استخلاص الإسبريسو.. هل نجحت التكنولوجيا الحديثة في القضاء على التفاوت؟
لطالما تساءل خبراء القهوة والعلماء عن سبب اختلاف كل كوب إسبريسو عن الآخر، حتى عند التحكم في جميع متغيرات التحضير مثل حجم الطحن، والجرعة، وضغط الماء، ودرجة الحرارة. كشفت الأبحاث السابقة، وأبرزها دراسة نُشرت عام 2019، أن العوامل الديناميكية الحرارية، مثل تقلبات درجة حرارة الماء، وضغط الاستخلاص، وذوبان الغازات، تؤثر بشكل كبير على النتيجة النهائية. لكن يبقى السؤال: هل تمكنت صناعة مكائن الإسبريسو من التعامل مع هذه التحديات بفعالية؟
للحصول على إجابة من داخل الصناعة، تواصلنا مع أنطونيو أوريا، خبير القهوة والمشروبات في مجموعة سيمونيللي – الشرق الأوسط، والذي أوضح كيف تعمل الشركات المصنعة على تحسين ثبات الاستخلاص باستخدام أحدث التقنيات.
بحسب أنطونيو أوريا، فإن كبرى الشركات المصنعة لمكائن الإسبريسو تدرك تمامًا التحديات المتعلقة بتفاعل الماء مع القهوة أثناء الاستخلاص، وتسعى باستمرار إلى تطوير تقنيات تقلل من هذه التقلبات. ومن بين أهم الابتكارات الحديثة:
- نظام التسريب الناعم (Soft Infusion System): طورت مجموعة سيمونيللي نظامًا يهدف إلى زيادة مقاومة قرص القهوة، مما يساعد على تحقيق تدفق أكثر استقرارًا بين مختلف اللقطات، وبالتالي تقليل التباين بين كوب وآخر.
- تحسينات في الأنظمة الهيدروليكية: تركز الابتكارات الحديثة بشكل أساسي على تحقيق استقرار أكبر في درجة حرارة وضغط الماء، وهو عامل أساسي لضمان استخلاص متجانس ومتكرر.
- دقة متناهية مع تقنية T3 Genius: تمثل ماكينة “النسر الأسود مافريك” (Black Eagle Maverick) من مجموعة سيمونيللي قمة التكنولوجيا الحديثة في صناعة الإسبريسو، حيث توفر تحكمًا كاملاً في دورة الماء، بدءًا من المضخة والغلاية ووصولًا إلى فلاتر الماء، مما يضمن استقرارًا عاليًا في درجات الحرارة والضغط أثناء التحضير.
تشير هذه التطورات إلى أن مكائن الإسبريسو الحديثة باتت أكثر دقة وثباتًا من أي وقت مضى، لكن يبقى السؤال الأهم: هل تُحدث هذه التحسينات فرقًا ملموسًا في المقاهي؟
بينما تستمر الأبحاث والتطوير التقني، يشير أنطونيو إلى أمر في غاية الأهمية، قائلًا: “هناك فرق بين الدقة العلمية في المختبرات وتجربة التحضير في المقاهي التجارية… في البيئات البحثية المختبرية، يمكن قياس فروقات دقيقة جدًا في استخلاص الإسبريسو، وهو ما قد لا يكون واضحًا للباريستا أو العملاء”.
أما في المقاهي المزدحمة، فإن مكائن الإسبريسو الحديثة – مثل “إيغل ون” (Eagle One) – قادرة بالفعل على إنتاج لقطات إسبريسو متسقة للغاية، حيث تصبح الفروقات ضئيلة جدًا لدرجة أن العميل العادي لن يلاحظها، خاصة عند مزج الإسبريسو مع الحليب في المشروبات مثل الكابتشينو واللاتيه.
ويضيف أنطونيو أن أداء مكائن الإسبريسو الحديثة اليوم أفضل بكثير مقارنة بتلك التي كانت متوفرة قبل عشر سنوات فقط، مما يؤكد على التطور الهائل الذي شهدته هذه الصناعة.
وعلى الرغم من التطورات المذهلة، يؤكد أنطونيو أن المسيرة لم تنتهِ بعد. ستواصل الشركات المصنعة تطوير تقنيات أكثر دقة، وأكثر كفاءة، وأكثر استدامة في السنوات القادمة، مما سيدفع بصناعة مكائن الإسبريسو نحو مستويات جديدة من الابتكار.
وبينما قد لا نتمكن من القضاء على جميع التقلبات في استخلاص الإسبريسو، فإن التكنولوجيا الحديثة تقربنا أكثر من أي وقت مضى من تحقيق كوب إسبريسو مثالي ومتكرر بدقة.
ما رأيك في تباين استخلاص الإسبريسو؟ هل تعتقد أن مكائن اليوم نجحت في حل المشكلة، أم أن هناك المزيد من التطورات التي يجب أن تحدث؟ شاركنا بآرائك!