إيلينا هيس: رحلة من الأدب إلى تدريب كوادر القهوة

إيلينا هيس: رحلة من الأدب إلى تدريب كوادر القهوة

ما الذي يدفع خريجة الأدب واللغة إلى الانتقال من عالم الكتب إلى الصناعة الحيوية والسريعة للقهوة؟ تعرّفوا على إيلينا هيس، الشخصية الملهمة التي تعيد تعريف التدريب والجودة في عالم القهوة. بصفتها رئيسة قسم التعليم والتطوير في شركة “درينكت” بالإمارات، تحمل إيلينا رؤية فريدة صقلتها تجاربها في روسيا وكازاخستان ودبي. رحلتها من مساعدة باريستا إلى قائدة في هذا المجال قصة ملهمة عن الفضول والمثابرة والالتزام العميق ببناء المجتمعات والثقافات داخل المشهد العالمي للقهوة.

في هذا الحوار الحصري، تشاركنا إيلينا قصتها، والتحديات التي واجهتها في إنشاء نظام تدريب بين الثقافات، ورؤيتها لتمكين الفرق وتحقيق التميز.

من هي إيلينا هيس؟ ماذا يمكن أن تخبري قراءنا عن نفسك؟

اسمي إيلينا هيس، وأنا رئيسة قسم التعليم والتطوير في شركة “درينكت” بمنطقة الإمارات. تمتلك “درينكت” سلسلة من المقاهي تنتشر في روسيا وكازاخستان والإمارات، وتضم حاليًا 59 مقهى (حتى يناير 2025).

دخلت عالم القهوة منذ أربع سنوات بعد أن كنت متخصصة في الأدب واللغة. بدأت رحلتي كمساعدة باريستا، وسرعان ما طوّرت مهاراتي وأصبحت مدربة في الشبكة بعد عام واحد فقط. كنت أدير جلسات تدريبية وورش عمل، مما زاد من فهمي لاحتياجات هذا القطاع وعلّمني كيفية التواصل مع الناس بفعالية.

في روسيا، قمت بتدريب أكثر من 150 شخصًا في مدن مثل سامارا وموسكو، وشاركت في فعاليات صناعية مثل البطولات ودورات الجمعية العالمية للقهوة، كما تطوعت في مسابقات “كيو كوبينج”. منذ عام تقريبًا، انتقلت إلى دبي متحمسة للمساهمة بخبرتي في المجتمع المحلي للقهوة.

على مدار مسيرتي المهنية، عملت في أنواع مختلفة من سلاسل المقاهي، من القهوة المختصة إلى سلاسل “تيك أواي” التي تضم أكثر من 650 موقعًا. علمتني هذه التجارب أن القيم والمبادئ هي أساس أي شركة ناجحة، حتى مع تغير المعايير والاتجاهات.

لماذا قررتِ العمل في مجال التدريب وضبط الجودة في صناعة القهوة؟

في روسيا، يبدأ العديد من الشباب حياتهم المهنية في قطاع القهوة والمطاعم كوظيفة مؤقتة، لكن الكثير منهم يبقى على المدى الطويل. انضممت إلى هذا المجال عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري، وهو عمر متأخر نسبيًا، لكن قراري كان واعيًا لأنني أردت فهم كيفية إدارة الأعمال في قطاع “هوريكا”.

كنت محظوظة لأن الشركة التي بدأت فيها، سلسلة مقاهي “كورج”، كانت تولي اهتمامًا بتدريب الموظفين ورفاهيتهم. مع مرور الوقت، تعمقت في نظريات استخلاص القهوة وفهمت تعقيد هذا المنتج، مما جعلني أقدر الجهود المبذولة من جميع العاملين في سلسلة التوريد.

حضرتُ فعاليات مثل “معرض القهوة والشاي والكاكاو”، حيث شاهدت صديقتي تنافس في بطولة “باريستا العام”. أثارت تلك التجربة شغفي ورغبتي في أن أكون جزءًا من هذه البيئة. بعد حوالي ستة أشهر من عملي الأول، بدأت أضع معايير جودة داخل الفريق، وكنت سعيدة بمشاركة معرفتي مع زملائي، مما دفعني لأن أصبح مدربة وأبدأ بتنظيم ورش عمل للضيوف والموظفين.

كيف ساعدتكِ تجربتكِ في روسيا في دوركِ الحالي في دبي؟

في دوري الحالي، أركز على إعداد المدربين الذين يقومون بدورهم بتدريب الفرق، ومراقبة الجودة، وإجراء الجلسات التدريبية. ساعدتني تجربتي في روسيا على فهم كيفية تكييف الأساليب مع احتياجات المتعلمين المختلفين.

على سبيل المثال، المتدربون الجدد يحتاجون إلى دعم وتوجيه تدريجي لتجنب الإرهاق، في حين أن الموظفين ذوي الخبرة قد يحتاجون إلى مساعدة للتكيف مع معايير الشركة. الأهم هو بناء الثقة والاحترام المتبادل لضمان بيئة تعلم فعالة.

ما هي التحديات التي واجهتك أثناء إنشاء نظام التدريب والجودة في “درينكت”؟

عندما انضممت إلى “درينكت دبي”، كان نظام التدريب غير واضح وغير منظم بسبب الموارد المحدودة وصغر حجم الفريق. كان هدفي هو تكييف النظام الشامل المستخدم في روسيا ليتناسب مع السوق المحلي في دبي.

كان أكبر تحدٍ هو حاجز اللغة، حيث كانت الإنجليزية لغة ثانية أو ثالثة للعديد من الموظفين، مما زاد من مدة التدريب. لذا قمنا بتحويل المواد المكتوبة إلى تعليمات مرئية ومصورة مع قوائم مراجعة مبسطة.

قمنا أيضًا بتدريب المدربين على أساسيات الإرشاد وكيفية تحديد الأخطاء، وشرح المعايير، ومساعدة المتدربين في إتقان المهارات.

كيف تتعاملين مع اختلاف الثقافات والجنسيات داخل الفريق؟

في دبي، أصبح التنوع الثقافي جزءًا من العمل اليومي. ولخلق بيئة متناغمة، نعتمد على مبادئ الاحترام واللطف والثقة المتبادلة.

نحترم خلفيات وتجارب كل عضو في الفريق ونعمل على بناء بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير. هذا النهج يحول التنوع إلى مصدر إلهام، حيث يتبادل الباريستا المعرفة ويتعلمون من تقاليد بعضهم البعض.

ما هي المهارات الأساسية التي يحتاجها الباريستا والمديرون لتحقيق النجاح؟

هناك عدة مهارات أساسية للنجاح في هذا المجال:

  • الفضول: الرغبة في التعلم واستكشاف أفكار جديدة.
  • الاستعداد للخطأ: الأخطاء جزء لا يتجزأ من عملية التعلم.
  • التركيز والمثابرة: تحقيق الأهداف يتطلب جهدًا مستمرًا على المدى الطويل.
  • مهارات التحديد الأولويات: القدرة على التعامل مع مهام متعددة بفعالية.
  • التعاطف واللطف: بناء تجربة إيجابية للضيوف والزملاء.

ما هي خططك لتحسين التدريب والجودة في “درينكت”؟

نمتلك منصة “ويكيبيديا” داخلية للمعايير والمقالات التدريبية، وأخطط لجعلها أكثر سهولة للموظفين. أهدف أيضًا لإنشاء قناة “يوتيوب” تحتوي على فيديوهات تدريبية ومحتوى تعليمي عن المقاهي وعمليات معالجة القهوة.

في عام 2025، سنطلق بطولة داخلية لتخمير القهوة تشمل قواعد وجوائز. كما أخطط لزيارة مزارع القهوة لإنتاج مقاطع تعليمية لمنصتنا التدريبية.

الخاتمة:

رحلة إيلينا هيس من الأدب إلى عالم القهوة تُبرز قوة الشغف والمثابرة. التزامها بالجودة وبناء ثقافة التعاون يظهر في كل جانب من عملها مع “درينكت”. ومع استمرارها في الابتكار والإلهام، تسهم إيلينا في صناعة مستقبل مشرق لعالم القهوة.

Spread the love
نشر في :