دبي، 16 أغسطس 2025 – (قهوة ورلد) – شهدت مناطق زراعة القهوة في البرازيل خلال الأيام الماضية موجة صقيع خفيفة ضربت خصوصاً إقليم سيرادو مينيرو، لتفتح الباب أمام مخاوف جديدة بشأن محصول عام 2026. ويأتي ذلك في وقت حساس مع بداية الإزهار المبكر لأشجار القهوة، ما يزيد من هشاشة المحصول في هذه المرحلة الدقيقة.
صقيع خفيف لكن مؤثر
في مدينة باتروسينيو ومناطق مجاورة في سيرادو مينيرو، سُجلت درجات حرارة منخفضة وصلت إلى 1.9 مئوية، ما أدى إلى صقيع أصاب قمم الأشجار. وأكد غلاوسيو دي كاسترو، رئيس اتحاد مزارعي قهوة سيرادو:
“الصقيع هذه المرة كان من نوع كابوتي أصاب قمة الأشجار… لكنه يؤثر في أي حال على الإزهار.”
التقارير المحلية أوضحت أن الأضرار الملموسة حتى الآن محدودة وموضعية، لكنها أثارت حالة من الترقب بين المزارعين الذين يترقبون أي تطورات مناخية إضافية قد تُفاقم الوضع.
حصاد 2025 يقترب من نهايته
بحسب بيانات “سافراس آند ماركيتو”، بلغت نسبة إنجاز حصاد موسم 2025/2026 نحو 94% حتى السادس من أغسطس، بواقع 91% للأرابيكا و99% للروبوستا. أما تعاونية كوكسوبي، أكبر اتحاد لمزارعي القهوة في البرازيل، فقد أعلنت أن نحو 80% من محاصيل أعضائها جُنيت حتى الثامن من أغسطس. ورغم التقدم الواضح، أشار خبراء في المنتدى الفني للتعاونية إلى أن “غِلال هذا الموسم ليست بالجيّدة”، في إشارة إلى التأثيرات المناخية المتكررة.
قلق الأسواق الدولية
الأخبار الواردة من البرازيل انعكست فوراً على حركة الأسعار العالمية. ففي 14 أغسطس، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للأرابيكا في نيويورك بنسبة 1.4%، بينما قفزت عقود الروبوستا في لندن بنسبة 4.7%، لتسجل أعلى مستوياتها في شهرين. كما تراجعت المخزونات المعتمدة لدى بورصة العقود الآجلة في نيويورك إلى أدنى مستوى في 15 شهراً، وهو مؤشر إضافي على شح الإمدادات.
ردود الفعل الدولية
-
كولومبيا: اتحاد المزارعين في إقليم كالداس أشار إلى أن “البرودة غير المعتادة في مناطق برازيلية أعادت مخاوف صقيع أغسطس المتأخر، وأسهمت في زيادة تقلبات الأسعار.”
-
فيتنام: تقارير اقتصادية وصحافة متخصصة عزت ارتفاع الأسعار المحلية والعالمية يوم 14 أغسطس إلى “أخبار الصقيع في البرازيل”، مؤكدة أن الحدث المناخي أصبح محركاً رئيسياً للأسواق خلال الأسبوع.
بين المناخ والتجارة
الأزمة المناخية الأخيرة تتقاطع مع التوترات التجارية العالمية. فقد بدأت الولايات المتحدة مطلع أغسطس تطبيق رسوم جمركية بنسبة 50% على القهوة الخضراء البرازيلية، ما دفع بعض المستوردين إلى تجميد طلبياتهم مؤقتاً بانتظار وضوح الصورة. ويزيد هذا العامل التجاري من حساسية الأسواق التي تواجه بالفعل مخاطر مناخية على المحصول الأكبر في العالم.
مستقبل غير محسوم
رغم أن الصقيع الأخير وُصف بأنه خفيف وموضعي، إلا أن حساسية مرحلة الإزهار تجعل من أي انخفاض إضافي في درجات الحرارة تهديداً جدياً لمحصول 2026. ويؤكد خبراء أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، حيث قد تحدد جبهة باردة جديدة مصير الإزهار المبكر وتؤثر مباشرة على الكميات المتوقعة من البن البرازيلي، وبالتالي على التوازن العالمي بين العرض والطلب.
