استهلاك القهوة في الصين يقفز بنسبة 150% ويعيد تشكيل الأسواق العالمية

استهلاك القهوة في الصين يقفز بنسبة 150% ويعيد تشكيل الأسواق العالمية

شهد استهلاك القهوة في الصين ارتفاعًا مذهلاً بنسبة 150% خلال العقد الماضي، مما جعل البلاد لاعبًا رئيسيًا في أسواق القهوة العالمية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن دائرة الزراعة الخارجية بوزارة الزراعة الأمريكية (USDA). وتشير التوقعات إلى أن استهلاك الصين سيصل إلى 6.3 مليون كيس بوزن 60 كغم خلال موسم 2024/2025، مقارنة بـ 2.5 مليون كيس فقط قبل عشر سنوات.

هذا النمو الهائل، الذي يغذّيه توسع ثقافة المقاهي وانتشارها بين المهنيين في المدن الكبرى، يعيد تشكيل تدفقات التجارة واستراتيجيات الإنتاج عالميًا.

لطالما هيمن الشاي على المشهد الاستهلاكي في الصين، ولكن الأجيال الشابة، خاصة في المناطق الحضرية، تتجه بشكل متزايد نحو القهوة، خصوصًا الأصناف الفاخرة منها. ومع ذلك، لا تزال الإنتاج المحلي محدودًا عند 1.9 مليون كيس سنويًا، حيث يتركز في المناطق المرتفعة من مقاطعة يونان، مما يجبر الصين على استيراد حوالي 70% من احتياجاتها.

وقد ارتفعت واردات القهوة الخضراء (غير المحمصة) من 900 ألف كيس في موسم 2014/2015 إلى توقعات تبلغ 3.6 مليون كيس في 2024/2025، حيث تفوقت البرازيل وكولومبيا على فيتنام وإندونيسيا كموردين رئيسيين.

ووفقًا للتقرير، “يتجاوز المستهلكون الصينيون القهوة سريعة التحضير ويتجهون نحو المشروبات المتخصصة، التي يتم تحضيرها غالبًا من قبل محمصي القهوة المحليين باستخدام حبوب مستوردة أو محلية”. كما أن سلاسل المقاهي، المدعومة بمنصات التوصيل الإلكتروني، توسعت خارج المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي، ووصلت إلى مدن نامية مثل تشنغدو وهانغتشو، مما جعل القهوة أكثر توفرًا وأقل تكلفة.”

من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من القهوة بمقدار 6.9 مليون كيس ليصل إلى 174.9 مليون كيس خلال موسم 2024/2025، مدفوعًا بانتعاش الإنتاج في:

✔️ فيتنام (+2.6 مليون كيس)

✔️ إندونيسيا (+2.8 مليون كيس)

ومع ذلك، يتوقع أن تنخفض المخزونات النهائية إلى 20.9 مليون كيس، وهو أدنى مستوى منذ سنوات، مما يشير إلى شح الإمدادات العالمية.

فيما يلي نظرة على كبار المنتجين:

البرازيل، أكبر منتج عالميًا، ستشهد استقرارًا في الإنتاج عند 66.4 مليون كيس بسبب الجفاف، مما يدفع الصادرات إلى التراجع بمقدار 2.6 مليون كيس.

فيتنام، التي تستعيد إنتاجها ليصل إلى 30.1 مليون كيس، وذلك مع حرص المزارعين على زيادة الحصاد رغم التقلبات الجوية.

إندونيسيا، حيث من المتوقع أن ترتفع إنتاجية الروبوستا بمقدار 2.7 مليون كيس لتصل إلى 9.5 مليون كيس، مع تعافي المحاصيل من تأثيرات الأمطار الغزيرة في الموسم الماضي.

يعكس النمو السريع لواردات الصين اتجاهات أوسع في السوق العالمية. الاتحاد الأوروبي يظل أكبر مستورد عالميًا بواقع 45 مليون كيس، بينما من المتوقع أن ترتفع واردات الولايات المتحدة بمقدار 800 ألف كيس لتصل إلى 22.3 مليون كيس.

ويتوقع أن يصل الاستهلاك العالمي إلى 168.1 مليون كيس، حيث ستسجل أكبر المكاسب في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين.

📌 لا تزال واردات القهوة المحمصة منخفضة بسبب مخاوف تتعلق بجودة الطزاجة.

📌 الطلب على القهوة سريعة الذوبان قد استقر ولم يعد ينمو كما كان في السابق.

📌 لا تزال التغيرات المناخية وتفشي الآفات، مثل سوسة كرز القهوة في كولومبيا، تؤثر على استقرار سلاسل التوريد.

يرى توني هالستيد، المحلل في وزارة الزراعة الأمريكية، أن “طفرة القهوة في الصين لم تعد مجرد اتجاه مؤقت، بل هي تحول هيكلي في السوق.”

وأضاف: “ينبغي على المنتجين التكيف مع الطلب المتزايد على القهوة عالية الجودة، في حين يتعين على التجار التعامل مع انخفاض المخزونات وتقلبات الطقس.”

ومع استمرار تطور ثقافة القهوة عالميًا، سيظل المزيج الفريد بين الإنتاج المحلي والاعتماد على الاستيراد في الصين عنصرًا أساسيًا في إعادة تشكيل أسواق القهوة من ساو باولو إلى سومطرة.

Spread the love
نشر في :