“قهوة القمة” و”جنتلمان باريستاز” تتعاونان لتغيير ملامح صناعة القهوة اليمنية

في خطوة غير مسبوقة، يشهد قطاع القهوة المختصة تعاونًا استثنائيًا بين شركة “قهوة القمة” ومجموعة “جنتلمان باريستاز”، بهدف تعزيز مكانة القهوة اليمنية الشهيرة عالميًا. يجمع هذا التعاون بين خبرة “قهوة القمة” في التجارة المباشرة ونهجها المستدام وبين الإرث العريق لمجموعة “الجنتلمان باريستاز” في ثقافة المقاهي اللندنية.

تأسست شركة “قهوة القمة” عام 2016 على يد فارس الشيباني، الذي كرّس جهوده لإعادة صياغة صورة اليمن من بلد يعاني النزاعات إلى موطن لإنتاج أجود أنواع القهوة في العالم.

تتميز القهوة اليمنية بنكهتها الغنية والمتوازنة التي جعلتها تحظى بإقبال واسع في السوق العالمية. في مزاد “أفضل قهوة يمنية 2024″، وصلت أعلى سعر للكيلوغرام إلى 1,159 دولارًا، مما يعكس جودتها الفريدة. ومع ذلك، تواجه صناعة القهوة اليمنية تحديات كبرى تشمل التهريب، نقص البنية التحتية، والاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الصراع المستمر.

عملت شركة “قهوة القمة” على دعم المزارعين اليمنيين بشكل مباشر من خلال مشاريع مثل إنشاء أول مشتل رئيسي للقهوة في اليمن ومركز معالجة حديث بمساحة 43 ألف قدم مربع، استفاد منه أكثر من 1,500 مزارع. وتدفع الشركة للمزارعين أسعارًا تزيد بنسبة 400% عن الأسعار العالمية، ما يضمن لهم حياة كريمة ومستدامة.

هذا التعاون مع “جنتلمان باريستاز” يمثل مرحلة جديدة في مسيرة “قهوة القمة”. فبعد أن واجهت المجموعة اللندنية صعوبات مالية مطلع عام 2024، أُعيد إحياؤها تحت مظلة شركة “أوريجنز 1450″، الشركة الأم لـ”قهوة القمة”. وتضم الصفقة منشأة تحميص حديثة بمساحة 12 ألف قدم مربع في شرق لندن، مجهزة بمرافق تدريب ومناطق مخصصة لتذوق القهوة وتدريب أبطال تحضير القهوة. كما تستمر مقهى المجموعة الشهير بالقرب من سوق بورو في العمل كمعلم رئيسي لعشاق القهوة.

يُظهر هذا التعاون نموذجًا مبتكرًا لسلسلة توريد متكاملة بالكامل، حيث يتم تقليل عدد الوسطاء التقليديين وضمان الشفافية، مما يتيح للمزارعين الحصول على تعويضات عادلة والحفاظ على أعلى معايير الجودة. وبحسب تقرير نشره بوابة القهوة العالمي، فإن هذا النموذج يعكس قدرة التجارة العادلة على إعادة تشكيل ملامح صناعة القهوة المختصة.

يرتبط تاريخ القهوة اليمنية بجذورها العميقة، حيث كانت اليمن أول دولة زرعت القهوة في القرن الخامس عشر للميلاد. ورغم تراجع إنتاجها لتصبح أقل من 0.5% من الإنتاج العالمي، إلا أن التربة اليمنية الفريدة وأساليب الزراعة التقليدية تواصل إنتاج بعض من أفضل أنواع القهوة في العالم.

وقد وسعت شركة “قهوة القمة” نطاق عملها ليشمل دولًا مثل كولومبيا والإكوادور، حيث تقدم أنواعًا نادرة وحصرية من القهوة من خلال شراكاتها مع أكثر من 800 محمصة مختصة في 40 دولة.

أما مجموعة “جنتلمان باريستاز”، التي تستمد إلهامها من المقاهي التاريخية في لندن، فتحتفظ بهويتها المميزة مع التطلع إلى المستقبل من خلال هذا التعاون. كما أعادت المجموعة تسمية نشاطها التجاري بالجملة تحت اسم جديد مستوحى من أول مقهى في لندن “بيت جامايكا” الذي افتُتح عام 1652.

هذا التعاون يمثل بصيص أمل لليمن، حيث يعيد كتابة قصة جديدة مليئة بالتميز لصناعة القهوة اليمنية. من خلال الجمع بين الإرث التاريخي والممارسات التجارية الحديثة، تسعى “قهوة القمة” و”الجنتلمان باريستاز” ليس فقط للحفاظ على التقاليد، بل أيضًا لوضع معايير جديدة للجودة والاستدامة في صناعة القهوة العالمية.

نشر في :