A cup of black coffee in a white cup sits on a pink background surrounded by illustrations of human bones and skeletons, roasted coffee beans, and a crossed-off calendar — symbolizing research linking daily coffee consumption to stronger bones and reduced frailty with age.

دراسة جديدة: القهوة تُسهم في تقليل خطر الإصابة بالهَشاشة مع التقدّم في العمر

دبي – قهوة ورلد

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية أن تناول ما بين 4 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًّا قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالهشاشة بين كبار السن، ما يشير إلى أن هذا المشروب المحبوب قد يلعب دورًا أكبر في الحفاظ على الصحة مع التقدّم في العمر.

وبحسب الدراسة فإنه ومنذ قرون، ارتبطت القهوة بمذاقها العطري المميز وقدرتها على تنشيط الذهن، غير أن باحثين يؤكدون اليوم أنّ تأثيرها يتجاوز ذلك إلى المساهمة في تقوية الجسد مع التقدّم في العمر.

ووفقا للدراسة التي استندت إلى بيانات دراسة الشيخوخة الطولية في أمستردام، والتي تابعت أكثر من 1100 شخص تزيد أعمارهم عن 55 عامًا لمدة سبع سنوات، تبيّن أن الأفراد الذين اعتادوا شرب ما بين أربعة إلى ستة أكواب من القهوة يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالهشاشة مقارنة بمن يشربون كوبين أو أقل في اليوم.

واعتمد الباحثون في قياس الهشاشة على ما يُعرف بـ«نموذج فريد للهشاشة»، الذي يستند إلى خمسة مؤشرات رئيسية: فقدان الوزن غير المقصود، والإجهاد، وضعف القوة العضلية، وبطء المشي، وانخفاض النشاط البدني.

و أظهرت التحليلات أن:

من يشربون أكثر من أربعة أكواب يوميًا تقل لديهم احتمالية الإصابة بالهشاشة بنسبة تقارب 60% مقارنة بمن يشربون أقل من كوبين.

من يشربون ما بين كوبين وأربعة أكواب يوميًا لديهم أيضًا خطر أقل للإصابة بالهشاشة على المدى الطويل.

لوحظ انخفاض واضح في معدلات ضعف العضلات وفقدان الوزن غير المقصود بين من يستهلكون القهوة بانتظام.

ورغم أنّ الدراسة لا تُثبت أن القهوة هي السبب المباشر وراء انخفاض معدلات الهشاشة، فإنها تقدم دليلًا قويًا على وجود ارتباط وقائي يستحق المزيد من البحث العلمي.

لماذا قد تُساعد القهوة؟

يرى العلماء أن السرّ يكمن في تركيبتها الغنية بالعناصر الحيوية؛ إذ تحتوي القهوة على البوليفينولات ومضادات الأكسدة والكافيين، وهي مركبات تُسهم في مقاومة الالتهابات والإجهاد التأكسدي اللذين يُسرّعان عملية الشيخوخة ويؤثران سلبًا على قوة العضلات والأنسجة.

كما تساعد القهوة في دعم صحة القلب والأوعية الدموية وتحسين الأيض وتعزيز النشاط البدني، مما يجعلها عاملًا مساعدًا في الحفاظ على المرونة الجسدية وتأخير مظاهر الضعف المرتبطة بالعمر.

أهمية الحذر

يشدد الخبراء على أن هذه النتائج رصدية وليست دليلًا قاطعًا على العلاقة السببية بين القهوة وانخفاض خطر الهشاشة، فقد تؤثر عوامل أخرى مثل النظام الغذائي أو نمط الحياة في النتائج.

كما أوضح الباحثون أن «الكوب» المعتمد في الدراسة يبلغ 125 ملليلترًا فقط، وهو أصغر من الأحجام المعتادة في كثير من البلدان. لذلك، يُنصح بالاعتدال في تناول القهوة وعدم تجاوز 400 ملليغرام من الكافيين يوميًا (أي ما يعادل من 3 إلى 5 أكواب) وفقًا لتوصيات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية.

وقد يختلف تأثير القهوة من شخص لآخر بحسب الحالة الصحية والتحمّل الفردي للكافيين، لذا يُستحسن استشارة الطبيب قبل زيادة الاستهلاك اليومي، خصوصًا لمن يعانون من اضطرابات في النوم أو أمراض القلب أو القلق.

تُضيف هذه الدراسة فصلًا جديدًا إلى قصة القهوة الممتدة عبر التاريخ؛ فمن طقوس المتصوّفة في اليمن إلى المقاهي الأوروبية والعربية، ظلت القهوة رمزًا للتفاعل الثقافي والروحي. واليوم، تبدو وكأنها تُقدّم بعدًا جديدًا يتمثل في القدرة على المساهمة في الشيخوخة الصحية.

ويختتم الباحثون دراستهم بالتأكيد على أن الاستهلاك المعتدل للقهوة يرتبط بتحسّن الصحة الجسدية وانخفاض خطر الهشاشة لدى كبار السن، وهي نتيجة تعزز مكانة القهوة كمشروب يجمع بين المتعة والفائدة. فالقهوة ليست فقط لحظات دفءٍ ونكهة، بل قد تكون أيضًا رفيقًا للصحة وطريقًا نحو شيخوخةٍ أكثر نشاطًا واستقلالية.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon