دبي – قهوة ورلد
تكشف دراسة جديدة أن عادات الشراء اليومية في أوروبا تؤثر بشكل مباشر على غابات الأمازون في البرازيل، وفي السويد تحديداً تشكّل القهوة العامل الأكبر في هذا التأثير. فالولع الواسع بالقهوة في البلاد يترك بصمة بيئية أكبر من تلك الناتجة عن استهلاك لحوم البقر أو فول الصويا.
وأعدّ باحثون من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا ومعهد ستوكهولم للبيئة والصندوق العالمي للطبيعة WWF تحليلاً واسعاً يجمع بين صور الأقمار الصناعية وبيانات الإنتاج الزراعي ونماذج الاستهلاك العالمية. ويقدّم هذا التقييم أحد أكثر المشاهد تفصيلاً حتى الآن حول كيفية تأثير خيارات المستهلكين على فقدان الغابات في الأمازون.
وعلى المستوى العالمي، ما تزال تربية المواشي العامل الأكبر وراء تراجع الغابات، إذ تستمر المراعي في التمدد بمعدل يصل إلى نحو 1.4 مليون هكتار سنوياً. وغالباً ما تتحوّل المراعي المتدهورة إلى أراضٍ زراعية بدلاً من إعادة تشجيرها. ويأتي فول الصويا في المرتبة الثانية، حيث فُقد نحو 8.6 مليون هكتار من الغابات بين عامي 2018 و2022 بسبب تربية الماشية وزراعة الصويا. كما تشمل المحاصيل التي تنافس الغابات المدارية: الأرز والذرة الرفيعة وزيت النخيل والكاكاو والقهوة.
وعند دراسة تأثير الاستهلاك داخل السويد، تبيّن أن استهلاك القهوة كان أكبر سبب لارتباط السويد بإزالة الغابات مقارنة باستهلاكها للحوم أو فول الصويا. ففي عام 2022 وحده، أدى الطلب السويدي على القهوة إلى فقدان نحو 331 هكتاراً من الغابات، أي ما يعادل 463 ملعب كرة قدم. وأشار أحد الباحثين إلى أن الحديث العالمي ينصب عادة على فول الصويا وتربية المواشي، مما يجعل أثر القهوة أقل وضوحاً في النقاشات.
وتُعَدّ السويد من أعلى الدول استهلاكاً للقهوة في أوروبا، بمتوسط 12.3 كغ للفرد سنوياً، بينما تتجاوز بعض الدول هذا المعدل مثل ليتوانيا وإستونيا ولوكسمبورغ.
وأظهر التقرير أن تأثير القهوة يختلف وفقاً لمصدر الحبوب. وكانت لائحة الاتحاد الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات (EUDR)، التي تهدف إلى الحد من دخول المنتجات المرتبطة بتدمير الغابات إلى السوق الأوروبية، مقررة للتطبيق في 30 ديسمبر 2025، إلا أن البرلمان الأوروبي أجّل التنفيذ لمدة عام. وأكدت نائبة ألمانية أن الطلب الأوروبي على القهوة والكاكاو واللحوم وغيرها يؤدي إلى قطع أو حرق نحو 100 شجرة كل دقيقة، داعية إلى الإسراع في تطبيق اللائحة.
