القهوة البيروفية تغزو العالم.. الصادرات تنمو بأكثر من 30% في عام 2024
وصلت القهوة البيروفية إلى 58 سوقًا دوليًا، مما عزز مكانتها كقائدة في تصدير القهوة العضوية ورسخت وجودها في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة وألمانيا. وعلى الرغم من هذا النجاح العالمي، فإن استهلاك القهوة المحلي لا يزال من بين الأدنى في المنطقة.
عام قياسي لصادرات القهوة البيروفية
في عام 2024، عززت القهوة البيروفية مكانتها كواحدة من أهم منتجات التصدير الزراعية للبلاد. ووفقًا لوزارة التنمية الزراعية والري (Midagri)، بلغت مبيعات القهوة الدولية حوالي 1.1 مليار دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 30% مقارنة بعام 2023 الذي بلغت فيه الصادرات 827.3 مليون دولار. ويُعد عام 2024 ثاني أفضل عام في العقد الأخير بعد عام 2022 الذي حقق أرقامًا قياسية بلغت 1.224 مليار دولار.
تُصدَّر القهوة البيروفية حاليًا إلى 58 دولة، تشمل الأسواق الرئيسية الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا وكندا والسويد. وتتميز القهوة البيروفية بجودتها وتنوع نكهاتها، مما أكسبها مكانة مرموقة في عالم الطهي العالمي. كما أن بيرو تُعتبر المصدر الأول عالميًا للقهوة العضوية جنبًا إلى جنب مع إثيوبيا، وتحتل المرتبة العاشرة عالميًا في تصدير القهوة التقليدية، بعد عمالقة القطاع مثل البرازيل وفيتنام وكولومبيا.
ارتفاع الأسعار والطلب العالمي
جاءت الطفرة في صادرات القهوة مدفوعة بارتفاع أسعار القهوة الدولية. وأفادت منظمة القهوة الدولية (ICO) بزيادة بنسبة 70.4% في مؤشرها المركب خلال العام القهوي 2023/2024، حيث ارتفع السعر من 151.94 سنتًا للرطل في أكتوبر 2023 إلى 258.90 سنتًا في سبتمبر 2024.
هذا الارتفاع في الأسعار نتج عن مجموعة من العوامل، منها التقلبات الجوية التي أثرت على إنتاج دول أخرى، والزيادة في الطلب العالمي، خاصة في الأسواق غير المنتجة مثل اليابان والصين. واستجابت صادرات القهوة الخضراء البيروفية، التي تُعد الشكل التجاري الرئيسي للبلاد، لهذه الاحتياجات، مما عزز دور بيرو كواحدة من اللاعبين الرئيسيين في السوق الدولية.
ثروة القهوة البيروفية
تُنتَج القهوة في بيرو في 16 منطقة تمتد على مساحة 427,000 هكتار. وتشمل المناطق الرئيسية المنتجة للقهوة سان مارتين، وكاخاماركا، وخونين، وكوسكو، وأمازوناس، وهوانوكو، وباسكو، بالإضافة إلى مناطق الشمال مثل بيورا، ولا ليبرتاد، ولامبايكي. وتُزرَع حبوب القهوة في هذه المناطق على ارتفاعات تتراوح بين 800 و1950 مترًا فوق مستوى سطح البحر، مما يساهم في تميز خصائصها الفريدة.
تشمل أبرز أنواع القهوة البيروفية كاتورا، وتيبيكا، وبوربون، وكاتيمور، وباتشي، وجيشا، وهي معروفة عالميًا بجودتها. وقد حظيت القهوة البيروفية بتقدير عالمي عندما حصلت قهوة تونكي من بونو على جائزة أفضل قهوة متخصصة في العالم في معرض جمعية القهوة المتخصصة الأمريكية (SCAA) في عام 2010.
وإلى جانب كونها مصدرًا هامًا للعملة الصعبة، يُعتبر قطاع القهوة حيويًا للاقتصاد الريفي في بيرو. حيث أن أكثر من 85% من مزارعي القهوة هم من المزارعين الصغار الذين يزرعون على قطع أراضٍ تتراوح بين هكتار وخمسة هكتارات. ويوفر القطاع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأكثر من مليوني شخص، بدءًا من الزراعة وحتى التصدير.
تحديات وأهداف القطاع
رغم نجاح الصادرات، لا يزال استهلاك القهوة المحلي في بيرو منخفضًا مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة. ووفقًا لوزارة التنمية الزراعية والري، يبلغ استهلاك القهوة السنوي للفرد 1.2 كيلوجرام فقط، وهو أقل بكثير مقارنة بكولومبيا (2.5 كيلوجرام) أو البرازيل (6 كيلوجرامات). ولمعالجة هذا الأمر، تهدف الوزارة إلى رفع استهلاك القهوة المحلي إلى 1.5 كيلوجرام للفرد بحلول عام 2025 من خلال حملات ترويجية تشمل معارض ومسابقات لتحفيز الاستهلاك المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، حددت الوزارة الحاجة إلى تعزيز التعاونيات بين مزارعي القهوة. حيث أن 30% فقط من المزارعين ينتمون إلى تعاونيات، مما يحد من قدرتهم على التفاوض على شروط أفضل والحصول على التمويل. ويُعتبر معالجة هذه الفجوة أمرًا ضروريًا لتعزيز مرونة وربحية القطاع.
بفضل تراثها الغني في زراعة القهوة وسمعتها العالمية المتنامية، ومع وجود مبادرات محلية مدروسة، تستعد بيرو لتعزيز مكانتها كقوة رئيسية في صناعة القهوة العالمية.