Site icon عالم القهوة

مستقبل مبيعات القهوة الكولومبية في خطر وسط مخاوف متزايدة

مستقبل مبيعات القهوة الكولومبية في خطر وسط مخاوف متزايدة

تواجه مبيعات القهوة الكولومبية المستقبلية حالة من عدم اليقين بسبب تحديات في السوق وارتفاع المخاوف بشأن المخاطر المحتملة على التعاونيات الزراعية، وصندوق القهوة الوطني (FoNC)، والأنظمة التي تضمن شراء القهوة.

ووفقًا لإدارة الرئيس غوستافو بيترو، فإن فشل الاتحاد الوطني لمزارعي القهوة (FNC) في الوفاء ببعض التزاماته يمثل تهديدًا لاستقرار المؤسسات المالية الأساسية في قطاع القهوة.

ارتفاع كبير في الأسعار

أدت الظروف الخارجية في السوق إلى زيادة كبيرة في أسعار القهوة الكولومبية. ففي بداية عام 2024، بلغ سعر الحمولة حوالي 1.4 مليون بيزو كولومبي، لكن بحلول 6 يناير 2025، ارتفع سعر حمولة القهوة الجافة إلى 2.674 مليون بيزو كولومبي، فيما أغلق سعر عقد نيويورك C عند 318.60 دولارًا أمريكيًا للرطل.

وفي بيان مشترك من وزارة المالية ووزارة التجارة والصناعة والسياحة ووزارة الزراعة والتنمية الريفية ودائرة التخطيط الوطني، تم التأكيد على أن هذه الزيادة في الأسعار تعود بالنفع على الأسر المزارعة للقهوة، لكنها تؤثر أيضًا على ديناميكيات السوق، خاصة في برنامج عقود القهوة المستقبلية الذي أطلقه الاتحاد الوطني لمزارعي القهوة في عام 2017.

تحديات عقود القهوة المستقبلية

واجه الاتحاد الوطني لمزارعي القهوة، باعتباره المسؤول عن إدارة صندوق القهوة الوطني، تأخيرات في تنفيذ عقود القهوة المستقبلية بسبب ارتفاع الأسعار الحالية للبن. وتمثل هذه التأخيرات خطرًا كبيرًا على الاستقرار المالي للتعاونيات الزراعية وصندوق القهوة الوطني وضمانات شراء القهوة.

وقد أكدت الحكومة التزامها بمراقبة الوضع عن كثب، حيث يعمل ممثلو وزارة المالية ووزارة الزراعة ووزارة التجارة ودائرة التخطيط الوطني من خلال اللجنة الوطنية للقهوة لمتابعة هذه التحديات.

مطالب الحكومة

دعت الحكومة الاتحاد الوطني لمزارعي القهوة إلى اتخاذ إجراءات فورية تشمل:

وفي اجتماع اللجنة الوطنية للقهوة الأخير، طلبت الحكومة من الاتحاد عقد جلسة استثنائية لتقييم التكاليف المالية والتأثيرات على الصندوق ونتائج أدائه. كما طالبت بوضع خطة طوارئ لحماية النظام التعاوني وضمان استقرار الصندوق.

تعقيدات السوق العالمية

سلط المدير العام للاتحاد الوطني لمزارعي القهوة، غيرمان باهامون جاراميلو، الضوء على التحديات التي يواجهها قطاع القهوة عالميًا، مشيرًا إلى العوامل الاقتصادية والمناخية واللوجستية التي أثرت بشكل كبير على الدول المنتجة والمستهلكة للقهوة.

وأوضح أن جائحة كوفيد-19 شكلت نقطة تحول في قطاع القهوة، حيث تسببت الاضطرابات الاقتصادية في ارتفاع معدلات الفائدة بشكل كبير، مما دفع المصدرين إلى تبني نماذج عمل جديدة، مثل بيع القهوة عند الطلب، ما أدى إلى انخفاض غير مسبوق في مستويات المخزون لدى الدول المنتجة والمستهلكة.

تحديات مناخية

أثرت الظروف المناخية السيئة بشكل كبير على الدول الرئيسية المنتجة للقهوة. في البرازيل، أكبر منتج للبن العربي، تسببت موجات الصقيع والجفاف الطويل في انخفاض المحاصيل، ومن المتوقع أن يستمر التأثير في العامين المقبلين. كما واجهت فيتنام، أكبر منتج للبن روبوستا، جفافًا شديدًا، مما زاد الضغط على الإمدادات العالمية.

ورغم أن كولومبيا تأثرت بشكل أقل بالظروف المناخية، فإنها ليست بمنأى عن تأثير التقلبات في العرض والطلب العالمي. في عام 2023، تمكنت كولومبيا من استقرار إنتاج القهوة، وشهدت زيادة بنسبة 21% في الإنتاج في عام 2024. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 80% في بورصة نيويورك خلال العام الماضي يمثل تحديًا كبيرًا لأنظمة الشراء التي تتطلب موارد مالية كبيرة.

طمأنة الاتحاد الوطني لمزارعي القهوة

على الرغم من هذه التحديات، أكد باهامون أن الاتحاد الوطني لمزارعي القهوة، كمدير لصندوق القهوة الوطني، يدير الموارد بمسؤولية. وأوضح: “نؤكد التزامنا الكامل بحماية موارد الصندوق والحفاظ على أهم منفعة عامة: ضمان شراء القهوة”.

التطلع إلى المستقبل

بينما يواجه قطاع القهوة في كولومبيا هذه الفترة من عدم اليقين، فإن الحكومة والاتحاد الوطني لمزارعي القهوة مطالبان بتنفيذ حلول تحمي الاستقرار المالي للقطاع، وتضمن استمرار شراء القهوة، وتحافظ على سبل عيش العائلات المزارعة.

Spread the love
Exit mobile version