أسعار القهوة تحلّق عالميًا والتجارة تتعثر بسبب التباطؤ الحاد
أكدت وكالة رويترز للأنباء أن صناعة القهوة العالمية تواجه تباطؤًا حادًا، حيث خفّض التجار والمحمصون مشترياتهم إلى أدنى المستويات بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار. وأشارت الوكالة إلى أن العقود الآجلة لقهوة أرابيكا في البورصة قفزت بنسبة 70% منذ شهر نوفمبر، مما جعل الموردين عاجزين عن إقناع تجار التجزئة بقبول هذه الزيادات.
ونقلت الوكالة عن رينان تشويري، المدير العام لشركة إلكافي في الإكوادور، قوله إن عام 2025 هو الأول الذي لا يتمكن فيه مصنع القهوة الفورية من بيع كامل إنتاجه السنوي بحلول شهر مارس.
“في العادة، نكون قد بعنا كامل الإنتاج بحلول هذا الوقت، لكننا حتى الآن لم نبع سوى 30% من الإنتاج”، قال تشويري. “الزيادة الكبيرة في الأسعار تؤثر على التدفقات النقدية للعملاء، فهم لا يملكون السيولة الكافية لشراء احتياجاتهم.”
وفي الولايات المتحدة، قال أحد كبار محمّصي القهوة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن بعض عملائه غير متأكدين مما إذا كانوا سيتمكنون من الاستمرار في السوق.
“البعض لن يتمكن من الصمود”، قال الرئيس التنفيذي. “تجار التجزئة يماطلون في المفاوضات، وبدأت بعض المتاجر تعاني من نقص القهوة على الرفوف.”
وبحسب رويترز، دفع الخوف من استمرار الأسعار المرتفعة التجار إلى اتباع نهج أكثر تحفظًا في الشراء.
“لا أحد يريد المخاطرة، ولا أحد يشتري لعقود مستقبلية، الجميع يشترون بالكميات الضرورية فقط”، قال وسيط قهوة طلب عدم الكشف عن هويته.
وفي البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، أصبحت عمليات الشراء أكثر حذرًا من أي وقت مضى.
“يتم إتمام الصفقات بشروط دفع خلال سبعة أيام فقط. يذهب المشترون إلى المزارع أو المستودعات، يتحققون من الجودة، وإذا كانت مناسبة، يدفعون فورًا ويأخذون القهوة معهم”، أوضح الوسيط.
وأكدت رويترز أن تأثير انخفاض حجم التجارة بدأ يظهر في المستودعات الأميركية القريبة من الموانئ، حيث انخفضت مستويات المخزون إلى نصف المعتاد.
وكشف مسؤول في إحدى كبرى شركات التخزين أن بعض الشركات بدأت بإعادة الصوامع إلى أصحابها وإلغاء عقود الإيجار قبل موعدها بسبب انخفاض الطلب.
ورغم الأزمة، تتوقع رويترز في أحدث استطلاع لها أن تنخفض أسعار أرابيكا بنسبة تصل إلى 30% بحلول نهاية العام، حيث تؤدي الأسعار المرتفعة إلى تراجع الطلب، في حين تشير التوقعات إلى محصول وفير في البرازيل العام المقبل، مما قد يخفف من الضغوط في السوق.
وقدمت شركة لويس درايفوس خلال مؤتمر هيوستن بيانات تؤكد أن مساحة زراعة القهوة آخذة في التوسع استجابةً لارتفاع الأسعار، لا سيما في الهند، أوغندا، إثيوبيا، والبرازيل. وإذا نجحت البرازيل في تحقيق محصول كبير، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض حاد في الأسعار.
ومع استمرار حالة عدم اليقين، تواجه صناعة القهوة العالمية تحديات كبيرة. فمع عزوف المشترين، ورفض تجار التجزئة رفع الأسعار، والضغوط المالية على مختلف الأطراف، يبدو أن الأشهر المقبلة ستكون عصيبة على التجار والمحمصين والمستهلكين على حد سواء.