في الوقت الذي يتابع فيه عشاق القهوة حول العالم بقلق تراجع الإنتاج في البرازيل هذا العام، وسط توقعات بأن يكون إنتاج العام القادم هو الأدنى منذ عقود، تأتي الأخبار من فيتنام وإندونيسيا لتخفف من وطأة هذه المخاوف. توقعت وزارة الزراعة الأمريكية في تقريرها نصف السنوي الأخير أن يشهد إنتاج القهوة العالمي زيادة كبيرة في موسم 2024-2025، بفضل تعافي الإنتاج في فيتنام وإندونيسيا. ويتوقع أن يصل الإنتاج العالمي إلى 174.9 مليون كيس بوزن 60 كغم، بزيادة قدرها 6.9 مليون كيس مقارنة بالموسم السابق. ومع ذلك، فإن ارتفاع استهلاك القهوة العالمي سيؤدي إلى انخفاض المخزون النهائي، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الإمدادات.
من المتوقع أن تنتج فيتنام، ثاني أكبر منتج للقهوة في العالم، حوالي 30.1 مليون كيس، بزيادة قدرها 2.6 مليون كيس مقارنة بالموسم السابق. وعلى الرغم من هذا التحسن، إلا أن الإنتاج لا يزال أقل من الرقم القياسي الذي تحقق في موسم 2021-2022. مع زيادة الإمدادات المتاحة، يتوقع أن ترتفع صادرات فيتنام من حبوب القهوة بمقدار 1.8 مليون كيس لتصل إلى 24.4 مليون كيس. أشار “نجوين نام هاي”، رئيس جمعية القهوة والكاكاو الفيتنامية، إلى أن ارتفاع أسعار القهوة العالمية دفع أيضًا بالأسعار المحلية إلى مستويات غير مسبوقة. ففي مناطق مثل داك لاك ولام دونج وداك نونج، تراوحت أسعار القهوة بين 121,800 و122,700 دونغ فيتنامي للكيلوغرام (ما يعادل 4.81–4.84 دولار أمريكي)، بزيادة تصل إلى 11,000 دونغ للكيلوغرام مقارنة ببداية الشهر.
في إندونيسيا، من المتوقع أن يتعافى إنتاج القهوة بمقدار 2.8 مليون كيس تقريبًا، ليصل إلى 10.9 مليون كيس، بفضل الظروف الزراعية الملائمة في مناطق جنوب سومطرة وجاوة. ويُتوقع أن يشكل إنتاج الروبوستا حوالي 9.5 مليون كيس من الإجمالي، بينما تسهم الأرابيكا بـ1.4 مليون كيس. هذا الارتفاع في الإنتاج يُترجم إلى زيادة الصادرات بمقدار 2.2 مليون كيس، لتصل إلى 6.5 مليون كيس سنويًا.
في المقابل، تُعد البرازيل أكبر منتج للقهوة في العالم، ومن المتوقع أن تشهد زيادة طفيفة في الإنتاج لتصل إلى 66.4 مليون كيس. يُتوقع أن يرتفع إنتاج الأرابيكا بمقدار 500,000 كيس ليصل إلى 45.4 مليون كيس، في حين يُتوقع انخفاض إنتاج الروبوستا بمقدار 400,000 كيس ليصل إلى 21 مليون كيس. أثرت الظروف المناخية القاسية، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، بشكل سلبي على الإنتاجية. نتيجة لذلك، يُتوقع أن تنخفض صادرات القهوة البرازيلية بمقدار 2.6 مليون كيس، لتصل إلى 40.5 مليون كيس، بسبب انخفاض المخزون من الموسم السابق.
يتوقع أن يرتفع استهلاك القهوة العالمي بمقدار 5.1 مليون كيس ليصل إلى 168.1 مليون كيس، مع تسجيل أكبر زيادات في الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والصين. ورغم زيادة الإنتاج، يُتوقع أن ينخفض المخزون العالمي النهائي بمقدار 1.5 مليون كيس ليصل إلى 20.9 مليون كيس. في موازاة ذلك، يُتوقع أن تحقق إيرادات تصدير القهوة في فيتنام رقمًا قياسيًا قدره 5.6 مليار دولار أمريكي خلال عام 2024. جاء هذا النمو نتيجة ارتفاع أسعار القهوة العالمية، التي عوضت انخفاضًا بنسبة 13.5% في حجم الصادرات. خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، صدّرت فيتنام حوالي 1.2 مليون طن من القهوة، محققة عائدات تقترب من 5 مليارات دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 38.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومع بدء موسم الحصاد الجديد، يراقب المزارعون والتجار عن كثب تقلبات الأسعار. يتردد كثير من المزارعين بين بيع مخزونهم من القهوة فورًا أو الاحتفاظ به في انتظار زيادات إضافية في الأسعار، خاصة في ظل محدودية الإمدادات من الدول الأخرى المنتجة. تؤكد هذه التطورات ديناميكية سوق القهوة العالمي. ومع تزايد الإنتاج والطلب، يبقى السؤال: هل يمكن لفيتنام وإندونيسيا سد الفجوة الناتجة عن التحديات التي تواجه البرازيل؟ الأشهر المقبلة ستكشف المزيد.