Site icon عالم القهوة

الاقتصاد الدائري والزراعة التجديدية في قلب نقاشات معرض عالم القهوة جنيف 2025

الاقتصاد الدائري والزراعة التجديدية في قلب نقاشات معرض عالم القهوة جنيف 2025

هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها معرضًا للقهوة في أوروبا، ولحسن حظي أن يُقام هذا العام في مدينة جنيف السويسرية. كما أنني محظوظ بمشاركة مركز الاقتصاد الدائري للقهوة، والمنظمة الدولية للقهوة، والمركز الدولي للتجارة، وهي جهات دأبنا في “عالم القهوة” على تغطية أنشطتها وأخبارها طوال الفترة الماضية عن بُعد، دون أن نلتقي بأيّ من ممثليها بشكل مباشر، وإن كنا قد شاركنا في بعض اجتماعات مركز الاقتصاد الدائري للقهوة، خاصة بعد قبول عضويتنا فيه.

وبالإضافة إلى لقائي بشخصيات رائعة من هذه المؤسسات الفاعلة في صناعة القهوة، كان حضور جلسات النقاش التي نُظمت خلال أول أيام معرض عالم القهوة جنيف 2025 تجربة مفيدة ومهمة بالنسبة لنا، حيث اطلعنا على تجارب طموحة وقصص نجاح ملهمة. فقد نظّم المركز الدولي للتجارة (ITC) جلسة نقاشية مميزة جمعت نخبة من الفاعلين في قطاع القهوة العالمي، لمناقشة كيف يمكن للاقتصاد الدائري والزراعة التجديدية أن يسهما في تعزيز الاستدامة البيئية، مع ضمان دخول معيشية مزدهرة وعادلة للمنتجين في مختلف أنحاء العالم.

الجلسة، التي عُقدت يوم أمس الخميس، جاءت استنادًا إلى توصيات تقرير تنمية القهوة الصادر حديثًا عن المنظمة الدولية للقهوة (ICO)، والذي أُعد بالتعاون مع ITC، ومؤسسة لافاتزا، وجامعة بوليتكنيكو دي تورينو، ومركز الاقتصاد الدائري في القهوة (C4CEC). وقد سلّطت الجلسة الضوء على حلول عملية تدعم تحوّل قطاع القهوة نحو نموذج أكثر شمولًا ودائرية، يعيد استثمار الموارد المهملة لتحقيق قيمة مضافة.

قال روجرز واسيبي، المدير العام لتعاونية جبل إلغون للقهوة والعسل في أوغندا:

“يجب أن نتوقف عن وصفها بـ ‘نفايات القهوة’، ونبدأ برؤيتها كما هي: مصدر مستدام لمنتجات عالية القيمة وفرص جديدة للمجتمعات”.

وشارك في الجلسة كلٌّ من:

وكشف المشاركون في الجلسة أن قطاع القهوة عالميًا ينتج أكثر من 40 مليون طن من الكتلة الحيوية سنويًا، تشمل قشور القهوة، واللب، والقشرة الفضية، وبقايا التخمير. إلا أن معظم هذه المواد يتم التخلص منها دون استغلال، رغم غِناها بالإمكانات الاقتصادية والبيئية.

وتبادل المتحدثون تجارب ملهمة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، شملت مبادرات لتحويل بقايا القهوة إلى سماد عضوي، أو لإنتاج الفحم النباتي (biochar)، أو مواد قابلة للتحلل، ما يفتح آفاقًا جديدة للمنتجين، ويُعزز من قدرتهم على الصمود في وجه تغير المناخ والتقلبات السوقية.

وعلى هامش معرض القهوة جنيف 2025، وضمن أنشطة اليوم الأول، نظّم المركز الدولي للتجارة (ITC) بالتعاون مع مركز الاقتصاد الدائري في القهوة (C4CEC) فعالية تفاعلية ضمن برنامج Green Coffee Connect التابع لجمعية القهوة المختصة، سلطت الضوء على تجارب رواد أعمال يعملون على تحويل بقايا القهوة إلى منتجات مبتكرة – من مقشرات للوجه مصنوعة من القهوة والعسل، إلى مواد تغليف عضوية قابلة للتحلل.

بعض النماذج المعروضة جاءت من تعاونيات في كولومبيا وإثيوبيا، حيث يتم جمع مخلفات القهوة ومعالجتها محليًا لإنتاج منتجات تُباع في الأسواق المحلية والدولية.

وقد أبرزت الجلسة بوضوح أن الطريق إلى استدامة القهوة لا يمر فقط من خلال حماية البيئة، بل أيضًا عبر تمكين المجتمعات المنتجة، وتنويع مصادر دخلها، وضمان شراكة عادلة في سلسلة القيمة.

وبينما تتواصل فعاليات عالم القهوة جنيف 2025، يتعزز التوجه العالمي نحو نموذج دائري وتجديدي في صناعة القهوة – نموذج يعيد تعريف العلاقة بين الأرض، والمنتج، والمستهلك.

المستقبل المنشود للقهوة ليس فقط دائريًا، بل شاملًا، متجددًا، ومليئًا بالفرص.

Spread the love
Exit mobile version