو 10 مليارات دولار من قيمتها السوقية.

وأعرب عدد من المستثمرين، من بينهم صندوق التحوط ستاربورد فاليو، عن معارضتهم للصفقة، معتبرين أنها ستزيد اعتماد الشركة المفرط على قطاع القهوة وتثقل ميزانيتها بالديون، في حين كان يُفترض بها تقليص انكشافها على هذا القطاع.

لكن المشهد تغيّر كلياً بعد دخول أبولو وكيه كيه آر على الخط عبر حزمة تمويلية هجينة أعادت الثقة للأسواق ورفعت أسهم «كيويـريغ دكتور بيبر» بنحو 10٪ عقب الإعلان عنها.

وتتكوّن الحزمة من جزأين: 4 مليارات دولار موجهة نحو مشروع مشترك جديد يُعرف باسم «غلوبال كوفي كو» يجمع بين أعمال كبسولات القهوة التابعة للشركة و«جاي دي إي بيتس»، و3 مليارات دولار في صورة أسهم ممتازة بعائد سنوي يقل عن 5٪، قابلة للتحويل إلى أسهم عادية بسعر يقارب مستوى ما قبل الصفقة.

ساهم هذا التمويل في خفض نسبة مديونية الشركة إلى نحو 4.5 أضعاف الأرباح التشغيلية (EBITDA)، مقارنةً بـ 5.5 أضعاف كانت متوقعة في البداية. كما أن طبيعة التمويل التي تجمع بين الدين ورأس المال، بتكلفة سنوية تتجاوز 7٪ بقليل، منحت الشركة مساحة مالية مريحة ودعماً معنوياً من أبرز المؤسسات الاستثمارية العالمية.

ويرى تقرير نشرته بلومبيرغ أوبينيون أن هذه الصفقة تعكس تحوّلاً في سلوك صناديق الاستثمار الخاصة التي باتت تميل إلى لعب دور المموّل الاستراتيجي بدلاً من الاستحواذ الكامل. فشركتا أبولو وكيه كيه آر استثمرتا من خلال ذراعيهما التأمينيتين اللتين تبحثان عن أصول طويلة الأجل ذات عائد ثابت، مما يضمن لهما أرباحاً مستقرة مع فرصة تحقيق مكاسب رأسمالية إذا ارتفعت قيمة أسهم الشركة لاحقاً.

من جانبها، قدّمت نتائج الربع الثالث دفعة إضافية لهذا التحوّل الإيجابي. إذ سجّلت «كيويـريغ دكتور بيبر» إيرادات بلغت 4.31 مليارات دولار، بزيادة تقارب 11٪ متجاوزة توقعات السوق بأكثر من 350 نقطة أساس.

وجاء النمو مدفوعاً بارتفاع في حجم المبيعات ونسب الأسعار وعمليات الاستحواذ. فارتفعت إيرادات المشروبات الغازية والمنعشة في الولايات المتحدة بنسبة 14.4٪ على أساس سنوي، والنشاط الدولي بنسبة 10.5٪، فيما حقق قطاع القهوة الأميركي نمواً بنسبة 1.5٪.

كما ارتفعت الأرباح المعدّلة بنسبة 6٪، مع الحفاظ على عائد توزيعات سنوي يفوق 3.25٪.

ويتوقع المحللون الآن أن يتعافى سهم الشركة إلى حدود 35 دولاراً، أي بزيادة تقدّر بـ 25٪ مقارنة بمستويات أكتوبر. كما تظهر بيانات التداول أن المؤسسات الاستثمارية واصلت شراء الأسهم بمعدل سهمين مقابل كل سهم يُباع خلال عام 2025، مما عزز ثقة السوق واستقرار السهم.

ولا يقتصر تأثير هذه الصفقة على الجانب المالي فحسب، بل يمتد إلى هيكلة قطاع القهوة عالمياً. إذ سيؤدي دمج «كيويـريغ دكتور بيبر» مع «جاي دي إي بيتس» إلى إنشاء واحدة من أكبر شركات القهوة في العالم، تضم علامات مثل Peet’s وL’OR وSenseo وGreen Mountain.

ويرى خبراء الصناعة أن الكيان الجديد سيُعيد رسم ملامح المنافسة في أسواق القهوة المحمصة وكبسولات القهوة، ويوسّع شبكات التوزيع عبر أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، ويعزز نفوذه في أسواق الإنتاج في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

لقد بدأت الصفقة كمشروع محفوف بالمخاطر، لكنها تحوّلت إلى نموذج يُظهر كيف يمكن للهندسة المالية الذكية أن تغيّر مسار الشركات الكبرى. فبدلاً من أن تكون «صفقة مكروهة»، أصبحت مثالاً على الشراكة بين شركات القهوة العالمية ورؤوس الأموال الخاصة، ودليلاً على أن قطاع القهوة لم يعد مجرد سوق استهلاكي، بل مجالاً جاذباً للاستثمار المؤسسي الكبير الذي يُعيد تشكيل خريطة صناعة القهوة حول العالم.

Spread the love
Exit mobile version