أخبار سيئة لعشاق القهوة: الرسوم الجمركية الأميركية تدفع الأسعار إلى مستويات قياسية
دبي – قهوة ورلد
الأوقات تزداد صعوبة لمحافظ عشاق القهوة، إذ تدفع الرسوم الجمركية الأميركية الأسعار المرتفعة أصلاً إلى مستويات غير مسبوقة.
عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في إبريل عن خطط واسعة لفرض رسوم جمركية على الواردات، اعتقد كثيرون في القطاع أن القهوة ستُستثنى، لكون الولايات المتحدة لا تزرعها محلياً بشكل يُذكر. لكن منتصف العام شهد فرض رسوم بنسبة 10% على معظم واردات القهوة، بما في ذلك من البرازيل، أكبر مورد في العالم. وفي أغسطس، ارتفعت الرسوم المفروضة على البرازيل بشكل حاد إلى 50%.
بالنسبة لمحمصي القهوة مثل تشاد سيغرز، مالك “لو كاونتري كوفي روسترز” في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا، كان الأثر فورياً. يقول: “أسعار حبوب القهوة الخام تضاعفت بالنسبة لنا”. وأضاف أن أسعار الجملة لعملائه ارتفعت بين 30% و40%، بينما زادت الأسعار للمستهلك النهائي بنحو 25%. وأردف: “القهوة البرازيلية، التي كانت تشكل 80% من أكثر خلطاتنا مبيعاً، لم تعد ممكنة”.
كانت الصناعة تعاني بالفعل قبل الرسوم. وبحسب فيرناندو ماكسيميليانو من شركة “ستون إكس”، فإن الإنتاج العالمي تضرر مراراً منذ 2020 بسبب موجات الجفاف والصقيع والحرارة الشديدة وغيرها من الظواهر المناخية، ما أدى إلى تراجع المخزونات العالمية إلى نحو 36–37 مليون كيس عام 2024، انخفاضاً من 59 مليوناً في 2020. ويقول: “الصدمة المستمرة في جانب الإمدادات غذّت التضخم في أسواق القهوة، وجاءت الرسوم لتزيد الضغط”.
الأرقام تعكس ذلك بوضوح: فقد بلغ متوسط سعر القهوة المحمصة المطحونة بنسبة 100% في المدن الأميركية 8.87 دولار للرطل في أغسطس 2025، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ بدء السجلات عام 1980. أما عقود القهوة في بورصة نيويورك فقد ارتفعت بنحو 20% هذا العام، بعد أن لامست ذروة قياسية عند 4.29 دولار للرطل في فبراير.
تشير بيانات التجارة إلى تغييرات واضحة. فقد انخفضت واردات الولايات المتحدة من القهوة البرازيلية بأكثر من 75% في أغسطس مقارنة بعام 2024، بينما ظلت صادرات كولومبيا وفيتنام مستقرة، وفقاً لخبير الأغذية والزراعة في بنك “آي إن جي” تايس خيير. وأوضح أن المشترين الأميركيين يتجهون لإعادة توجيه مصادرهم نحو بلدان ذات رسوم أقل.
لكن هذه التغييرات مكلفة. فقد انسحب بعض المزارعين من الكاميرون وكوستاريكا من توريد القهوة إلى السوق الأميركية رفضاً للرسوم. وأشار سيغرز إلى أن هامش ربح شركته تراجع إلى النصف، مضيفاً: “كان سعر اللاتيه 4.50 دولار، واليوم أصبح 7 دولارات في بعض المقاهي”.
يؤكد خيير أن أثر الرسوم لم يصل بعد بالكامل إلى رفوف المتاجر، إذ لا يزال بعض المحمصين يعتمدون على مخزونات سابقة. وقال: “تأثير الرسوم سيبدأ بالظهور على مستوى التجزئة في الربع الرابع”.
أما شركة “ستاربكس”، أكبر سلسلة مقاهي في العالم، فقد أكدت في اتصال مع المستثمرين في يوليو أن استراتيجيات الشراء والتحوط لديها تؤخر انعكاس ارتفاع التكاليف، لكنها توقعت أن تصل زيادات الأسعار إلى ذروتها في النصف الأول من عامها المالي 2026.
رغم الضغوط، يؤكد سيغرز أن شركته لن تتنازل عن الجودة: “اخترنا امتصاص معظم الزيادات في التكاليف بدلاً من التضحية بالجودة”. لكنه أضاف أن ذلك مكلف: “هامش ربحنا يتآكل، وعملاؤنا أيضاً يعانون من تراجع الطلب بسبب الأسعار المرتفعة”.
ومع أن المستهلك الأميركي يدفع بالفعل أكثر من أي وقت مضى، إلا أن الأسوأ قد يكون قادماً. يقول خيير: “القهوة عالية الرسوم لم تصل بعد بالكامل إلى الأسواق”. وبالنسبة لملايين الأميركيين، قد تصبح فنجان القهوة اليومية أغلى مما يمكن تخيله.