على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن، كانت أبارنا باريتو على رأس بون كافيه الشرق الأوسط، حيث ساهمت في تحويلها من شركة ناشئة إلى واحدة من اللاعبين الرئيسيين في صناعة القهوة في المنطقة. بصفتها المدير العام لبون كافيه الشرق الأوسط، وهي جزء من مجموعة ماسيمو زانيتي بيفيريج العالمية (MZBG)، أشرفت على تحولات كبيرة في مجالات التوريد والاستدامة وتعزيز تفاعل المستهلكين. في هذا الحوار، تشارك باريتو رؤيتها حول مشهد القهوة المتغير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتزام الشركة بالابتكار والاستدامة، وأفكارها حول مستقبل الصناعة.
عندما زرت مكتبها أخيرًا، وهي زيارة كنت أنتظرها منذ وقت طويل، وأثناء حديثنا القصير عن القهوة والأعمال والمجتمع، أدركت أنني يجب أن أجري معها هذا الحوار لأشارك تجربتها الملهمة. تابعوا هذا الحديث الرائع.
لقد قمتِ بقيادة بون كافيه الشرق الأوسط لما يقارب 20 عامًا. ما هي أبرز المحطات في رحلة الشركة تحت قيادتك؟
بدأت بون كافيه الشرق الأوسط رحلتها في عام 2003، وانضممت إلى الشركة في عام 2004 في قسم المالية. بدأنا بفريق صغير لا يتجاوز خمسة موظفين، واليوم نحن جزء من مجموعة ماسيمو زانيتي بيفيريج، الشركة العالمية التي تمتلك علامات تجارية مثل بون كافيه وسيغافريدو. لقد كانت رحلة رائعة مليئة بالدروس والتحديات، مدعومة بفريق قوي ومرشدين ملهمين. النمو بالنسبة لي ليس مجرد أرقام، بل يتعلق بالأشخاص والابتكار واتخاذ المبادرات الجريئة.
شهدت صناعة القهوة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطورًا سريعًا. كيف تكيفت بون كافيه مع هذه التغيرات؟
شهد العقد الماضي تحولات كبيرة في قطاع القهوة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وللبقاء في المقدمة، نحرص باستمرار على تجديد أنفسنا والتكيف مع الاتجاهات العالمية وتفضيلات المستهلكين المتغيرة.
ما هي أكبر التحديات التي تواجه قطاع القهوة في هذه المنطقة اليوم، وكيف تتعاملون معها؟
أصبح الحصول على قهوة عالية الجودة أكثر صعوبة بسبب زيادة الطلب والتغيرات المناخية ومشكلات التوريد وارتفاع تكاليف الشحن. للتغلب على هذه التحديات، نعتمد على المرونة والابتكار وبناء شراكات قوية مع الجهات الفاعلة في القطاع.
كيف تغيرت تفضيلات المستهلكين في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة؟ هل تشهدون طلبًا أكبر على القهوة المختصة أم على الخلطات التقليدية؟
تفضيلات المستهلكين تتغير بسرعة. لا تزال الخلطات التقليدية تحافظ على مكانتها، لكن هناك ارتفاع ملحوظ في الطلب على القهوة المختصة، حيث أصبح المستهلكون أكثر وعيًا بالجودة وأصول الحبوب والنكهات الفريدة.
مع تزايد الاهتمام بتحضير القهوة في المنزل وثقافة القهوة المختصة، كيف تواكب بونكافيه هذا الاتجاه؟
شهدت ثقافة تحضير القهوة في المنزل ازدهارًا كبيرًا، خاصة بعد الجائحة. تتكيف بون كافيه مع هذا التحول من خلال تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات التي تلبي احتياجات محبي القهوة، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين.
ما هو دور الاستدامة في استراتيجية التوريد وتطوير المنتجات لدى بونكافيه؟
الاستدامة جزء أساسي من عملياتنا. كجزء من مجموعة MZBG، نجري عمليات تدقيق سنوية للمسؤولية الاجتماعية وننفذ ممارسات مستدامة على المستويين المحلي والعالمي. لدينا أهداف واضحة تتراوح بين المبادرات الصغيرة والاستراتيجيات البيئية طويلة الأمد.
تدعم بون كافيه مجتمع القهوة بطرق مختلفة. هل يمكنك مشاركة بعض المبادرات الرئيسية التي قمتِ بها لدعم القطاع؟
نحن نؤمن بالتعاون مع مجتمع القهوة المحلي، من خلال الشراكة مع المحامص المحلية، والزملاء في الصناعة، والموردين. كما أننا ندعم الشباب الذين يدخلون عالم القهوة، مما يعزز التفاعل المهني وتبادل الخبرات.
في يوم المرأة العالمي، تنظم بون كافيه فعاليات لتسليط الضوء على دور النساء في قطاع القهوة. لماذا يمثل هذا الموضوع أهمية للشركة؟ وكيف ترين دور المرأة في تشكيل مستقبل القهوة؟
تلعب النساء دورًا رئيسيًا سواء في المنزل أو في بيئة العمل. كنت محظوظة بوجود نظام داعم منذ طفولتي، بدءًا من والدي، إلى زوجي، إلى المرشدين الذين شجعوني على السعي نحو المناصب القيادية. أؤمن بشدة بأن الفرص يجب أن تكون متساوية للجميع، وأفتخر بأن العديد من المناصب الإدارية في بون كافيه تشغلها نساء مؤهلات وكفوءات. القدرات لا تُحدد بالجنس.
ما هي الاستراتيجيات الأكثر نجاحًا في توسيع بصمة بون كافيه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
التوسع في هذه المنطقة يتطلب توازناً بين الابتكار والحفاظ على إرث العلامة التجارية. نحن نركز على الجودة والاستمرارية، مع فهم عميق لديناميكيات السوق المحلية وتقديم منتجات جديدة تلبي احتياجات المستهلكين.
كيف توازنون بين الابتكار والحفاظ على التراث والجودة؟
إنها معادلة دقيقة، لكننا نحققها من خلال التمسك بقيمنا الأساسية، مع إدخال التطورات الحديثة بعناية. نحن نواكب الاتجاهات الحديثة دون المساس بجوهر الجودة.
ما هي التطورات أو الاتجاهات الجديدة التي ترين أنها ستؤثر على مستقبل صناعة القهوة؟
مشهد القهوة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطور بسرعة، حيث يظهر المزيد من رواد الأعمال والمحامص المحلية. خلال السنوات الخمس المقبلة، سنشهد منافسة متزايدة، ومجموعة أوسع من الخيارات للمستهلكين، وتركيزًا أكبر على الجودة والتخصص.
كيف تتوقعين تطور سوق القهوة في المنطقة خلال السنوات القادمة؟
السوق ينمو بسرعة، والمنافسة تزداد شراسة. الشركات التي تركز على الجودة والاستدامة والابتكار ستظل في المقدمة. وسيتمتع المستهلكون بمزيد من الخيارات التي تناسب احتياجاتهم.
ما هي أهدافك المستقبلية لبون كافيه في المنطقة؟ هل هناك خطط توسعية أو أسواق جديدة تستهدفونها؟
نعم، هناك شيء يُحضَّر في الكواليس! تابعونا لمعرفة المزيد من التفاصيل قريبًا.
لو كان بإمكانك تغيير شيء واحد في صناعة القهوة اليوم، فما هو؟
أود أن أرى مزيدًا من الشفافية في الأسعار، ممارسات استدامة أقوى، تركيزًا أكبر على مقاومة تغير المناخ، ودعمًا أكبر للمزارعين. كما أتمنى مزيدًا من التعاون والوحدة بين الشركات لتعزيز استدامة القطاع.