الصين ترفع صادراتها من القهوة إلى روسيا بنحو 12 ضعفًا في مطلع عام 2025

الصين ترفع صادراتها من القهوة إلى روسيا بنحو 12 ضعفًا في مطلع عام 2025

صدّرت الصين إلى روسيا قهوة بقيمة 1,1 مليون دولار أمريكي خلال شهري يناير وفبراير من عام 2025، ما يُمثل زيادة تقارب 12 ضعفًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، التي لم تتجاوز فيها الصادرات 91,7 ألف دولار. وجاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن الإدارة العامة للجمارك في جمهورية الصين الشعبية، مما يُبرز تنامي الشراكة التجارية بين البلدين في قطاع القهوة.

ورغم أن الصين لطالما ارتبطت عالميًا بإنتاج الشاي، فإنها بدأت خلال السنوات الأخيرة تفرض نفسها كمُنتِجٍ صاعد للقهوة، خصوصًا في مقاطعة “يونّان” الواقعة جنوب غرب البلاد، حيث تُزرع حبوب الأرابيكا في المرتفعات، وتتميّز بمذاق متوازن وحموضة ناعمة ونكهات فاكهية. وقد أدى تحسّن جودة الإنتاج وتوسّع المساحات المزروعة إلى فتح أسواق جديدة أمام القهوة الصينية خارج حدودها.

وخلال الشهرين الأولين من عام 2025، صدّرت الصين القهوة إلى 36 دولة، وجاءت في صدارة المستوردين: هولندا (8,9 مليون دولار)، ألمانيا (4,3 مليون دولار)، اليابان (2,9 مليون دولار)، فرنسا (1,2 مليون دولار)، تليها روسيا التي استوردت قهوة صينية بقيمة 1,1 مليون دولار، ما جعلها ضمن أكبر خمس أسواق تصديرية للقهوة الصينية خلال هذه الفترة.

وبحسب بيانات عام 2024 الكامل، بلغت واردات روسيا من القهوة الصينية نحو 13,6 مليون دولار، بزيادة قدرها 6,3% مقارنة بعام 2023. وعلى الرغم من أن حصة الصين في سوق القهوة الروسي ما زالت محدودة مقارنةً بالدول التقليدية المُصدّرة مثل البرازيل وفيتنام وإندونيسيا، إلا أن وتيرة النمو تشير إلى اهتمام متزايد من جانب المحمّصات والمستوردين الروس بمصادر جديدة للشراء، خاصة في ظل التغيّرات الجيوسياسية وإعادة ترتيب سلاسل الإمداد.

في المقابل، تراجعت صادرات الشاي الصيني إلى روسيا خلال يناير وفبراير بنسبة 12,6%، لتبلغ 6,9 مليون دولار، مقارنة بـ7,9 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. ومع ذلك، ارتفعت واردات روسيا من الشاي الصيني خلال عام 2024 بأكمله إلى 58,7 مليون دولار، بزيادة سنوية قدرها 8,3%.

وخلال الشهرين الأولين من 2025، صدّرت الصين الشاي إلى 98 دولة حول العالم. وتصدّرت دول إفريقيا قائمة المستوردين، حيث استوردت المغرب شايًا صينيًا بقيمة 47,9 مليون دولار، تلتها غانا (17,5 مليون دولار)، ثم السنغال (11,8 مليون دولار)، وموريتانيا (9,5 مليون دولار)، إضافة إلى ماليزيا التي استوردت بما قيمته 15,7 مليون دولار.

ويشير خبراء القطاع إلى أن صعود الصين كمُصدر ناشئ للقهوة، ولا سيما نحو روسيا، يعكس تحوّلات هيكلية أعمق في التجارة العالمية للسلعة. فالصين، التي كانت تُعرف تقليديًا بكونها قوة في سوق الشاي، باتت تسجّل حضورًا متناميًا في سوق القهوة، خاصة في فئة الحبوب عالية الجودة، مما يفتح الباب أمامها لتصبح مصدرًا معتمدًا للروّاد والمستوردين الذين يبحثون عن أصول جديدة ونكهات مختلفة.

Spread the love
نشر في :