بقلم: سركان اورال
جمعت قمة الإعلام العربي 2025 في دبي قادة الإعلام وصنّاع المحتوى والمبتكرين من مختلف أنحاء المنطقة، لكن رغم أن النقاشات تركزت على مستقبل الإعلام والتقنيات الحديثة، كانت رائحة القهوة المتخصصة هي العنصر المشترك الذي رافق الجميع طوال أيام القمة.
في كل زاوية، كانت الكاميرات والميكروفونات في يد، وأكواب القهوة في اليد الأخرى. قدمت مقاهٍ محلية متخصصة قهوة مجانية للضيوف، في مشهد يعكس روح الضيافة الإماراتية وهويتها الثقافية. بشعار “بفخر من دبي”، تحولت القهوة من مشروب إلى رسالة، ومن ضيافة إلى حضور ثقافي متكامل.
في حفل الافتتاح، سنحت لي الفرصة للقاء معالي منى غانم المرّي، نائب رئيس مجلس دبي للإعلام، والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ورئيسة نادي دبي للصحافة. بخبرتها الواسعة في الاتصال الاستراتيجي والإعلام الحكومي، تحدثت عن أهمية بناء سرديات إعلامية تعكس هوية المنطقة وطموحاتها.
لاحقًا، التقيت بالسيد جمال الشريف، رئيس مجلس دبي للإعلام والمدير العام لمدينة دبي للاستوديوهات، حيث كشف عن استراتيجية جديدة تهدف إلى دعم الإنتاج الإعلامي المحلي. ومع دخول منصات مثل نتفليكس إلى مشهد الإنتاج الإقليمي، لمَ لا نرى قريبًا أفلامًا تدور حول القهوة أو تنطلق من المقاهي المحلية؟ بلين موفيلي، مديرة السياسات العامة في نتفليكس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، كانت حاضرة أيضًا، وأكدت حماس المنصة لدعم أعمال جديدة وتعزيز تمكين المرأة في المنطقة.
بعيدًا عن الجلسات الرسمية، كانت أجنحة القهوة تعج بالحياة. محمد الزرعوني، مالك علامة Pinewraps، أخبرني أن جناحهم كان يزدحم فور افتتاحه كل صباح، وعلّق مبتسمًا: “الجميع أحب القهوة ووصفوها بالكريمية واللذيذة”. أضاف أنهم قدموا نحو 25 كجم من القهوة يوميًا للزوار، من فرعهم الكائن في جميرا، حيث تمتزج القهوة بالمخبوزات الفاخرة.
في ركن Esprso Lounge، تحدّث إليّ رئيس الباريستا ديبيش مهارجن عن تقديمهم قهوة أرابيكا 100٪ وتحضير يدوي بالكامل. “الناس لا تحب القهوة فحسب، بل تحب فهمها أيضًا”، قال لي. المقهى، الذي له فروع في الميدان وند الشبا، استغل القمة كمنصة للتواصل والترويج.
أما أرنيل، الباريستا من مقهى Backyard، فقال إنهم وزعوا يوميًا أكثر من 1000 كوب، تنوّعت بين الفلات وايت والقهوة الإسبانية واللاتيه المثلج ومشروبهم الشهير “ماتشا كلاود”. “الحدث كان فرصة للتواصل مع الناس، وليس مجرد تقديم قهوة”، قال. Backyard يملك الآن تسعة فروع في دبي، ويواصل التوسع من خلال بناء علاقات حقيقية مع الزبائن.
وبينما انشغل الجميع بمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات التفاعلية، بقيت القهوة السوداء تذكيرًا صادقًا بما هو حقيقي وبسيط. في قمة تُعنى بالمحتوى والتكنولوجيا، كانت القهوة لحظة راحة، وهمزة وصل، وتجربة لا تُنسى.