شجرة القهوة، التي تنتمي إلى جنس القهوة، تزدهر في المناطق الاستوائية بين دائرتي السرطان والجدي. الأنواع الأساسية للقهوة تشمل القهوة العربية (الأرابيكا) وقهوة الروبوستا (الروبوستا). الأرابيكا، المميزة بنموها الكبير، تنتج ثمارًا تحتوي على حبتين مسطحتين، تعرف عادة باسم حبوب القهوة. بينما الروبوستا، شجيرة قوية أو شجرة صغيرة، تنتج حبوبًا صغيرة وتتحمل درجات حرارة أعلى.
تلعب درجة الحرارة والارتفاع أهمية كبيرة للقهوة، حيث تزدهر الأرابيكا في ظروف 15 إلى 24 درجة مئوية وتزدهر الروبوستا في درجات حرارة تتراوح بين 24 و30 درجة مئوية. تتراوح متطلبات الأمطار السنوية من 1500 إلى 3000 ملم، مع أن الأرابيكا تحتاج إلى أقل من الأنواع الأخرى. في حين يمكن زراعة الروبوستا على ارتفاع يصل إلى 800 متر فوق سطح البحر، تزدهر الأرابيكا بشكل أفضل في المناطق الجبلية.
حصاد الحبوب
يعتبر القطف اليدوي هو الطريقة الشائعة لجني الثمار الناضجة بسبب المناظر الجبلية، باستثناء البرازيل حيث يمكن استخدام الآلات. يتفقد العاملون الأشجار كل 8 إلى 10 أيام، مختارين بعناية الثمار الناضج فقطة. ينتج الثمر ما يقدر بين 2 و4 كيلو جرامات، ويمكن للحصاد الماهر حصاد 45 إلى 90 كيلو جرامًا من الثمار يوميًا، مما ينتج 9 إلى 18 كيلو جرامًا من حبوب القهوة.
معالجة الحصاد
بعد الحصاد، تأتي الخطوة التالية وهي فصل بذور القهوة من الثمار وتجفيفها. تسود طريقتان: الجافة أو “الطبيعية” والرطبة. الطريقة الجافة، الأقدم والأبسط، تجفف الثمار كاملة في أشعة الشمس لمدة تصل إلى أربعة أسابيع قبل المعالجة اللاحقة. الطريقة الرطبة تتضمن تحلل، تخمير، وغسل البذور، تستغرق هذه العملية 8 إلى 10 أيام.
التحميص والطحن
مع وجود أكثر من 1000 مكون عطري معروف، فإن تحديد ظروف التحميص يؤثر في النهاية على طعم القهوة. تخضع حبوب القهوة الخضراء للتحميص بين 180 و240 درجة مئوية لمدة تتراوح بين 1.5 و20 دقيقة، مما يؤثر في اللون وشدة الرائحة. يحدث التحميص في أسطوانات دوارة أو حجرات تحميص متسربة، تليها عملية تبريد وربما التعبئة كحبوب كاملة.
التحضير والاستهلاك
تهيمن الأرابيكا على زراعة القهوة على مستوى العالم، حيث تمتد من أمريكا اللاتينية ووسط وشرق أفريقيا والهند إلى حد ما في إندونيسيا. أما الروبوستا فتزدهر في غرب ووسط أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وإلى حد ما في البرازيل. تتنوع طرق التحضير، مثل التصفية، الضغط، الإسبريسو، السويدية، والتركية، لتلبية تفضيلات مختلفة. تستخدم القهوة الفورية، المصنوعة من حبوب القهوة المحمصة والمطحونة، إما طريقة الرش أو التجميد.
فهم النظرة الصحية
الكافيين، ومضادات الأكسدة، والديتيربينات تسهم في الطعم الفريد والتأثيرات الفسيولوجية للقهوة. الكافيين، المنبه اللطيف، له آثار مرغوبة بالاعتدال. تحتوي القهوة طبيعيًا على مجموعة من المركبات ذات خصائص مضادة للأكسدة. الديتيربينات، مثل كافيستول وكاهويل، موجودة طبيعيًا في الزيت الذي يحتوي على القهوة وتؤثر على مستويات الكوليسترول، حيث يؤثر طريقة التحضير في تركيزها.
الاعتبارات الصحية
تتضمن تركيبة القهوة أيضًا مركبات مثل أوكراتوكسين أ، أكريلاميد، وفوران، والتي تتطلب رصدًا دقيقًا والامتثال للتشريعات الصحية. من الناحية الغذائية، تكون القهوة السوداء منخفضة في المواد الغذائية الكبيرة، مما يوفر فقط 1-2 سعرة حرارية في كل 100 مل. تتنوع العناصر المغذية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والنياسين بناءً على طرق التحضير.
القهوة والترطيب
تحتوي القهوة السوداء، التي تشكل أكثر من 95% من الماء، على تركيز معتدل لا يؤدي إلى الجفاف عند استهلاكها بشكل معتدل. تظهر الدراسات أن استهلاك الكافيين، حتى بالكميات المعادلة لـ 5 أكواب من القهوة المحتوية على الكافيين، لا يسبب الجفاف. يمكن أن يكون هناك تأثير بسيط للكافيين كمدر للبول قصير المدى، ولكن هذا لا يكون قويًا بما يكفي لتفوق فوائد تناول السوائل من شرب القهوة. تشير البحوث إلى أن استهلاك الكافيين المعتدل لا يؤثر على الماء الكلي وتوزيع السوائل، وشرب مجموعة متنوعة من المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل القهوة، يمكن أن يسهم في تلبية احتياجات الجسم للسوائل. يوجد الكثير من الأدلة تشير إلى أن النصيحة بالامتناع عن شرب القهوة للحفاظ على توازن السوائل ليس لها أساس.