في عالم الأعمال، نجد قصصاً تلهمنا وتُضيء لنا الطريق نحو النجاح. إحدى هذه القصص هي رحلة السيدة نوران البناي، المهندسة المعمارية الإماراتية التي تحولت إلى رائدة أعمال ناجحة في مجال القهوة. بمزيج من الشغف والإصرار، استطاعت نوران أن تخلق تجربة قهوة فريدة تعكس تراث الإمارات وتقدم ابتكارات حديثة. في هذا الحوار، تكشف لنا نوران عن أسرار رحلتها، التحديات التي واجهتها، وكيف استطاعت أن تصبح أيقونة في صناعة القهوة في الإمارات.
– حدثينا عن رحلتك من الهندسة المعمارية إلى أن أصبحت رائدة أعمال ناجحة في مجال القهوة. ما الذي ألهمك لهذا التحول؟
بدأ شغفي بالقهوة منذ الطفولة، حيث كانت جدتي رحمها الله تحضر القهوة العربية في المنزل. كنت أشم رائحة القهوة قبل الذهاب إلى المدرسة، وبعد وفاتها شعرت بأن شيئاً ما فقد في المنزل. فقررت تعلم ودراسة القهوة وأسرارها، وافتتحت مقهى “كوفي أركيتكتشر” لأعيد الحياة إلى تلك الذكريات.
كيف قادتك رحلتك الشخصية والروحية إلى افتتاح مقهاك الخاص؟
درست في مدرسة البريستا في أمريكا وتعلمت كيفية تحضير القهوة المختصة وعلومها. مشاهدة بطولات البريستا العالمية ألهمتني لأصبح بريستا إماراتية محترفة. في عام 2016، لم تكن هناك امرأة إماراتية تعمل خلف ماكينة الإسبريسو، ولكنني قررت فتح “كوفي أركيتكتشر” لتغيير هذا المنظور في الإمارات. والحمد لله، نحن مستمرون في النجاح ونرى الآن الكثير من الإماراتيين يدخلون هذا المجال، وهذا فخر لي.
– ما الذي دفعك للتركيز على تقديم القهوة العربية المميزة؟
تقديم القهوة الإماراتية مجاناً في “كوفي أركيتكتشر” كان صدقة عن روح جدتي. القهوة لها مكانة خاصة في كل عائلة وقبيلة إماراتية، وأريد نقل هذا التراث والعادات من الأجداد إلى الشباب.
– باعتبارك أول إماراتية تخطو خطوات كبيرة في صناعة القهوة، ما هي الإضافات الفريدة التي جلبتها إلى عالم القهوة؟
أسعى لخلق فرص جديدة في الاقتصاد الإماراتي والمشاركة في رؤية دولتنا الغالية على الساحة العالمية. التميز هو هدفي، وهذا ما أعمل عليه دائماً.
– كيف دمجت الابتكار والتراث لخلق تجربة قهوة فريدة؟
أحافظ على الدين والأخلاق والعادات في تحضير القهوة، وأقدمها للزبائن باحترافية. كما أنقل العادات الإماراتية للأجانب لتعريفهم بالضيافة الإماراتية.
– هل يمكنك توضيح العملية الدقيقة وراء تحضير القهوة الإبداعية الخاصة بك؟
سر العملية يكمن في شغف البريستا وحبه العميق للقهوة. يتطلب الأمر استخلاص الطعم المناسب لكل نوع من أنواع القهوة وتحميصها بالطريقة المثلى لتكون ملائمة لذائقة محبي القهوة.
– ما هي التحديات التي واجهتك عند بدء هندسة القهوة وكيف تغلبت عليها؟
كوني امرأة، كان هناك شكوك حول قدرتي على تحضير القهوة بشكل احترافي. في البداية، لم يكن الزبائن يرغبون في أن أعد لهم القهوة. ولكن مع الإصرار والسعي، أصبحت الآن محبوبة لدى الزبائن الذين يفضلون قهوتي.
– كيف أثر كوفيد-19 على عملك، وما هي التعديلات التي أجريتها ليظل عملك قائمًا؟
كوفيد-19 كان تحدياً لنا جميعاً، ولكنه جعلنا أقوى. استغللت الفرصة لتعليم الناس عبر الإنترنت طرق تحضير القهوة في المنزل. كما قمت بتحديث العلامة التجارية وتسويقها بطريقة أفضل.
– هل يمكنك مشاركتنا بعض لحظات النجاح التي مررت بها؟
عندما يقول لي الزبائن إنهم يشعرون وكأنهم في المنزل عند زيارة المقهى، أو يشيدون بجودة القهوة والطاقة الإيجابية في المكان، أشعر بفخر كبير. وأهم لحظة كانت عندما قال لي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: “هذا العمل قد يبدو صغيراً، ولكن تأثيره كبير على الناس والإمارات”. لن أنسى هذه الكلمات أبداً.
– كيف يمكن للإنسان برأيك أن يظل شغوفًا ومتحمسًا لتحقيق أهدافه؟
يجب أن يتذكر دائماً سبب دخوله هذا المجال. كما يجب أن يكون محاطاً بالأشخاص الذين يحبهم ويستلهم منهم القوة. بالنسبة لي، ذكريات جدتي رحمها الله تعطيني القوة للنهوض من جديد عندما أواجه الصعوبات.
– ما هي النصيحة التي تقدميها لرواد الأعمال الطموحين الذين يرغبون في متابعة شغفهم وإنشاء شيء ذو معنى؟
التركيز على الهدف ومعرفة السبب وراء العمل هما مفتاح النجاح. عدم الخوف من الفشل، لأن الفشل وكلمة “لا” هما القوة للنهوض من جديد بعون الله والتوكل عليه.
– ما هي آفاق صناعة القهوة عموماً، وفي الإمارات وباقي دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص؟
البطولات العربية والعالمية في القهوة المختصة الآن تأخذ مكانها في كل مقهى جديد يفتح. أيضاً، التحميص أصبح جزءاً أساسياً في كل مقهى، مما يضيف نكهة مميزة لكل مكان.
– هل لديك أي خطط أو مشاريع مستقبلية يمكنك أن تشاركيها معنا؟
حلمي أن أفوز بالمركز الأول في بطولة البريستا في الإمارات، وأرفع علم بلادي عالياً في المراكز الأولى عالمياً. بدأت هذه الرحلة في عام 2018، وحصلت على المركز الثالث في 2023 و2024. وأستمر في هذه الرحلة بإذن الله.