من الإسبريسو القوي إلى اللاتيه بالحليب الكريمي، كيف تختار قهوتك بذكاء؟
تجاوزت القهوة منذ زمن دورها كمجرد مشروب صباحي، لتصبح طقسًا يوميًا يجمع بين المتعة والتقاليد والهوية الشخصية. ومع تنوع الخيارات وتعدد طرق التحضير، يقع كثيرون في حيرة: ما الفرق بين الأرابيكا والروبوستا؟ وأي نوع يناسبني؟ ولماذا تبدو القهوة في المقاهي ألذ من تلك التي أحضّرها في المنزل؟
في هذا التقرير، تقدّم خبيرة القهوة وصاحبة إحدى المقاهي المعروفة، إيرينا فيدوروفا، خلاصة خبرتها حول الفروقات بين أنواع القهوة، ونصائح لشراء وتحضير كوبٍ مثالي في المنزل أو خارجه.
الأرابيكا والروبوستا.. فرق في الطعم والكافيين
تُعد الأرابيكا والروبوستا أشهر نوعين من البن في العالم. تتميز الأرابيكا بطابع ناعم وحمضية خفيفة ونكهات فاكهية أو زهرية، بينما تميل الروبوستا إلى طعم أكثر مرارة وتركيزًا، وتحتوي على ضعف كمية الكافيين تقريبًا.
في المتاجر، تُباع غالبًا خلطات بنسبة ٨٠٪ أرابيكا و٢٠٪ روبوستا، وهي تركيبة مناسبة للاستخدام اليومي. أما المقاهي المتخصصة، فتعتمد بنسبة كبيرة على الأرابيكا الخالصة لتقديم تجربة أكثر نعومة واتزانًا، خصوصًا في دول مثل بيلاروسيا. في المقابل، يفضل كثير من الأوروبيين الروبوستا بسبب نكهتها القوية ولمستها الشوكولاتية.
نصائح لشراء القهوة المنزلية
عند شراء القهوة لتحضيرها في المنزل، تنصح الخبيرة بالانتباه إلى تاريخ التحميص. أفضل وقت لاستخدام البن هو بعد مرور شهر إلى شهرين من التحميص. القهوة الطازجة جدًا قد تكون ذات طعم حاد، أما القهوة القديمة (أكثر من ٦ أشهر) فتفقد نكهتها تدريجيًا.
كما يُفضّل شراء كميات صغيرة (١٠٠ إلى ٢٠٠ غرام) وتخزينها في عبوة محكمة الإغلاق بعيدًا عن الروائح والهواء. بعد فتح العبوة، تبدأ عملية الأكسدة التي تؤثر سلبًا على جودة القهوة.
لماذا مذاق القهوة في المقهى أفضل من المنزل؟
رغم توفر آلات تحضير القهوة المنزلية، فإن النتيجة غالبًا لا تضاهي مذاق القهوة في المقاهي. السبب الرئيس هو الضغط غير الكافي لاستخلاص الزيوت والنكهات. لكن يمكن تعويض ذلك باستخدام أدوات تحضير بديلة مثل الفلتر اليدوي، أو الكيمكس، أو الأيروبرس.
وتؤكد الخبيرة أن اختيار درجة التحميص المناسبة يلعب دورًا كبيرًا في النكهة:
-
التحميص الداكن يناسب الآلات الأوتوماتيكية
-
التحميص الفاتح يناسب الطرق اليدوية
-
التحميص المتوسط يناسب جميع الأساليب تقريبًا
الاتجاهات الحديثة في عالم القهوة
رغم استمرار الكابتشينو كأكثر مشروب شهرة عالميًا، إلا أن الذوق العام يشهد تحولات دائمة. بعض الزبائن يطلبون إضافات غير مألوفة مثل الإسبريسو بالنعناع، أو قهوة خالية من الكافيين، أو مشروبات ممزوجة بمكونات مثل الفستق أو التوت أو الشوكولاتة البيضاء.
من الأمثلة المبتكرة، قهوة “شوكولاتة دبي” التي تجمع بين معجون الفستق وعجينة الكنافة، أو مشروب “قهوة بيتل” الذي يمزج بين الإسبريسو المركز، وعصير التوت والعنب، ومهروس الخوخ.
تجارب نادرة وغريبة
تشارك إيرينا بعض تجاربها مع حبوب القهوة النادرة. من ذلك القهوة القادمة من هاواي، والتي تُنتج بكميات محدودة جدًا ويصل سعر الكيلوغرام منها إلى ٣٦٠ يورو. ورغم السعر المرتفع، لم تكن التجربة مبهرة كما توقعت.
أما الأغرب، فكان تجربتها مع قهوة “كوبي لواك”، وهي من أغلى أنواع القهوة في العالم، حيث يتم الحصول على الحبوب من براز حيوان الزباد بعد تناوله ثمار القهوة. رغم أن الفكرة قد تبدو غريبة، إلا أن النكهة التي تجمع بين الطابع الترابي والمكسرات تجد إقبالًا من بعض المستهلكين، رغم أنها ليست خيارًا يوميًا بالنسبة لها.
أبرز الدول المنتجة للبن
تتصدر البرازيل قائمة الدول المصدرة للبن عالميًا، تليها إثيوبيا المعروفة بجودة أرابيكا الفاخرة. كما تُنتج كل من كولومبيا والإكوادور وبوليفيا كميات كبيرة بفضل المناخ الاستوائي والتربة الخصبة.
أما اليمن وتوغو وبوليفيا، فرغم محدودية الإنتاج فيها، فإنها تُعرف بجودة الحبوب وطابعها الفريد، خصوصًا في اليمن حيث يمتد تاريخ زراعة القهوة إلى أكثر من خمسة قرون.
السعرات الحرارية في أشهر المشروبات:
-
كابتشينو — ١٤٠ سعرة حرارية
-
لاتيه — ١٨٠ سعرة حرارية
-
فلات وايت — ١٤٠ سعرة حرارية
-
راف — ٢٣٠ سعرة حرارية
-
موكا — ٣٣٠ سعرة حرارية
-
كراميل ماكياتو — ٤٣٠ سعرة حرارية
الخلاصة
اختيار القهوة المثالية ليس مجرد مسألة ذوق، بل تجربة تتكوّن من عناصر عديدة: نوع البن، طريقة التحضير، درجة التحميص، والمزاج الشخصي. ومع القليل من الفضول والمعرفة، يمكن للجميع الوصول إلى فنجان القهوة الذي يمنحهم المتعة والرضا كل يوم.