حصاد القهوة في فيتنام يواجه تحديات مناخية
تواجه فيتنام، ثاني أكبر منتج للقهوة في العالم، انخفاضًا حادًا في محصولها لموسم 2024-2025 بسبب الظروف المناخية القاسية. فقد أثرت فترات الجفاف الطويلة وموجات الحر والأمطار غير المنتظمة بشكل كبير على المرتفعات الوسطى، وهي المنطقة الرئيسية لزراعة القهوة في البلاد.
ويقدر الخبراء أن إنتاج القهوة سيتراجع بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المئة مقارنة بالموسم السابق، بينما تشير بعض المزارع إلى خسائر تصل إلى 50 في المئة. ويعزو المزارعون في المقاطعات الرئيسية المنتجة، مثل داك لاك وجيا لاي، هذا الانخفاض إلى ضعف الإزهار وتطور الثمار نتيجة للجفاف المتكرر وارتفاع درجات الحرارة.
قال المزارع هو كوك هوي، الذي يزرع القهوة بالقرب من بون ما توت: “لقد أثَّر الجفاف بشكل كبير على الإزهار، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في إنتاج الثمار.” وبالمثل، أوضحت المزارعة تينا ترينه من داك لاك أن الأشجار، التي أضعفها جفاف العام الماضي، لم تتمكن من التعافي بشكل جيد، مما أدى إلى خسائر واسعة في المحصول.
ويعزو خبراء الأرصاد الجوية هذه الظروف القاسية إلى ظاهرة “إل نينيو” المتكررة، والتي تسببت في فترات جفاف طويلة وارتفاع درجات الحرارة في مناطق زراعة القهوة في فيتنام. كما أفاد المزارعون بأن الأشجار عانت من تساقط شديد للأوراق، مما أدى إلى انخفاض إضافي في الإنتاجية.
على الرغم من بقاء معظم أشجار القهوة على قيد الحياة، يحذر خبراء القطاع من أن التعافي الكامل قد يستغرق عدة دورات زراعية. وقال لي دينه تو من مزرعة “أيروكو سبيشالتي كوفي” إن “حتى لو تحسنت الظروف الجوية، فقد لا نشهد تعافيًا كاملاً قبل موسم 2026-2027 على الأقل.”
وتشير التقارير الميدانية إلى أن العديد من مزارع القهوة تُظهر معدلات منخفضة في إنتاج الثمار، خاصةً في الأجزاء العلوية والوسطى من الأشجار، مما يعزز المخاوف بشأن انخفاض المحاصيل.
وفقًا لجمعية القهوة والكاكاو الفيتنامية (VICOFA)، انخفض محصول القهوة في موسم 2023-2024 بنسبة 20 في المئة ليصل إلى 24.5 مليون كيس، وهو من بين أدنى المحاصيل خلال العقد الماضي. ومع استمرار الجفاف، يُتوقع أن ينخفض المحصول القادم إلى حوالي 22 مليون كيس.
وتظهر بيانات إدارة الجمارك العامة في فيتنام أن صادرات القهوة بين يناير وأكتوبر 2024 انخفضت بنسبة 11.2 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، مما يسلط الضوء على شح الإمدادات في الأسواق العالمية.
مع انخفاض المخزون العالمي من القهوة، ارتفعت أسعار القهوة الدولية بشكل حاد، حيث سجلت أسعار الروبوستا مستويات قياسية. في الوقت نفسه، يزداد استهلاك القهوة محليًا في فيتنام، حيث يُتوقع أن يرتفع الطلب بنسبة 12.5 في المئة ليصل إلى 3.6 مليون كيس خلال موسم 2024-2025، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
ويستفيد المزارعون من تنويع مصادر دخلهم عبر زراعة محاصيل مثل فاكهة الدوريان والفلفل الأسود، مما يجعلهم أقل اندفاعًا لبيع محصولهم من القهوة، مما يزيد من الضغوط على العرض. وقالت ترينه: “مع انخفاض المحصول وتعدد مصادر الدخل، لا يتسرع العديد من المزارعين في بيع القهوة.”
وفي ظل هذه التحديات، لا تزال فيتنام تواجه معضلة تحقيق التوازن بين الطلب المحلي، والتزامات التصدير، والمخاطر المناخية التي تؤثر على صناعة القهوة في البلاد.