Site icon عالم القهوة

سعيد راشد البلوشي.. قصة شغف ورحلة ملهمة في عالم القهوة المختصة بالإمارات

Saeed Rashid Al Baloushi speaking at the World of Coffee Dubai 2024 event at Dubai World Trade Centre.

دبي – علي الزكري

في قلب المشهد المزدهر للقهوة المختصة في الإمارات، يبرز اسم سعيد راشد البلوشي كرائد أعمال استطاع أن يحوّل شغفه بالقهوة إلى قصة نجاح ملهمة. من تأسيسه لمحْمصة “إل ماتادور كوفي روسترز” إلى إطلاقه لمقهى “لاما”، خاض رحلة مليئة بالتحديات، من التراخيص والإيجارات المرتفعة إلى تقلبات السوق العالمي، لكنه ظل ثابتًا على هدفه: تقديم تجربة إماراتية أصيلة تحمل هوية واضحة وجودة عالية.

في هذا الحوار، يشاركنا سعيد تفاصيل بداياته، الدروس التي تعلمها، رؤيته للمستقبل، وموقفه من الاستدامة التي أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من صناعة القهوة.

ما الذي دفعك لدخول عالم القهوة؟ وكيف بدأت الفكرة منذ البداية؟

القهوة بالنسبة لي لم تكن مجرد مشروب، بل كانت شغفًا وهوية. منذ أن أدركت أن المقهى ليس فقط مكانًا لتناول فنجان قهوة، بل فضاء للتواصل والإبداع، عرفت أنني أريد أن أكون جزءًا من هذه الرحلة. أردت أن أقدّم قهوة مختصة تحمل بصمتي الخاصة، تعكس روح الإمارات وتصل للعالم.

قبل افتتاح مشروعك الأول، ما الشيء الذي تمنيت لو أن أحدًا أخبرك به عن سوق القهوة في الإمارات؟

تمنيت لو أن أحدًا نبهني لحجم المنافسة الشرسة. السوق لا يرحم من يدخل دون خطة واضحة وتميّز. الجودة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى هوية قوية، وفريق مدرّب، وتسويق ذكي.

ما أبرز التحديات التي واجهتها على المستوى الإداري أو المالي عند بدء المشروع؟

من أبرز التحديات كانت إجراءات الحصول على الرخصة واختيار الموقع المناسب. ماليًا، كانت الأشهر الأولى اختبارًا حقيقيًا لإدارة التدفقات النقدية مع ارتفاع تكاليف الإيجارات والمعدات.

هل كونك رائد أعمال إماراتي منحك تسهيلات معينة؟

بلا شك منحي ذلك بعض التسهيلات في التعامل مع الجهات الرسمية، لكن السوق نفسه يضعك أمام تحديات واقعية لا تفرّق بين إماراتي أو غيره: التنافس، التكاليف، وكسب ثقة العملاء.

كيف نجحت في بناء هوية خاصة لعلامتي “إل ماتادور” و”لاما كافيه”؟

في “إل ماتادور” ركزنا على القوة والشغف في التحميص، أما “لاما كافيه” فقدمنا هوية مرحة وعصرية تجعل العميل يشعر بالفرق منذ دخوله المكان. الهوية ليست شعارًا فقط، بل تجربة يعيشها الزبون.

برأيك، ما الأهم لنجاح المقهى: قوة العلامة التجارية أم جودة المنتج؟

كلاهما ضروري. الجودة تجذب الزبون أول مرة، والعلامة التجارية القوية تجعله يعود مرة أخرى. لا غنى عن أي منهما.

كيف تتعامل مع مسألة توظيف الكوادر، خصوصًا الباريستا المتخصصين؟

أبحث دائمًا عن الشغف قبل الخبرة. التدريب ممكن، لكن الباريستا الذي يحب القهوة ويؤمن بها هو الذي يصنع الفرق. السوق فيه كفاءات جيدة، لكن أحيانًا تحتاج لجذب مواهب من الخارج.

ما النصيحة التي تقدمها لأي شاب إماراتي أو رائد أعمال يفكر في فتح أول مقهى له في الدولة؟

ابدأ صغيرًا واختبر فكرتك قبل أن تستثمر مبالغ كبيرة. اعتمد على فريق قوي، ولا تكتفِ بتقليد فكرة ناجحة. ضع لمستك الخاصة، فهي ما سيصنع الفارق.

كيف ترى مستقبل علامتك التجارية خلال السنوات الخمس المقبلة؟

أرى “إل ماتادور” و”لاما كافيه” في توسع محلي وخارجي. هدفي أن نكون اسمًا إماراتيًا حاضرًا في مشهد القهوة العالمي.

لو كنت ستبدأ اليوم من الصفر، ما الذي ستفعله بشكل مختلف؟

سأركز منذ اليوم الأول على التسويق الرقمي، وسأبني شبكة قوية من الشركاء والموردين بشكل أسرع.

نتابع مؤخرًا تقلبات كبيرة في أسعار القهوة عالميًا. كيف ترى هذه التقلبات؟ وهل تؤثر مباشرة على عملياتك كمحمصة ومقهى في الإمارات؟

التقلبات حقيقية وتؤثر علينا كمحمصة ومقهى، لكن التنويع في مصادر البن والتخطيط الطويل الأمد يساعد على امتصاص الصدمات.

ما رأيك في التهديدات التجارية الأخيرة، مثل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على واردات القهوة من البرازيل؟

بالتأكيد مثل هذه السياسات تزيد هشاشة سلاسل التوريد. لذلك من المهم تنويع المصادر وعدم الاعتماد على بلد واحد.

من منظورك كرائد أعمال في الإمارات، هل ترى أن السوق المحلي يتأثر بهذه المتغيرات العالمية؟

نعم، السوق المحلي يتأثر بالمتغيرات العالمية، خصوصًا في الأسعار والتوريد. لكن الإمارات لديها مرونة عالية في الاستيراد وتنوع في المنافذ، وهذا يمنحها قدرًا من الاستقرار.

إلى أي مدى تعتقد أن الاستدامة أصبحت جزءًا أساسيًا من مستقبل القهوة؟ وهل تطبق مفاهيم الاستدامة في “إل ماتادور” أو “لاما كافيه”؟

الاستدامة لم تعد خيارًا بل ضرورة. في “إل ماتادور” نركز على علاقات مباشرة مع المزارعين وتقليل الهدر في التحميص والتغليف.

هل تعتقد أن المستهلك الإماراتي أصبح أكثر وعيًا بموضوعات مثل الاستدامة، التجارة العادلة، وأثر القهوة على البيئة؟

نعم، بشكل ملحوظ. اليوم الزبائن يسألون عن مصدر البن، وعن التجارة العادلة، وحتى عن أثر أكواب القهوة على البيئة. هذا وعي صحي يجبرنا على أن نكون أكثر شفافية.

في نهاية الحوار، يتضح أن رحلة سعيد راشد البلوشي ليست مجرد مشروع تجاري، بل قصة شغف ملهمة ورؤية طموحة تسعى لأن تضع بصمة إماراتية قوية في عالم القهوة المختصة، حيث تتلاقى الجودة مع الهوية والاستدامة مع الطموح.

Spread the love
Exit mobile version