Site icon عالم القهوة

كيم طومسون تكشف لـ«قهوة ورلد» خلفيات وأبعاد مركز تدريب الباريستا الجديد في دبي

Kim Thompson Reveals to Qahwa World the Vision Behind RAW’s New Barista Training Centre

دبي – علي الزكري

شهدت دبي يوم 25 سبتمبر 2025 محطة جديدة في رحلتها مع القهوة المختصة، حين افتتحت شركة «راو» للقهوة بالتعاون مع «ميلك لاب» مركزًا لتدريب الباريستا في مقرها بالقوز. الحدث الذي وُصف بأنه الأول من نوعه في الإمارات لم يكن مجرد افتتاح رسمي، بل إعلانًا عن رؤية أوسع لمستقبل المقاهي والتعليم في المنطقة.

وفي حديث خاص لـ«قهوة ورلد»، أوضحت كيم طومسون، الشريكة المؤسسة ومديرة الثقافة والعلامة التجارية في شركة «راو»، أن هذه الخطوة جاءت استجابة طبيعية للتحولات التي يشهدها قطاع القهوة، قائلة: «لا شيء مؤكد سوى التغيير، وصناعتنا تشهد الكثير منه. الطريقة التي يستهلك بها الناس القهوة تتطور، مع ظهور اتجاهات جديدة في النكهات وأساليب التحضير وأنماط الحياة. شعرنا أنه الوقت المناسب لإعادة التفكير في كيفية استمتاع العملاء بالقهوة ولمساعدة الجيل الجديد من الباريستا على التكيف والتفوق. في راو، نحن شغوفون بدعم هذا التطور عبر التعليم. وأُعجبنا كثيرًا بالتزام «ميلك لاب» بالجودة والاستدامة، خصوصًا في كيفية تطوير منتجاتها النباتية بالتعاون مع الباريستا، وإنتاجها باستخدام ممارسات زراعية مسؤولة. منتجاتهم تتماشى تمامًا مع قيمنا والمعايير التي نتمسك بها في القهوة المختصة.»

وعن تفاصيل الشراكة مع «ميلك لاب»، شددت طومسون على أن التعاون لم يكن مصادفة بل انطلق من أسس مشتركة، مضيفة: «نحن نحب الشراكات ذات المعنى، خصوصًا تلك التي تنطلق من قيم مشتركة مثل الجودة والأصالة. مراد جناكات من شركة «جار بريميوم فودز» قدم لنا منتجات «ميلك لاب»، وأُعجبنا على الفور بالمذاق والقوام وتنوعها في قائمتنا. ما يميز هذه الشراكة أنها تجمع بين علامتين تهتمان بصدق بتحسين تجربة الباريستا والعميل؛ «ميلك لاب» من خلال الابتكار في المنتج، و«راو» من خلال التعليم والجودة والمجتمع. معًا، نحن نبني جسرًا بين المنتج والممارسة.»

وبحسب طومسون، فإن الهدف الأساسي من المركز الجديد هو رفع مستوى الجودة عبر الصناعة، من خلال مشاركة المعرفة وتمكين الباريستا ليتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم لعملائهم. وقالت: «نحن نؤمن أن كل فنجان قهوة يجب أن يعكس العناية والمعرفة والشغف الكامن وراءه. ومن خلال تزويد الباريستا بفهم أعمق للمكونات التي يستخدمونها يوميًا، فإننا ندعم الاتساق والإبداع في المقاهي عبر المنطقة.»

ولم تقتصر طموحات «راو» على المحترفين فحسب، إذ أوضحت طومسون أن البرامج التدريبية ستفتح المجال أمام شريحة أوسع من المهتمين: «البرامج التدريبية ستلبي احتياجات جمهور واسع، من الباريستا في المقاهي المزدحمة إلى الأفراد الشغوفين بتحسين مهاراتهم المنزلية. ستكون الجلسات عملية وتفاعلية ومصممة وفقًا لسيناريوهات واقعية من بيئة المقهى. كل دورة تستكشف العلم والفن وراء تبخير الحليب، مع التركيز على كيفية تأثير مستويات الدهون والبروتين على الأداء والنكهة. الأمر يتعلق ببناء الثقة، سواء كنت باريستا يقدم 200 كوب يوميًا أو عاشق قهوة يسعى إلى إتقان طقوسه الصباحية.»

وعن المشهد التنافسي في دبي، أشارت طومسون إلى أن السوق يزداد حيوية وتنوعًا لكنه يحتاج إلى ضمان الاتساق في الجودة، مؤكدة: «مشهد القهوة في دبي نابض بالحياة، متنوع، ويتطور بسرعة. لكن مع توسع السوق، تظل الاتساق والتعليم التحدي الأكبر. لطالما آمنت «راو» أن التقدم الحقيقي يأتي من التعاون وتبادل المعرفة أكثر من المنافسة. هذا المركز الجديد هو امتداد لبرامجنا التدريبية الطويلة، والتي تتضمن بالفعل دورات معتمدة من جمعية القهوة المختصة (SCA) في مهارات الباريستا، والتحضير، والتذوق. وبإضافة سلسلة مخصصة لتدريب بدائل الألبان، نحن نمنح المشغلين والباريستا طبقة إضافية من الخبرة تنعكس مباشرة على تجربة العملاء.»

واعتبرت طومسون أن اختيار بدائل الألبان لتكون محورًا رئيسيًا في التدريب يعكس توجهات المستهلكين الجديدة، موضحة: «سلوك المستهلك تغير بشكل جذري. نرى حركة متزايدة نحو الخيارات النباتية وتفضيلًا للمشروبات الباردة والسريعة والجاهزة للتناول. هدفنا هو مساعدة الباريستا على مواكبة هذه الاتجاهات وتقديم هذه المشروبات بنفس العناية والاتساق التي تُقدَّم بها المشروبات المعتمدة على الألبان. لكل نوع من منتجات «ميلك لاب» – من اللوز إلى الشوفان وجوز الهند – خصائصه المميزة. وفهم هذه الخصائص يفتح المجال أمام إعداد فنجان أكثر توازنًا ومتعة. الأمر يتعلق بفهم المكوّن واحترامه وضمان أن تكون التجربة النهائية في الفنجان استثنائية.»

وفي ختام حديثها مع «قهوة ورلد»، شددت طومسون على أن تمكين الباريستا هو الطريق الأمثل لرفع وعي المستهلك وتعزيز العلاقة بينه وبين القهوة المختصة: «تمكين الباريستا هو أحد أقوى الطرق لرفع وعي المستهلك. عندما يكون الباريستا واثقًا وذو معرفة وشغف، فإن هذه الطاقة تنتقل إلى العميل مع كل تفاعل وكل فنجان. التعليم يخلق رابطًا، والرابط يبني الولاء. من خلال الاستثمار في مهارات الأشخاص خلف البار، نحن لا نحسن معايير الجودة فحسب، بل نعمق أيضًا العلاقة بين المستهلك والقهوة المختصة نفسها.»

بهذا التصور، يظهر مركز «راو × ميلك لاب» لتدريب الباريستا ليس كمؤسسة تعليمية فحسب، بل كمساحة للتجربة والتبادل وبناء مجتمع أكثر وعيًا. وهو أيضًا، كما تقول كيم طومسون، دليل إضافي على المكانة المتنامية لدبي كمحطة عالمية تتقاطع فيها الابتكارات مع الاستدامة في مشهد القهوة المختصة.

Spread the love
Exit mobile version