في اكتشاف قد يعيد تشكيل مستقبل صناعة القهوة، أصدر تقرير تحدي القهوة المستدامة لعام 2024 تحذيراً خطيراً بشأن البصمة الكربونية للقطاع وتأثيرها المحتمل والخطير على الأهداف المناخية العالمية. على الرغم من التزامات عديدة من الأطراف المعنية في الصناعة، يكشف التقرير أن قطاع القهوة متأخر بشكل كبير في تحقيق أهداف الاستدامة الرئيسية المحددة لعام 2025، لا سيما فيما يتعلق بتخزين الكربون وتقليل إزالة الغابات.
يؤكد التقرير أنه على الرغم من أن منتجي القهوة وقادة الصناعة تعهدوا باستعادة 1.5 مليون هكتار من الغابات وتخزين 100 مليون طن من الكربون بحلول عام 2025، إلا أن التقدم بطيء بشكل مؤلم. استنادًا إلى الجهود الحالية، سيحتاج قطاع القهوة لأكثر من 260 عامًا لتحقيق هدفه في تخزين الكربون. هذا النقص الكبير يُبرز الحاجة الملحة إلى تسريع الجهود المناخية ضمن سلسلة قيمة القهوة، حيث يواجه القطاع باستمرار تأثيرات تغير المناخ وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي.
يشير التقرير إلى أن الاستراتيجية الرئيسية التي يعتمد عليها القطاع لتقليل تأثيره البيئي – وهي زراعة الأشجار غير المخصصة للقهوة – قد أثبتت عدم كفايتها. على الرغم من أن زراعة الأشجار يمكن أن تخزن الكربون، فإن معدل التقدم الحالي بطيء للغاية لتعويض الانبعاثات الناتجة عن إنتاج القهوة. حيث زرع الشركاء في الصناعة ملايين الأشجار التي من المتوقع أن تزيل حوالي 350 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يمثل جزءًا صغيرًا فقط مما هو مطلوب لتحقيق هدف 2025.
كما يشدد التقرير على مشكلة حرجة: تركز العديد من الشركات على الأنشطة بدلاً من تأثير هذه الأنشطة، مما يساهم في التأخر في تحقيق الأهداف البيئية. مع تزايد الضغوط التنظيمية، لا سيما من خلال لائحة الاتحاد الأوروبي لمنع إزالة الغابات (EUDR) وتوجيه العناية المستدامة للمسؤولية المؤسسية (CSDDD)، من المتوقع أن تواجه الشركات تدقيقًا أكبر وستحتاج إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لتقليل إزالة الغابات والتدهور البيئي في سلاسل التوريد الخاصة بها.
يدعو تقرير تحدي القهوة المستدامة لعام 2024 قادة الصناعة إلى اعتماد استراتيجيات شاملة تتجاوز التحسينات التدريجية وتتركز على إحداث تأثير تحولي. ويشدد على أهمية إشراك منتجي القهوة الصغار في هذه الجهود، لضمان مساهمتهم في تعزيز مرونة المناخ والحفاظ على الغابات. ومع اقتراب موعد تحقيق أهداف الاستدامة لعام 2025 بسرعة، يعد التقرير تذكيرًا بأن عدم اتخاذ إجراءات سريعة وكبيرة قد يعرض صناعة القهوة والبيئة للخطر.
في أعقاب هذا التقرير، يقف قطاع القهوة عند مفترق طرق حاسم. إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لتكثيف الجهود في الحد من انبعاثات الكربون وحماية الأنظمة البيئية الحيوية، قد تكون العواقب وخيمة، ليس فقط على مستقبل القهوة بل على الكوكب بأسره. تُحث الأطراف المعنية في الصناعة على الاستثمار في آليات تمويل مناخية مبتكرة، وإعطاء الأولوية لتقليل البصمة الكربونية، والتعاون بفعالية أكبر لتوسيع التدخلات البيئية المؤثرة.
يمثل هذا التقرير نداء استيقاظ. بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، يخاطر قطاع القهوة بتفاقم الأزمات البيئية التي يسعى إلى تخفيفها. بالنسبة لصناعة تعتمد بشكل كبير على العالم الطبيعي، يعتمد مستقبل استدامة القهوة على استجابة موحدة وعدوانية لتغير المناخ وتدهور البيئة.