مواعيد محددة ينبغي مراعاتها.. متى نشرب القهوة؟
يواظب الكثيرون على تناول القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة لدورها الفعال في تعديل المزاج، لكن هناك أدلة علمية تؤكد أن شرب القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة غير “صحيح”، وأن الاستفادة منها يكون بتناولها في الوقت المناسب.
تعد القهوة مشروبا مفضلا لدى محتلف الشعوب بمن فيهم الألمان، وهو ما تؤكده التقديرات القائلة بأن 73 بالمئة من الألمان يشربون القهوة يوميا. بينما تبلغ نسبة الألمان الذين لا يشربون القهوة نهائيا 6 بالمئة فقط. وتكثر الدارسات حول هذا المشروب مقارنة بغيره من المشروبات. وأغلب نتائج الاختبارات كانت إيجابية وتؤكد بوضوح أن هذا المشروب: هو منبه صحي تماما.
فالقهوة تقوي الذاكرة وتقي من الإصابة بالسكري، فهي تحتوي على مضادات الأكسدة وتمد الجسم بقدر كبير من الطاقة. كما أنها تخفض من احتمال الإصابة بأمراض خطيرة من بينها سرطان الكبد والجلد وأمراض الأعصاب، وهو أمر ربما لا يعرفه الكثيرون.
ربما تتعارض نتائج الدراسات أحيانا حول تأثير القهوة على بعض الأمراض مثل اختلال القدرة على الإدراك والخرف والزهايمر، إلا أن أغلب هذه الدراسات تؤكد أن القهوة تحمي من الإصابة بهذه الأمراض. إضافة إلى ذلك، أثبت الباحثون في دراستين حديثتين أن شرب القهوة والشاي معا له تاثير إيجابي على الإدراك. علما أن تناول الشاي لوحده لا يؤثر بشكل فعال على مشكلة ضعف الإدراك، ولكن دراسة حديثة أكدت أن تناول القهوة بين 3 إلى 5 مرات في اليوم في منتصف العمر يساعد على تخفيض نسبة الإصابة بالخرف بنسبة 65 بالمئة حسبما ورد في موقع “غيزوندهايت هويته” الألماني والمعني بشؤون الصحة.
لا ينصح بشرب القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة
لاشك أن مذاق القهوة اللذيذ وقدرتها على تعديل المزاج في كل صباح يدفع الكثيرين إلى المواظبة على شربها يوميا. ووفقا لموقع “غيزونده إيرنيرونغ” الألماني فإن الحصول على فوائد القهوة كاملة مرهون بمعرفة الوقت الملائم لشربها. وللاستفادة من القهوة الصباحية، ينصح الباحثون بعدم شربها بعد الاستيقاظ مباشرة. بل لابد من الانتظار قليلا ومن ثم شربها. ويرجع الباحثون سبب ذلك إلى أن الغدة الكظرية تفرز، عند الاستيقاظ، هرمون الكورتيزول والمعروف بهرمون “التوتر”، ويساعد هذا الهرمون الجسم على استعادة القدرة على القيام بوظائفه، ويمنح بذلك الجسم طاقته بشكل طبيعي. وبتناول الكافيين بعد الاستيقاظ مباشرة ترتفع نسبة الطاقة في الجسم بشكل مفرط.
وبالمقابل فإن تناول القهوة بعد مضي ساعتين على الاستيقاظ، فهذا يمنح الجسم المزيد من الطاقة عندما تبدأ طاقته الطبيعية بالانخفاض تدريجيا. ما يعني أن أنسب وقت لتناول القهوة الصباحية والاستفادة من تأثير الكافيين على الجسم، يكون حوالي الساعة الثامنة والنصف لدى الاستيقاظ في السابعة مثلا.
هل تناول القهوة مضر؟
ليست كما يُشاع
تعد القهوة من أكثر المشروبات الساخنة المفضلة حول العالم، إذ عرفها العرب وطورها في القرن الرابع عشر. ومن بين فوائدها أنها تساعد على التركيز وغير مضرة كما يعتقد الكثيرون.
ويعيق الكافيين إفراز منظم الطاقة والمعروف بـ”الأدينوزين”، وهو مركب كيميائي يوجد في خلايا الجسم ويساعد على تعزيز النوم. ويتشكل هذه المركب في الجسم خلال اليوم. وعند غروب الشمس يقوم الجسم بإفراز الميلاتونين كمؤشر للجسم إلى أن وقت النوم قد حان. لكن تناول الكافيين يمنع تشكل الأدينوزين و يساعد على بقاء الدماغ نشيطا.
متى ينبغي التوقف عن شرب القهوة في اليوم؟
أما أفضل وقت لتناول الكافيين فيكون في وقت متأخر من الصباح، ولدى الرغبة بتناول القهوة في فترة بعد الظهر، فينبغي أن يكون بعد وجبة الغداء و قبل موعد تناول وجبة العشاء للحفاظ على طاقة الجسم. علما أن خبراء الصحة يحذرون من شرب القهوة قبل النوم، فالكافيين يمنع من النوم بعمق. وآخر فنجان للقهوة في اليوم يجب أن يكون قبل النوم بست ساعات على الأقل.
وفي النهاية من الضروري مراعاة المقولة “ما زاد عن حد ..انقلب لضده”. فالمبالغة في شرب القهوة مضرة، ويمكن أن تؤدي إلى الأرق والإدمان وتعكير المزاج. والاعتدال في شرب القهوة هو الأمثل للحصول على فوائد المشروب اللذيذ.