دبي، 7 أغسطس 2025 – (قهوة ورلد) – قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن الصين تستغل الفرصة للترويج لما أسمته القهوة البرازيلية المحبوبة، بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية جديدة.
وأكدت الشبكة أنه، وبينما تدخل التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على المنتجات البرازيلية حيّز التنفيذ، سارعت الصين إلى تعميق علاقاتها مع أكبر منتج للبن في العالم، مستفيدة من التوترات التجارية المتصاعدة لتوسيع وصول البن البرازيلي إلى أسواقها.
التعريفات التي بلغت 50%، وبدأ تطبيقها يوم أمس الأربعاء، تستهدف مجموعة واسعة من السلع البرازيلية، من بينها البن، وهو ما اعتبرته الصين فرصة لتعزيز شراكتها مع البرازيل في هذا القطاع الحيوي.
وكانت السفارة الصينية في برازيليا قد أعلنت مؤخرًا عن وصول شركات صينية جديدة إلى السوق البرازيلية، من بينها شركة “ميتوان” العملاقة في خدمات توصيل الطعام. وجاء في المنشور: “والجسر يسير في الاتجاهين: فالبرازيل أيضًا ترسّخ حضورها في الصين بقهوتها البرازيلية المحبوبة”.
وقبل أيام، كشفت السفارة أن الصين منحت تصاريح تصدير جديدة لـ183 شركة قهوة برازيلية، سارية لمدة خمس سنوات، مشيرة في رسالة أخرى إلى تزايد استهلاك القهوة داخل الصين، مؤكدة أن هذا المشروب “بدأ يحتل مكانة في الحياة اليومية للشعب الصيني”.
ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مستورد للقهوة في العالم، حيث استوردت في عام 2024 نحو 30.7% من إجمالي وارداتها البالغة 1.5 مليون طن متري من البرازيل، فإن التحركات الصينية الأخيرة قد تُعيد تشكيل خريطة التجارة العالمية في هذا القطاع.
توتر متصاعد بين واشنطن وبرازيليا
تأتي هذه الخطوات في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والبرازيل، حيث انتقد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا القرارات الأميركية قائلًا: “ترامب لم يُنتخب ليكون إمبراطورًا للعالم”.
ورغم أن الولايات المتحدة تحقق فائضًا تجاريًا مع البرازيل، فإن البيت الأبيض برّر رفع التعريفات لأسباب سياسية، حيث ورد في مرسوم وقّعه ترامب مؤخرًا أن الحكومة البرازيلية ترتكب “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، في إشارة إلى محاكمة الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو بتهمة محاولة تنظيم انقلاب ضد حكومة لولا. ويُذكر أن بولسونارو، وهو حليف مقرّب من ترامب، ينفي هذه الاتهامات.
وفي خطوة أثارت الجدل، أرسل ترامب رسالة إلى السلطات البرازيلية يطالب فيها بوقف محاكمة بولسونارو فورًا، واصفًا المحاكمة بأنها “حملة اضطهاد سياسي”. وردّ لولا مؤكدًا استقلال القضاء في بلاده، وقال: “الرئيس لا يتدخل في أعمال السلطة القضائية. بولسونارو لا يُحاكم شخصيًا، بل بسبب الأفعال التي ارتكبها في محاولة تنفيذ انقلاب”.
الصين تدخل على الخط
وفي ضوء هذه التوترات، قد تجد البرازيل نفسها مضطرة لتعزيز علاقاتها مع شركاء دوليين آخرين. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون، يوم الأربعاء، بأن التعاون بين بكين وبرازيليا “عاد بالنفع على الشعبين”، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لتعزيز العلاقات مع البرازيل في “مجالات متعددة وإضافة أبعاد استراتيجية جديدة”.
حتى الآن، لم تعلن الحكومة البرازيلية عن ردود فعل رسمية على التعريفات الأميركية الجديدة، لكن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا شدّد على ضرورة أن تُعامل بلاده “كندٍّ” في أي مفاوضات تجارية مستقبلية، محذرًا من أن “للحوار حدودًا” مع إدارة ترامب.