تراجع أسعار قهوة أرابيكا وسط ارتفاع المخزون في البورصة ومخاوف الإمدادات
شهدت عقود قهوة أرابيكا الآجلة انخفاضًا يوم الجمعة، حيث تراجع عقد شهر مايو بنسبة 0.17% (-0.65)، بينما ارتفع عقد شهر مارس لقهوة روبوستا بنسبة 1.26% (+71). جاء هذا التراجع نتيجة انتعاش المخزون المُراقب من قبل البورصة، حيث ارتفع بنسبة 3.9% خلال الجلسات الثلاث الأخيرة ليصل إلى 787,999 كيسًا، متعافيًا من أدنى مستوى له في تسعة أشهر عند 758,514 كيسًا المسجل يوم الثلاثاء.
في المقابل، شهدت مخزونات روبوستا تقلبات ملحوظة، حيث بلغت أعلى مستوى خلال 4 أشهر ونصف عند 4,603 كيسًا يوم 31 يناير، قبل أن تنخفض إلى أدنى مستوى خلال شهر ونصف عند 4,297 كيسًا يوم الثلاثاء، ثم ارتفعت مجددًا إلى 4,322 كيسًا يوم الجمعة.
ورغم ارتفاع المخزون، لا تزال المخاوف بشأن الإمدادات تدعم أسعار القهوة. أظهرت البيانات أن 88% من محصول البرازيل لعام 2024/2025 قد تم بيعه بحلول 11 فبراير، متجاوزًا نسبة 79% المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، ومتوسط السنوات الخمس الأخيرة البالغ 82%. ومع ذلك، فإن مبيعات محصول 2025/2026 لا تزال بطيئة عند 13% فقط، مقارنةً بمتوسط 22% خلال السنوات الأربع الماضية، مما يشير إلى احتمال نقص الإمدادات المستقبلية.
في ظل استمرار المخاوف بشأن المعروض، أفادت التقارير بأن صادرات البرازيل من القهوة الخضراء انخفضت بنسبة 1.6% على أساس سنوي في يناير، لتصل إلى 3.98 مليون كيس. كما خفّضت الجهات المختصة توقعاتها لمحصول القهوة لعام 2025/2026 بنسبة 4.4% إلى 51.81 مليون كيس، وهو أدنى مستوى خلال ثلاث سنوات. كما قلّصت تقديراتها لمحصول 2024 بنسبة 1.1% إلى 54.2 مليون كيس مقارنةً بالتقديرات السابقة البالغة 54.8 مليون كيس.
وتظل الظروف المناخية عاملاً رئيسيًا يؤثر على سوق القهوة العالمي. أدى انخفاض معدل هطول الأمطار في البرازيل إلى زيادة المخاوف بشأن المحصول، خاصة في ولاية ميناس جيرايس، أكبر منطقة لإنتاج قهوة أرابيكا في البلاد، والتي شهدت 12.4 ملم فقط من الأمطار الأسبوع الماضي، أي ما يمثل 20% فقط من المعدل التاريخي. وتشير البيانات إلى أن البرازيل تشهد أكثر الفترات جفافًا منذ عام 1981، مما يزيد من المخاوف بشأن المحصول. كما أن كولومبيا، ثاني أكبر منتج لأرابيكا في العالم، لا تزال تتعافى من آثار الجفاف الناجم عن الظاهرة المناخية إل نينيو العام الماضي، والذي أثر بشكل كبير على المحاصيل.
من ناحية أخرى، لا تزال أسعار روبوستا مدعومة بانخفاض الإنتاج في فيتنام، أكبر منتج لروبوستا في العالم. حيث شهدت البلاد تراجعًا بنسبة 20% في إنتاج القهوة خلال موسم 2023/2024 ليصل إلى 1.472 مليون طن متري، وهو أدنى مستوى خلال أربع سنوات بسبب الجفاف. كما توقعت التقارير انخفاضًا طفيفًا في إنتاج فيتنام من روبوستا في موسم 2024/2025 إلى 27.9 مليون كيس، مقارنةً بـ 28 مليون كيس في الموسم السابق. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت صادرات القهوة الفيتنامية بنسبة 17.1% على أساس سنوي لتصل إلى 1.35 مليون طن متري في أوائل عام 2024.
في المقابل، تؤثر الزيادة في صادرات القهوة العالمية بشكل سلبي على الأسعار. حيث أشارت التقارير إلى أن صادرات البرازيل من القهوة ارتفعت بنسبة 28.8% على أساس سنوي في عام 2024 لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 50.5 مليون كيس، في حين ارتفعت صادرات فيتنام من القهوة في يناير بنسبة 6.3% على أساس شهري إلى 134,000 طن متري. ومع ذلك، أظهرت البيانات أن الصادرات العالمية من القهوة انخفضت بنسبة 12.4% على أساس سنوي في ديسمبر، بينما انخفضت صادرات الأشهر الثلاثة الأولى من موسم 2024 (أكتوبر – ديسمبر) بنسبة 0.8% على أساس سنوي لتصل إلى 32.25 مليون كيس.
وقد قدم التقرير الأخير للجهات المعنية نظرة متباينة حول أسعار القهوة. حيث توقعت زيادة إنتاج القهوة العالمي في 2024/2025 بنسبة 4.0% ليصل إلى 174.85 مليون كيس، مع ارتفاع إنتاج أرابيكا بنسبة 1.5% إلى 97.85 مليون كيس، وإنتاج روبوستا بنسبة 7.5% إلى 77.01 مليون كيس. ومع ذلك، من المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية النهائية من القهوة بنسبة 6.6% إلى أدنى مستوى لها في 25 عامًا عند 20.87 مليون كيس، مما يعكس استمرار الضغوط على الإمدادات.
وعلى المدى البعيد، لا تزال المخاوف بشأن إمدادات القهوة قائمة. حيث خفضت بعض التقديرات إنتاج البرازيل من قهوة أرابيكا لعام 2025/2026 إلى 34.4 مليون كيس، وهو انخفاض بنحو 11 مليون كيس مقارنةً بالتقديرات السابقة، وذلك بعد جولات تفقدية على المحصول كشفت عن التأثير الكبير للجفاف الممتد. كما تتوقع الجهات المختصة عجزًا عالميًا في قهوة أرابيكا يبلغ 8.5 مليون كيس في موسم 2025/2026، وهو أكبر من العجز المتوقع بـ 5.5 مليون كيس لموسم 2024/2025، مما يشير إلى العام الخامس على التوالي من نقص الإمدادات العالمية لأرابيكا.
مع استمرار القيود على العرض والمخاطر المناخية، يظل سوق القهوة متقلبًا، حيث من المتوقع أن تلعب الظروف الجوية في المناطق المنتجة دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الأسعار المستقبلية.