محصول القهوة في فيتنام يتراجع لأدنى مستوى خلال 13 عامًا
في ضربة كبيرة لسوق القهوة العالمي، أفادت شركة تجارة القهوة الفيتنامية “فولكافيه” بأن محصول قهوة روبوستا في فيتنام لموسم 2024/25 من المتوقع أن يصل إلى 24 مليون كيس فقط. هذا يمثل أدنى مستوى للإنتاج منذ 13 عامًا، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى ظروف الجفاف الشديدة التي تسببت في “أضرار لا يمكن إصلاحها” لبراعم القهوة في واحدة من أكبر مناطق إنتاج الروبوستا في العالم.
تأثير الجفاف على القهوة الفيتنامية
لقد أثرت الظروف الجوية المعاكسة بشكل كبير على فيتنام، أكبر منتج في العالم لحبوب قهوة روبوستا. لم يتسبب نقص الأمطار في تقليل كمية المحصول فحسب، بل أثر أيضًا على جودته. تبرز هذه الحالة ضعف إنتاج القهوة أمام تغير المناخ، حيث يمكن أن تؤدي الأنماط الجوية غير المتوقعة إلى خسائر زراعية كبيرة.
ظاهرة النينيو، وهي نمط مناخي متكرر يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، قد زادت من سوء ظروف الجفاف في فيتنام. هذه الظاهرة تجلب عادة أمطارًا غزيرة إلى البرازيل، وهي منتج رئيسي آخر للقهوة، بينما تتسبب في حدوث جفاف في جنوب شرق آسيا، مما يؤثر سلبًا على محصول القهوة في فيتنام【26†s (TradingView) (Barchart.com)التداعيات العالمية
من المتوقع أن يؤدي انخفاض الإنتاج في فيتنام إلى عجز عالمي يبلغ 4.6 مليون كيس من قهوة روبوستا لموسم 2024/25. على الرغم من أن هذا يمثل تحسنًا مقارنة بالعجز البالغ 9 ملايين كيس في موسم 2023/24، إلا أنه لا يزال يمثل السنة الرابعة على التوالي من نقص حبوب الروبوستا【26†so (TradingView) (Barchart.com)رض سوق القهوة العالمي بالفعل لضغوط من عوامل متعددة، بما في ذلك التغيرات المناخية في المناطق الرئيسية المنتجة وزيادة الطلب على القهوة على مستوى العالم. وفقًا لمنظمة القهوة الدولية (ICO)، ارتفعت صادرات القهوة العالمية بشكل كبير، مما يشير إلى أن الطلب لا يزال قويًا حتى في ظل تزايد القيود على العرض【29†sour (TradingView)داعيات الاقتصادية
بالنسبة لفيتنام، فإن التداعيات الاقتصادية لانخفاض محصول القهوة كبيرة. تعتبر القهوة سلعة تصدير رئيسية للبلاد، ويمكن أن يؤثر انخفاض الإنتاج بشكل كبير على سبل عيش ملايين المزارعين. أجبرت ظروف الجفاف العديد من المزارعين على إعادة التفكير في استراتيجياتهم، بما في ذلك التنويع في المحاصيل أو الاستثمار في أصناف قهوة أكثر مقاومة【28†sour (Barchart.com)راتيجيات التخفيف والتكيف
لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ على إنتاج القهوة، يتم النظر في العديد من الاستراتيجيات وتنفيذها:
- الري وإدارة المياه: تحسين أنظمة الري لضمان توفير مياه مستمر خلال فترات الجفاف يمكن أن يساعد في تخفيف بعض الآثار.
- زراعة القهوة تحت الظل: تنفيذ ممارسات زراعة القهوة تحت الظل يمكن أن يساعد في حماية نباتات القهوة من درجات الحرارة القصوى وتقليل تبخر المياه من التربة.
- الأصناف المقاومة: الاستثمار في البحوث لتطوير أصناف نبات القهوة التي تكون أكثر مقاومة للجفاف والحرارة يمكن أن يوفر حلولًا طويلة الأجل للتحديات المناخية.
- التنويع: تشجيع المزارعين على تنويع محاصيلهم يمكن أن يقلل من المخاطر الاقتصادية المرتبطة بالاعتماد على سلعة واحدة.
نظرة مستقبلية
تسلط الحالة في فيتنام الضوء على الحاجة الملحة لصناعة القهوة العالمية للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة. ومع استمرار تغير المناخ في فرض تهديدات كبيرة على الإنتاج الزراعي، يجب على الدول التي تعتمد بشكل كبير على صادرات القهوة أن تستثمر في ممارسات الزراعة المستدامة والبنية التحتية الزراعية المقاومة.
يجب على المجتمع العالمي للقهوة، بما في ذلك أصحاب المصلحة الرئيسيين مثل منتجي القهوة والتجار والباحثين، التعاون لتطوير وتنفيذ استراتيجيات يمكنها حماية مستقبل إنتاج القهوة. يشمل ذلك تبادل المعرفة، والاستثمار في التقنيات الزراعية المبتكرة، ودعم السياسات التي تعزز الاستدامة البيئية.
في الختام، يمثل التراجع المتوقع في محصول قهوة روبوستا الفيتنامي لموسم 2024/25 تذكيرًا صارخًا بتأثيرات تغير المناخ على الزراعة العالمية. من خلال اتخاذ تدابير استباقية والتعاون الدولي، يمكن لصناعة القهوة مواجهة هذه التحديات وضمان مستقبل مستدام لإنتاج القهوة في جميع أنحاء العالم.