أعلنت إثيوبيا تحقيق إيرادات قياسية بلغت 2.65 مليار دولار أميركي من صادرات القهوة خلال السنة المالية الإثيوبية 2024/2025، وهو أعلى رقم سنوي تسجله البلاد في تاريخ تجارتها بالقهوة، وذلك وفقاً لما كشفته هيئة القهوة والشاي الإثيوبية في بيان رسمي.
وذكرت الهيئة أن البلاد صدّرت 468,967 طناً من القهوة خلال السنة المالية المنتهية في 7 يوليو، بزيادة تجاوزت 170,000 طن مقارنة بالعام السابق.
وقال المدير العام للهيئة، الدكتور أدقنا ديبيلا: “بينما يُعد هذا إنجازاً استثنائياً، إلا أن هناك إمكانات كبيرة لم تُستغل بعد”. وأضاف أن اللجنة التوجيهية الوطنية لمنصة القهوة، التي تم إطلاقها مؤخراً، ستلعب دوراً محورياً في دعم القطاع مستقبلاً.
وكانت إثيوبيا قد وضعت هدفاً مبدئياً يتمثل في تصدير 326,000 طن وتحقيق 2 مليار دولار من العائدات، غير أن الأرقام النهائية تجاوزت التوقعات بفارق يزيد عن 650 مليون دولار، ما يعكس التحول الهيكلي والإصلاحات الواسعة في هذا القطاع الحيوي.
العوامل التي قادت إلى هذا النجاح:
-
منح حقوق تصدير مباشرة للمزارعين والجمعيات التعاونية
-
تنفيذ برامج تدريب وطنية لتعزيز المعرفة بأساليب الزراعة والمعالجة
-
استبدال الأشجار القديمة بأصناف عالية الإنتاج ومقاومة للأمراض
-
تطوير أنظمة ضبط الجودة لتلبية متطلبات الأسواق العالمية
-
إطلاق مبادرة الإرث الأخضر، والتي شهدت زراعة أكثر من 8.5 مليار شتلة لدعم الزراعة المستدامة
وتُعد إثيوبيا موطن القهوة الأرابيكا الأصلي، كما أنها أكبر مصدّر للقهوة في إفريقيا، وتحتل مكانة بين أكبر ثلاث دول مصدّرة ومُنتجة للقهوة على مستوى العالم.
وتحظى القهوة الإثيوبية بشهرة عالمية واسعة لما تتميز به من نكهات فريدة ومتنوعة، تتراوح بين الحمضية النبيذية والفواكه والشوكولاتة، مما يجعلها من أكثر الأنواع طلباً في الأسواق المتخصصة، لا سيما في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا.
وكانت إثيوبيا قد سجلت إيرادات بلغت 1.4 مليار دولار فقط في السنة المالية السابقة، مما يعني أن العائدات قد تضاعفت تقريباً خلال عام واحد.
ما وراء الأرقام
يشير المسؤولون إلى أن هذا الإنجاز لا يُعد فقط نصراً اقتصادياً، بل يعكس رؤية وطنية أوسع تهدف إلى ترسيخ مكانة القهوة في قلب الاقتصاد الإثيوبي وتعزيز الاستدامة والابتكار والمشاركة المجتمعية.
وأكد الدكتور ديبيلا قائلاً: “القهوة ليست مجرد محصول للتصدير، بل هي جزء من هويتنا الاقتصادية والثقافية والبيئية. نحن نبني مستقبلاً أكثر شمولاً واستدامة لكل من يشارك في هذه السلسلة الإنتاجية”.
وبينما يتغير مشهد تجارة القهوة عالمياً في ظل التحديات المناخية وتحولات السوق، تثبت إثيوبيا مجدداً أنها ليست فقط مهد القهوة، بل أيضاً واحدة من أبرز الدول التي ترسم ملامح مستقبلها.