حسن الصلول.. حارس إرث القهوة اليمنية في قلب حراز
في أعماق جبال حراز الشامخة، تقبع قرية الشارقة، واحدة من أجمل بقاع اليمن وأغناها بزراعة البن. في هذه البقعة الخلابة، يكرّس حسن الصلول حياته للحفاظ على إرث عريق جعل القهوة اليمنية اسماً يتردد في كل مكان يُقدّر فيه الجودة والأصالة.
قبل أربع سنوات، بدأ حسن بتحقيق حلمه بتأسيس “مزرعة الشارقة”، بهدف التوسع في إنتاج قهوة متميزة تُضاف إلى محاصيله الشهيرة والمعروفة بجودتها في شرق حراز. استفاد حسن من التربة الخصبة والمناخ المثالي، لتحتضن مزرعته اليوم 70 شجرة من صنف الجعدي الفاخر، الذي يُعرف بجودته العالية، وتنتج سنوياً ما بين 100 إلى 120 كيلوغراماً من البن الفاخر.
يطمح حسن إلى مضاعفة إنتاج مزرعته من خلال زراعة 140 شجرة جديدة من صنفي الجعدي والشبرقي. يمتاز الجعدي بغزارة إنتاجه وجودة حبوبه، بينما يتميز الشبرقي بحبوبه الكبيرة ونكهته الخاصة رغم إنتاجه المحدود. هذا التوسع لا يهدف فقط إلى زيادة الإنتاج، بل هو استثمار في الحفاظ على هوية البن اليمني المميز.
رغم شح المياه والصعوبات الأخرى، يواجه حسن هذه التحديات بحلول مبتكرة، مثل جمع مياه الأمطار في خزانات وإقامة حواجز مائية، مما يعكس عزيمته على النجاح في ظل ظروف مناخية قاسية.
إرث عريق
لطالما كانت اليمن بوابة القهوة إلى العالم عبر موانئها الشهيرة، خاصة ميناء المخا التاريخي. واليوم، تعود قهوة حراز لتتصدر المشهد العالمي بنكهتها الفريدة التي تجمع بين عبق الأرض اليمنية وسحر مناخها الخاص.
يؤكد حسن أن زراعة البن ليست مهنة عادية، بل هي استثمار يمتد لعقود. فالشجرة تبدأ إنتاجها التجاري بعد خمس سنوات، وتستمر في العطاء لعشرات السنين إذا حظيت بالرعاية المناسبة.
يعمل المزارعون والمستثمرون اليمنيون على استعادة مكانتهم الرائدة في سوق القهوة العالمي من خلال التركيز على الجودة وزيادة الإنتاج. هذا التوجه يخلق فرص عمل جديدة، يدعم الاقتصاد الريفي، ويعزز الصادرات الوطنية.
قصة حسن الصلول ومزرعته ليست مجرد نجاح شخصي، بل هي قصة اليمن مع القهوة، تلك الحبة الصغيرة التي أصبحت رمزاً للأصالة والتميز. وفي حراز، تستمر الحكاية لتؤكد أن القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي إرث حي ينبض بالتاريخ والعراقة.