Site icon عالم القهوة

شركة “لكن كوفي” تستعد لإدراج جديد في الولايات المتحدة بعد خمس سنوات من فضيحة محاسبية

Luckin Coffee Eyes Fresh U.S. Listing

العملاق الصيني يسعى لاستعادة ثقة المستثمرين وبناء مصداقيته العالمية بعد تحول جذري جعله أكبر سلسلة قهوة في الصين.

دبي – قهوة ورلد

تستعد شركة لكن كوفي (Luckin Coffee) للعودة إلى وول ستريت عبر إدراج جديد في إحدى البورصات الأميركية، بعد خمس سنوات من إزالتها من مؤشر ناسداك في أعقاب فضيحة محاسبية هزّت قطاع الأعمال الصيني والعالمي.

وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة جين يي قوه خلال فعالية حكومية في مدينة شيامن بتاريخ 2 نوفمبر 2025 أن «لكن كوفي تدفع بنشاط نحو عملية الإدراج مجدداً في سوق رئيسي بالولايات المتحدة»، دون تحديد موعد نهائي لذلك. وتشير التوقعات إلى أن الإدراج الجديد سيكون على بورصة نيويورك أو ناسداك، في خطوة يُنظر إليها كعلامة فارقة في مسار عودة الشركة إلى الساحة المالية الدولية.

تأسست “لكن كوفي” في بكين عام 2017، وطرحت أسهمها للاكتتاب العام في الولايات المتحدة في مايو 2019، حيث جمعت 561 مليون دولار لتمويل توسعها السريع الذي تجاوز حينها 4,500 متجر داخل الصين. غير أن الشركة واجهت في أبريل 2020 واحدة من أكبر الأزمات في تاريخها بعدما كُشف عن تزويرٍ في مبيعاتٍ بلغت قيمتها نحو 340 مليون دولار لعام 2019، ما أدى إلى انهيار أسهمها، وإقالة الإدارة العليا، وإعلان الإفلاس في الولايات المتحدة، إضافة إلى تغريمها 180 مليون دولار من قِبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

ومنذ ذلك الحين، خضعت الشركة لإعادة هيكلة شاملة تحت إدارة جديدة وبملكية شركة الاستثمار الخاصة Centurium Capital في بكين، حيث تبنّت خطة تحول ترتكز على النمو المربح، والتوسع المدفوع بالتكنولوجيا، والرقابة المالية الصارمة. وقد بدأت ملامح التعافي بالظهور في عام 2022 عندما حققت الشركة أول أرباح فصلية صافية لها وخرجت من الإفلاس، قبل أن تسجل أول أرباح تشغيلية سنوية في تاريخها لاحقاً ذلك العام.

وفي عام 2023، تجاوزت مبيعات “لكن كوفي” منافستها “ستاربكس” في السوق الصينية للمرة الأولى، مدفوعةً بنمو قوي في عدد فروعها المعتمدة على نموذج الامتياز، وتسعيرها التنافسي الذي جعلها خياراً مفضلاً لدى المستهلكين الشباب. وبحلول الربع الثاني من عام 2025، بلغ عدد متاجرها أكثر من 26,000 فرع داخل الصين، إلى جانب توسعها الخارجي في سنغافورة وماليزيا وافتتاح أول فروعها في الولايات المتحدة.

ويرى محللون أن الإدراج الجديد رغم تعقيداته التنظيمية وطول إجراءاته سيوفر للشركة إمكانية الوصول إلى رؤوس أموال أكبر لدعم توسعها المستقبلي، كما سيعزز من حضورها العالمي ويساعدها على استعادة ثقة المستثمرين في الأسواق الغربية.

وتنص القوانين الصينية الجديدة على ضرورة تقديم أي شركة محلية تسعى إلى الإدراج الخارجي ملفاً رسمياً إلى هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC)، في إطار تشديد الرقابة على تعامل الشركات الصينية مع الأسواق الأجنبية. ووفقاً لتقرير لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركيةالصينية الصادر في مارس 2025، يوجد حالياً 286 شركة صينية مدرجة في البورصات الأميركية بإجمالي قيمة سوقية تُقدّر بنحو 1.1 تريليون دولار.

وفي وقت سابق من هذا العام، نجحت سلسلة الشاي الصينية Chagee في جمع 411 مليون دولار عبر طرحها الأولي في بورصة ناسداك بقيمة سوقية بلغت 5 مليارات دولار، وهو ما يشير إلى عودة الاهتمام العالمي بالعلامات التجارية الصينية العاملة في قطاع المشروبات. ويبقى السؤال الآن: هل ستتمكن “لكن كوفي” من كتابة فصل جديد من النجاح على وول ستريت بعد أن واجهت واحدة من أعقد أزماتها المالية؟

Spread the love
Exit mobile version