لماذا تُعدّ القهوة المُفلترة الخيار الأفضل للصحة؟ وماذا عن الأنواع الأخرى؟
لم تعد القهوة مجرّد مشروب صباحي يساعد على الاستيقاظ، بل أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من الثقافة اليومية، بل وحتى من أنماط الحياة الصحية عند البعض. ومع تزايد الأبحاث حول فوائد القهوة، أصبح من الواضح أن طريقة التحضير تؤثّر بدرجة كبيرة على تأثير القهوة في الجسم. فبعض أنواع القهوة قد تدعم صحة القلب والدماغ، فيما تكون أنواع أخرى أقل فائدة.
القهوة المُفلترة.. الصديقة الأقرب لصحة القلب
من بين جميع طرق التحضير، تبرز القهوة المُحضّرة باستخدام الفلاتر الورقية بوصفها الخيار الأكثر فائدة. فقد أظهرت دراسات طويلة الأمد في الدول الإسكندنافية أن شرب ٣ إلى ٤ أكواب من القهوة المُفلترة يوميًا قد يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة ملحوظة.
السبب في ذلك يرجع إلى مركّب يُعرف باسم كافيستول، وهو مركّب طبيعي موجود في زيوت القهوة وقد ثبت أنه يرفع مستوى الكوليسترول الضار في الدم. الفلاتر الورقية تحتجز هذا المركب بفعالية، في حين أن الفلاتر المعدنية (مثل المستخدمة في French Press أو أجهزة الإسبريسو اليدوية) تسمح بمروره إلى الكوب.
الإسبريسو.. دعم للدماغ والذاكرة
الإسبريسو ومشتقاته مثل اللاتيه والكابتشينو تحتوي على جرعة مركّزة من الكافيين ومضادات الأكسدة. وتشير أبحاث حديثة إلى أن تناول الإسبريسو باعتدال (حوالي ٢ إلى ٣ أكواب صغيرة يوميًا) قد يساعد في الحد من تراكم البروتينات السامة في الدماغ، والتي ترتبط بأمراض تنكسية عصبية مثل الزهايمر.
الكافيين يتميّز بخصائص مضادة للالتهاب وقدرة على حماية الخلايا العصبية، مما يعزز من الأداء المعرفي على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن الإفراط في الكافيين — ما يزيد عن ٤٠٠ ملغ يوميًا — قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وزيادة في القلق، وتسارع ضربات القلب.
القهوة الفورية.. بين السهولة والمحدودية
رغم سهولة تحضيرها، إلا أن القهوة الفورية تفقد كثيرًا من فوائدها أثناء التصنيع. فعمليات التجفيف الصناعي تؤدي إلى انخفاض في مستوى مضادات الأكسدة بنسبة قد تصل إلى ٧٠٪، كما أنها قد تحتوي على كميات أكبر من مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية ناتجة عن التحميص العالي يُشتبه في ارتباطها بمخاطر صحية عند التعرض المزمن لها.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي بعض أنواع القهوة الفورية التجارية على منكّهات صناعية أو إضافات غير ضرورية تؤثر على طعم القهوة وحموضتها. لهذا، يوصى باعتمادها فقط في الظروف الاستثنائية مثل السفر، وتجنّب استخدامها كخيار يومي دائم.
نصائح لتعزيز الفوائد الصحية للقهوة
-
اختر حبوب أرابيكا طازجة ومطحونة، فهي أغنى بمضادات الأكسدة وأقل في محتوى الكافيين.
-
استخدم فلاتر ورقية عند تحضير القهوة للتقليل من المركبات الضارة.
-
اشرب القهوة قبل الساعة الثانية ظهرًا لتجنّب اضطرابات النوم.
-
تجنّب السكر، لأنه يُقلّل من التأثيرات الإيجابية لمضادات الأكسدة.
-
أضف رشة قرفة لتعزيز التأثير المضاد للأكسدة حتى ثلاث مرّات.
-
بالنسبة للحوامل ومرضى ضغط الدم المرتفع، يُنصح بعدم تجاوز كوب واحد يوميًا، ويفضل أن يكون خفيف التركيز ومُفلترًا.
الخلاصة
عند اختيار النوع المناسب وتحضيره بطريقة صحية، يمكن أن تكون القهوة عنصرًا فعّالًا في دعم صحة القلب والدماغ. القهوة المُفلترة تظل الخيار الأمثل لصحة القلب، والإسبريسو يُعتبر مفيدًا للدماغ إذا ما تم تناوله باعتدال، أما القهوة الفورية فهي حل عملي لكنه لا يرقى من الناحية الصحية إلى مستوى الأنواع الأخرى.
ومثل كل شيء في نمط الحياة الصحي، فإن الاعتدال، والجودة، والوعي هي مفاتيح الاستفادة القصوى من هذا المشروب المحبوب.