بقلم: كيم تومسون
تشهد صناعة القهوة العالمية مرحلة من التحولات السريعة. أسعار قياسية في المزادات، اندماجات غير مسبوقة، تقلبات حادة في أسواق السلع، وضغوط متصاعدة من تغيّر المناخ، كلها تعيد تشكيل طرق زراعة القهوة وتداولها واستهلاكها. وفي خضم هذه المتغيرات، ترسم شركة قهوة راو مسارًا واضحًا: قيادة قائمة على النزاهة، ترسيخ دورها كصوت موثوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتركيز على خلق قيمة حقيقية في بلد المنشأ.
مؤخرًا، تصدّرت دبي عناوين الأخبار بعد أن افتتحت شركة ناشئة جديدة بشراء دفعة من قهوة غيشا البنمية بسعر قياسي بلغ 2,218,785 درهمًا إماراتيًا (604,080 دولارًا أمريكيًا) في مزاد “الأفضل في بنما 2025”. هذه القهوة المغسولة بدرجة 98 نقطة أصبحت الأعلى تقييمًا والأغلى في تاريخ القهوة، لتصبح رمزًا استثنائيًا للشغف والتقلبات والاستثمار التسويقي في هذا القطاع.
في الوقت ذاته، تتسارع وتيرة الاندماجات. فالاندماج المخطط بين شركتي كيريج دكتور بيبر وجى دى بيتس بقيمة 18 مليار دولار سيخلق عملاقًا عالميًا جديدًا. أما استحواذ كوكاكولا على كوستا كوفي عام 2018 مقابل 1.5 مليار دولار فقد منحها منصة واسعة للمشروبات الجاهزة. ولا تزال مجموعة جاب القابضة توسّع محفظتها الضخمة. حتى شركات معدات القهوة أصبحت جزءًا من هذه الاستراتيجية، حيث استحوذت ديلونغي عام 2023 على 41% من لا مارزوكو وعلى إيفر سيس، ما يعكس مدى تغلغل القهوة في خطط الشركات الكبرى.
في المقابل، يضع تغيّر المناخ ضغوطًا غير مسبوقة على المنتجين. الطقس القاسي في البرازيل وفيتنام، ونقص الإمدادات، والرسوم الجمركية، والمضاربات التجارية، كلها عوامل تدفع الأسعار للارتفاع وتزيد من حدة التقلبات. هذه هي الحقيقة الجديدة التي يجب على صناعتنا التعامل معها.
ومع إعادة تشكيل القهوة عالميًا، تتزايد النقاشات حول دور المؤسسات مثل جمعية القهوة المختصة. فعلى الرغم من أنها وفرت تاريخيًا معايير تقنية وإطارًا مشتركًا، إلا أن القلق يكمن في أن تغليب الربح المؤسسي على مصلحة المنتجين قد يؤدي إلى تجانس القهوة، وتقليل الابتكار، وإضعاف الأصالة التي تميز القهوة المختصة.
ترى شركة قهوة راو أن مستقبل القهوة لا يمكن أن يستند إلى الشهادات أو الاندماجات فقط، بل إلى المنتجين أنفسهم؛ أولئك الذين تمنح إبداعاتهم ومرونتهم وحرفيتهم القهوة المختصة روحها الحقيقية.
التزامنا يتجاوز مجرد الحصول على المحاصيل، فنحن نسعى إلى تمكين المنتجين من الازدهار والمنافسة والابتكار وفقًا لشروطهم الخاصة عبر:
-
تعزيز علاقات التجارة المباشرة الحقيقية
-
إزالة الوسطاء ليحتفظ المزارعون بجزء أكبر من القيمة النهائية للمبيعات.
-
بناء الثقة والشفافية عبر التواصل المباشر والتسعير العادل.
-
تمكين المنتجين بالموارد ورأس المال
-
الاستثمار في تحسين الجودة من المعالجة إلى صحة التربة، بما في ذلك مشاركة المعرفة حول الفحم الحيوي والزراعة.
-
دعم المنتجين لتطوير محامصهم وأعمال البيع المباشر في بلد المنشأ.
-
تسهيل الوصول إلى الأدوات والخدمات
-
تحسين الوصول إلى تراخيص التصدير والمدفوعات الدولية والمنصات الرقمية.
-
توفير التعليم حول اتجاهات السوق وتوقعات المستهلكين وفن السرد القصصي لتعزيز موقعهم.
-
تشجيع الإضافة المحلية للقيمة
-
دعم إنشاء محامص ومقاهٍ في بلدان المنشأ لزيادة القيمة المضافة محليًا.
-
الدعوة إلى تنظيم تدريبات باريستا في بلدان الإنتاج لتأسيس قاعدة قوية لنشر ثقافة القهوة.
-
التركيز على الجودة والتميّز
-
تحويل التفكير من الندرة إلى الإبداع والنية وحسن استغلال الموارد.
-
توجيه المنتجين لتحديد خصائصهم الفريدة بدلاً من تقليد الاتجاهات.
وبصفتها رائدة القهوة المختصة في دبي لما يقارب العقدين، تتمتع شركة قهوة راو بموقع فريد لقيادة الفصل التالي من القهوة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تكمن مسؤوليتنا في تضخيم صوت المنتجين، والحفاظ على الشفافية في زمن التقلبات، وضمان بقاء قيم الأصالة والعدالة والجودة في قلب هذه الصناعة.
إن مستقبل القهوة لن يُكتب عبر اندماجات الشركات أو أسعار المزادات القياسية أو نماذج التقييم الجديدة التي لا تحقق نتائج ملموسة للمنتجين. بل سيتحدد بالعلاقات التي نختار رعايتها، والإبداع الذي نمكّن به المنتجين في موطن القهوة، والثقة التي نبنيها عبر سلسلة القيمة. وهنا ستظل بوصلتنا في شركة قهوة راو.