الرئيس التنفيذي لمعهد جودة القهوة يجدد الدعوة لإنشاء وكالة عالمية لتنمية المجتمعات المنتجة للقهوة

الرئيس التنفيذي لمعهد جودة القهوة يجدد الدعوة لإنشاء وكالة عالمية لتنمية المجتمعات المنتجة للقهوة

جدد مايكل شيريدان، الرئيس التنفيذي لمعهد جودة القهوة (CQI)، دعوته لإنشاء هيئة عالمية تُعرف باسم “تنمية القهوة العالمية”، وهي وكالة ممولة من القطاع تُعنى بتعزيز التنمية المحلية في المجتمعات المنتجة للقهوة. وتأتي هذه الدعوة في أعقاب إعلان الولايات المتحدة تقليص مساعداتها الخارجية بمقدار 40 مليار دولار، إلى جانب الإنهاء الفعلي لبرامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

وفي مقال نُشر على الموقع الرسمي لمعهد جودة القهوة، سلط شيريدان الضوء على الفجوة المستمرة في الحوكمة داخل قطاع القهوة العالمي، لا سيما في أوقات الأزمات، مؤكداً على الحاجة إلى إنشاء كيان مؤسسي يشبه في هيكليته وأهدافه مؤسسة “أبحاث القهوة العالمية” (WCR)، ولكن يُركّز على الاستثمار المجتمعي وتنسيق الدعم في مناطق الإنتاج بدلاً من الأبحاث الوراثية فقط.

وتعود فكرة “تنمية القهوة العالمية” التي طرحها شيريدان لأول مرة قبل أكثر من عقد إلى الأزمة التي شهدتها أمريكا الوسطى خلال موسم 2012/2013 نتيجة تفشي صدأ أوراق القهوة. فقد كشفت تلك الأزمة عن غياب كيان صناعي قادر على تنسيق الاستجابة أو تمويلها بشكل عاجل، الأمر الذي ترك القطاع مكشوفًا أمام تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة.

وفي مقاله، قارن شيريدان بين تلك التجربة وتجربة كولومبيا التي واجهت تفشي المرض ذاته في عام 2008، ولكنها استطاعت التصدي له بفضل البنية المؤسسية التي أنشأتها منذ عام 1927، عند تأسيس “الاتحاد الوطني لزارعي القهوة”، ثم تأسيس مركز الأبحاث “سينيكافي” في عام 1938، والذي بدأ العمل على تطوير أصناف مقاومة للصدأ منذ خمسينيات القرن الماضي. وقد أتاحت تلك الجهود استجابة منسقة وسريعة، تمثلت في إزالة الأصناف الحساسة من الحقول واستبدالها بأخرى مقاومة، مع دعم المزارعين خلال مرحلة الانتقال.

وقال شيريدان: “بدأت كولومبيا استجابتها عام 1927. أفضل وقت لغرس الشجرة كان قبل ثلاثين عاماً، أما ثاني أفضل وقت فهو الآن”، مشيراً إلى أهمية الاستثمار طويل الأمد في مواجهة الأزمات المستقبلية.

كما حذر من أن تقليص تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سيترك فراغاً كبيراً في تمويل المبادرات التنموية، خاصة في قطاع القهوة الذي استفاد، بحسب تقديره، من مئات الملايين من الدولارات خلال العقود الأربعة الماضية.

وأضاف: “الصوت المدوي الصادر من واشنطن نتيجة تقليص 40 مليار دولار من مساعدات التنمية الخارجية، جاء كتذكير مؤلم بأننا ما زلنا نفتقر – وما زلنا بحاجة – إلى كيان صناعي قادر على وضع أولويات القطاع، وتوفير التمويل الأولي، وتنسيق الاستثمارات اللازمة في المجتمعات المنتجة للقهوة”.

وأشار شيريدان إلى أن الوكالة الأمريكية لعبت دوراً محورياً في مواجهة أزمة صدأ أوراق القهوة في أمريكا الوسطى، وأن غيابها اليوم يبرز الحاجة المُلحّة إلى مبادرة تقودها الصناعة ذاتها لمواجهة التحديات المقبلة، وتوفير بيئة أكثر استقراراً واستدامة للمزارعين حول العالم.

وختم شيريدان مقاله متسائلاً: “هل حان الوقت أخيرًا لانطلاق مشروع تنمية القهوة العالمية؟”

Spread the love
نشر في :