دبي – قهوة ورلد
شهدت أسواق القهوة العالمية أسبوعًا جديدًا من التقلبات، مع تغيرات الطقس في البرازيل وتجدد الآمال في صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والبرازيل، مما أدى إلى تذبذب حاد في أسعار قهوة الأرابيكا. فقد افتتحت عقود أرابيكا لشهر ديسمبر الأسبوع في 13 أكتوبر عند مستوى 373.20 سنتًا للرطل، وهو الأدنى خلال الأسبوع، وارتفعت يوم الأربعاء إلى 418.50 سنتًا للرطل، قبل أن تغلق يوم الجمعة عند 397.45 سنتًا للرطل، بفارق بلغ 45.30 سنتًا بين أدنى وأعلى مستوى. هذا التفاوت يعكس حساسية السوق المتزايدة تجاه العوامل المناخية والسياسية معًا.
بدأت الأسعار الأسبوع بموجة ارتفاع مدعومة بقوة الريال البرازيلي وتوقعات استمرار الجفاف في جنوب شرق البرازيل، غير أن هذه الموجة فقدت زخمها منتصف الأسبوع بعد أن هطلت الأمطار أخيرًا على المناطق الزراعية الرئيسية. وأفادت هيئة الأرصاد الجوية البرازيلية “سومار ميتورولوجيا” بتساقط كميات معتبرة من الأمطار في ولاية ميناس جيرايس، أكبر ولاية منتجة لأرابيكا في البلاد، مع توقع استمرار الهطولات خلال الأيام التالية. وقد دفعت هذه الأجواء المتعاملين إلى تصفية مراكزهم الطويلة، ما أدى إلى تهدئة موجة الارتفاع التي سادت في الأسابيع الماضية.
وتأثرت الأسواق أيضًا بعوامل سياسية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن لقاء مرتقب مع نظيره البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا لمناقشة التعاون التجاري بين البلدين. وأثار هذا الإعلان تكهنات حول احتمال حل النزاع القائم بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على القهوة البرازيلية، حيث تواجه حاليًا واردات القهوة من البرازيل رسومًا بنسبة 50% عند دخولها السوق الأميركية. وقد كان مجرد احتمال تخفيف هذه الرسوم كافيًا لدفع المستثمرين إلى البيع، تحسبًا لزيادة المعروض في حال رفع القيود. ومع ذلك، حذّر المحللون من أن المباحثات لا تزال في مراحلها الأولى، ولم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن، ما يعني أن المشترين الأميركيين ما زالوا يواجهون التحديات نفسها في تأمين شحنات القهوة من البرازيل.
وفي البرازيل، استقبل المزارعون الأمطار بترحيب كبير بعد أسابيع من الجفاف، إلا أن الخبراء يؤكدون أن أسبوعًا واحدًا من الهطول لن يكون كافيًا لعكس الأضرار التي لحقت بالأشجار خلال الأشهر الماضية. كما أن انتظام الأمطار خلال الأسابيع المقبلة سيحدد بشكل كبير جودة التزهير ومحصول الموسم القادم. وإلى جانب التطورات في البرازيل، برز خبر مهم من غرب إفريقيا، حيث أعلنت ليبيريا عن نيتها إطلاق قهوة ليبيريكا كمنتج وطني رئيسي ضمن مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «منتج واحد لكل دولة» (OCOP)، والمقرر إطلاقها في ديسمبر 2025. وتهدف المبادرة إلى وضع هذا النوع النادر من القهوة المحلية في موقع عالمي إلى جانب أرابيكا وروبوستا، بما يعزز قطاع الزراعة الليبيري من خلال خلق فرص عمل وجذب الاستثمارات وتوسيع الحضور في الأسواق الدولية. وعلى الرغم من أن هذا النوع من القهوة لا يزال غير معروف لدى كثير من المستهلكين، فإن المختصين يرون فيه فرصة جديدة لجذب المهتمين بتجارب القهوة النادرة والمميزة.
أما في أسواق العملات، فقد تحرك مؤشر الدولار الأميركي (DXY) ضمن نطاق ضيق بعد فترة من التقلب، مع ترقب المستثمرين لتطورات المشهد السياسي في واشنطن، في وقت التزمت فيه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الصمت ضمن فترة حظر التصريحات التي تسبق اجتماعه القادم. واستمرت المخاوف من احتمال إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، لكنها فقدت حدتها مقارنة ببداية الشهر. ومع هذا الهدوء النسبي، سجل كل من الجنيه الإسترليني واليورو ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار، إذ أنهى الأول الأسبوع عند 1.34 والثاني عند 1.165، ليغلقا على استقرار نسبي في ختام أسبوع حافل بالأحداث في أسواق القهوة والعملات العالمية.