أسعار القهوة تتراجع بشكل حاد وسط تقلبات السوق
شهدت أسعار القهوة تراجعًا كبيرًا يوم الاثنين، حيث انخفضت العقود الآجلة بمقدار 8.75 سنت لتغلق عند 296.05 سنت للرطل لعقود مارس الأكثر نشاطًا. جاء هذا التراجع بعد أسبوع من التقلبات غير المسبوقة في السوق، حيث وصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ 50 عامًا عند 335 سنت للرطل، قبل أن تنخفض بمقدار 22 سنتًا يوم الاثنين، وهو أكبر انخفاض يومي (بالسنت للرطل) منذ عام 1997.
كان محللو السوق قد حذروا الأسبوع الماضي من احتمال تصحيح الأسعار. وأشار أحد الخبراء إلى أن “السوق سيتوقف عن الارتفاع عندما يقرر المضاربون على المدى الطويل جني الأرباح وتستقر العوامل الثلاثة المذكورة. وأتوقع أن يحدث ذلك بين 3.15 دولار و3.50 دولار للرطل.” وقد ثبتت صحة هذا التوقع، حيث بدأ المضاربون في بيع مراكزهم يوم الجمعة بعد ورود أنباء عن إفلاس بعض المصدرين البرازيليين. ويُعتقد أن هذه الكيانات، التي تعاني من ضغوط مالية، قد أزالت التحوطات الخاصة بالقهوة المادية عندما تجاوزت الأسعار 3 دولارات، مما أدى إلى نقص في عدد المشترين لدعم الأسعار المرتفعة.
تراجع يوم الاثنين حدث في بيئة منخفضة السيولة مقارنة بالأربعاء والجمعة الماضيين، إلا أن تأثيره على الأسعار كان واضحًا. وأشار المحللون إلى أنه في ظروف السيولة المنخفضة، يمكن أن تحدث التصحيحات في الأسعار بنفس سرعة ارتفاعها، وهو ما ظهر بوضوح في حركة السوق الأخيرة.
على الرغم من التصحيح الحاد، لا تزال حالة عدم اليقين تسيطر على السوق. البيئة منخفضة السيولة تترك المجال مفتوحًا لاحتمالات انتعاش الأسعار مرة أخرى في المدى القريب. يراقب المتداولون عن كثب ما إذا كانت الأسعار ستتجاوز مستوى 3 دولارات للرطل يوم الثلاثاء، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى استئناف الاتجاه التصاعدي. في المقابل، إذا لم يتم تجاوز هذا المستوى، فقد يساعد ذلك السوق على الاستقرار والدخول في مرحلة تماسك ضمن نطاق يتراوح بين 275 و295 سنت للرطل.
مع تقييم المتداولين والمستثمرين لتداعيات هذا الأسبوع المتقلب، تتجه الأنظار إلى تطورات السوق القادمة التي قد تؤثر على أسعار القهوة بشكل أكبر.