تنزانيا تستهدف إنتاج 1.45 مليون كيس قهوة في 2025/2026 مع توسع الروبوستا وتزايد الطلب الأوروبي
تتوقع تنزانيا إنتاج 1.45 مليون كيس من القهوة في 2025/2026، مدفوعة بزيادة إنتاج الروبوستا، وارتفاع الصادرات إلى 1.37 مليون كيس، مع تنامي الاستهلاك المحلي ودور محوري للأسواق الأوروبية.
أظهر تقرير «التقرير السنوي للقهوة – تنزانيا 2025/2026» الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية بتاريخ 20 مايو 2025، أن إنتاج تنزانيا من القهوة يُتوقع أن يصل إلى 1.45 مليون كيس بوزن 60 كيلوغرامًا، مقارنة بـ 1.35 مليون كيس في الموسم السابق. ويُعزى هذا النمو إلى تحسّن الأحوال الجوية، وتوسع برامج تجديد المزارع، وارتفاع الأسعار العالمية التي تدفع المزارعين نحو مزيد من الاستثمار. وتتصدر الروبوستا هذا التوسع، لا سيما في منطقة كاجيرا شمال غرب البلاد، حيث بدأت زراعة مزارع جديدة في مناطق مثل نغارا.
وتُشير التقديرات إلى أن المساحة المزروعة بالقهوة ستصل إلى 270,000 هكتار في موسم 2025/2026، في حين تبقى المساحة المحصودة مستقرة عند 265,000 هكتار بسبب المدة اللازمة لنضج المزروعات الجديدة. ويزرع أكثر من 40% من المزارعين في تنزانيا القهوة، وغالبًا في مزارع صغيرة لا تتجاوز 0.63 هكتار، ومعظم الأشجار يتجاوز عمرها 25 عامًا، مما يبرز الحاجة الملحة لتجديد الحقول.
تنتج البلاد نوعي القهوة: أرابيكا (60.9%) وروبوستا (39.1%). وتُزرع الأرابيكا في المرتفعات الشمالية والجنوبية مثل كيلمنجارو، مبيا، ونجومبي، بينما تُزرع الروبوستا في مناطق كاجيرا المحاذية لبحيرة فيكتوريا. يمتد موسم الحصاد من يوليو حتى أكتوبر، ويُسهم حوالي 320,000 مزارع صغير في 90% من الإنتاج الوطني.
يسهم انتظام هطول الأمطار ودرجات الحرارة المستقرة في تحسين الغلة، إلى جانب برامج توزيع الشتلات المدعومة حكوميًا، حيث تهدف السلطات إلى توزيع 25 مليون شتلة بحلول نهاية 2025. كما أدت الأسعار الجيدة للروبوستا إلى دفع المزارعين نحو توسيع الحقول، واستخدام أدوات أفضل، وتحسين العمليات الزراعية. ومع ذلك، يبقى استخدام الأسمدة منخفضًا، حيث لا يتجاوز 40% من المزارعين في الشمال والجنوب ممن يستخدمون أسمدة كيميائية، وتنخفض النسبة إلى 2% فقط في الغرب.
وتتراوح أسعار الأسمدة المدعومة بين 23 إلى 28 دولارًا للكيس سعة 50 كيلوغرامًا حسب بيانات سبتمبر 2024، علمًا أن تنزانيا تستورد 95% من الأسمدة المستخدمة، مما يجعل التكاليف عرضة لتقلبات الأسواق العالمية. ويُقدّر أن معظم المزارعين يستخدمون كيسًا واحدًا فقط للهكتار، وهي كمية أقل بكثير من المستوى الموصى به.
أما على صعيد التجارة، فتُتوقع زيادة صادرات القهوة إلى 1.37 مليون كيس خلال موسم 2025/2026، مقارنة بـ 1.26 مليون كيس في الموسم السابق. وتحافظ الأسواق الأوروبية على موقعها كأكبر مشترٍ للبن التنزاني، إذ تستورد ستة أضعاف ما تستورده الولايات المتحدة من القهوة الخضراء. وعلى الرغم من انخفاض الواردات الأوروبية من 749 ألف كيس في 2023 إلى 653 ألفًا في 2024، إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال السوق الأكثر أهمية. وتأتي اليابان في المركز الثاني، تليها الولايات المتحدة التي تضاعفت وارداتها خلال ثلاث سنوات، بينما تُظهر أسواق مثل الصين والهند اهتمامًا متزايدًا.
وتُحافظ صادرات القهوة القابلة للذوبان، التي تتركز في مدينة بوكوبا، على استقرارها عند 10,000 كيس، وتُوجَّه بشكل رئيسي إلى كينيا وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي. ويبلغ ذروة موسم التصدير بين ديسمبر وفبراير، حيث تم شحن 169,638 كيسًا في يناير 2025 وحده.
أما الاستهلاك المحلي، فيُتوقع أن يرتفع إلى 85,000 كيس في 2025/2026، مقارنة بـ 77,000 في الموسم السابق، بدفع من التوسع الحضري، وزيادة الدخل، وحملات الترويج التي تقودها الحكومة في مدن مثل دار السلام وأروشا. وتسعى السلطات إلى تعزيز ثقافة شرب القهوة بدلاً من الشاي، الذي لا يزال المشروب الأكثر شيوعًا في البلاد، من خلال دعم الأكشاك والمبادرات التوعوية.
ورغم هذه الجهود، لا يزال الاستهلاك المحلي منخفضًا مقارنة بالإنتاج، بسبب ارتفاع تكاليف التحميص، وضعف البنية التحتية، والتقاليد المجتمعية. وتحاول الحكومة تعزيز التحميص المحلي وتحفيز سلاسل القيمة الوطنية، لكن الطلب العالمي القوي يدفع معظم المنتجين نحو التصدير.
وتُشير التقديرات إلى أن المخزون الوطني سيرتفع قليلاً ليصل إلى 51,000 كيس، وهو ما تحتفظ به بشكل رئيسي التعاونيات، والمصدرون، والمزارع الكبيرة. وتستند جهود تطوير القطاع إلى استراتيجية تطوير صناعة القهوة في تنزانيا (2020–2025)، التي تركز على تحسين الجودة، وتوسيع الزراعة، وتسهيل الوصول إلى الأسواق. وفي أبريل 2025، تم توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة كورَس الدولية بقيمة 30 مليون دولار لدعم الجودة والتسويق وزيادة دخل المزارعين.
وتبقى تنزانيا واحدة من ثلاث دول فقط في العالم تنتج “أرابيكا الكولومبية المعتدلة” (Colombian Mild Arabica)، إلى جانب كولومبيا وكينيا، ما يمنحها ميزة تنافسية عالمية فريدة. وبينما يُظهر القطاع مرونة في مواجهة التغيرات المناخية وتقلبات السوق، فإن الحفاظ على هذا الزخم يتطلب معالجة مستمرة لنقاط الضعف في التمويل والبنية التحتية وجودة العمليات.