“قهوة الصراصير” في بكين: تجربة غريبة تجمع بين الفضول والجدل
بكين – قهوة ورلد
في قلب العاصمة الصينية بكين، أثار مقهى تابع لمتحف متخصص في الحشرات جدلاً واسعًا بعد طرحه مشروبًا غير مألوف أُطلق عليه اسم “قهوة الصراصير”. هذا الابتكار يأتي ضمن سلسلة تجريبية من المشروبات المستوحاة من عالم الحشرات، الذي يشهد اهتمامًا متزايدًا في الصين وبعض مناطق العالم، ضمن موجة أطعمة ومشروبات تعتمد على البروتينات والحشرات كعنصر رئيسي.
يُقدَّم المشروب بسعر 45 يوانًا (ما يقارب 6 دولارات أمريكية) للفنجان، بينما يظل اسم المتحف مجهولاً في معظم التغطيات الصحافية. المشروب لا يقتصر على الصراصير المطحونة فحسب، بل يشمل أيضًا ديدان الوجبة الصفراء الغنية بالبروتين، فيما يقدّم المقهى مشروبات أخرى محدودة الإصدار، مثل مشروب النمل وعصارة نبات الإبريق.
الموظفون يؤكدون أن جميع المكونات مأمونة الاستخدام، لأنها تُشترى من صيدليات الطب الصيني التقليدي. وفقًا للمعتقدات القديمة، يُعتقد أن مسحوق الصراصير يعزز الدورة الدموية، بينما يُستخدم بروتين ديدان الوجبة لتعزيز المناعة.
وأشار أحد موظفي المتحف إلى أن المشروع بدأ في نهاية يونيو/حزيران 2025، ولاحقًا حظي بانتشار واسع على الإنترنت، خاصة بين جمهور الشباب الفضولي الذي يبحث عن تجارب تذوّق مختلفة وغير مألوفة. وأضاف الموظف: “كوننا متحفًا متخصصًا في الحشرات، بدا مناسبًا أن نقدم مشروبات مستوحاة من هذا العالم الغريب والمثير للفضول.”
تجارب الزبائن مع المشروب كانت متباينة؛ من وصفوه بأنه محروق وحامض قليلًا، بينما لاحظ آخرون أن مشروب النمل له مذاق لاذع، في حين يشبه مشروب نبات الإبريق القهوة التقليدية إلى حد كبير. ويشير الموظف إلى أن معظم المستهلكين من الشباب، بينما يتجنب الأهل شراء المشروب بسبب النفور الطبيعي من الصراصير.
يبيع المقهى أكثر من 10 أكواب يوميًا من هذا المشروب الغريب، ما يعكس اهتمامًا محدودًا ولكنه مستمر من زوار المتحف. وتأتي هذه المبادرة في سياق تجربة تعليمية وترفيهية، تهدف إلى دمج المعرفة العلمية، التقاليد الصينية، والتجارب الحسية في تقديم مشروبات مبتكرة وغريبة.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي كانت متباينة: بعض المستخدمين أثنوا على التجربة وشجّعوا على استكشاف بدائل البروتين الحشري، بينما أعرب آخرون عن نفورهم من المشروب، قائلين إن مجرد النظر إليه أمر مقزز.
يؤكد مدير المتحف أن التجربة تهدف أيضًا إلى تصحيح المفاهيم الشائعة حول الصراصير، مشيرًا إلى أن معظم أنواعها ليست ضارة، بل تلعب دورًا مهمًا في التوازن البيئي، ولها استخدامات محتملة في الطب والتجميل.
خلاصة التجربة: تجربة “قهوة الصراصير” تمثل مزيجًا بين الفضول، التقليد الطبي الصيني، والابتكار الغذائي، وهي تجربة غريبة تجذب فئة الشباب الباحثة عن التميّز، بينما تثير في الوقت ذاته جدلاً حول حدود الإبداع في عالم القهوة والمشروبات الحديثة.


