لا انتظار بعد اليوم.. بحث جديد يفند قاعدة “انتظر ساعتين” لتناول فنجان القهوة الأول
في سعيهم الدائم للحصول على الصحة والإنتاجية المثلى، التزم الكثيرون بنصيحة تأجيل تناول فنجان القهوة الأولي، معتقدين أنه يمكن أن يتجنب الركود المخيف بعد الظهر. ومع ذلك، فإن النتائج العلمية الحديثة تهز هذه الفكرة وتثير الشكوك حولها.
لقد كشفت مراجعة شاملة لـ 127 دراسة، مفصلة في المراجعة السنوية للتغذية، عن فوائد متعددة لاستهلاك القهوة، مؤكدة أن القهوة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض مختلفة بما في ذلك السرطان والسكري من النوع الثاني ومرض باركنسون،ولاحظت دراسة أخرى نشرت في مجلة Circulation انخفاضًا كبيرًا في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المرتبطة بتناول القهوة. علاوة على ذلك، أشارت دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة والتي شملت أكثر من 260 ألف فرد إلى أن شاربي القهوة المنتظمين كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.
علاوة على ذلك، يبدو أن القهوة تمتلك فوائد معرفية أيضًا. في حين أن تناول الكافيين قبل تكوين ذكريات جديدة أظهر تأثيرًا محدودًا، فقد كشفت الأبحاث المنشورة في مجلة Nature Neuroscience أن تناول الكافيين بعد التعلم يمكن أن يعزز بشكل ملحوظ استدعاء الذاكرة.
ونظرًا لهذه المزايا المتعددة الأوجه، يصبح توقيت تناول فنجان القهوة الأول موضوعًا مثيرًا للاهتمام. وخلافا للاعتقاد الشائع، فإن فكرة تأخير تناول القهوة للسماح للجسم بالاستفادة من موارد الطاقة الطبيعية لا تدعمها الأدلة العلمية.
على سبيل المثال، فقد نفى تحليل حديث نشر في مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية “الأسطورة” التي تربط استهلاك الكافيين في وقت مبكر بظهور الهبوط بعد الظهر. وبالمثل، فقد تم التشكيك في المخاوف المتعلقة بالجفاف الناجم عن الكافيين، حيث يبدو أن الجينات واستراتيجيات الترطيب ومعدل العرق تلعب أدوارًا أكثر محورية في حالة الترطيب.
في جوهره، الوقت الذي تختاره للاستمتاع بفنجان القهوة الأول الخاص بك يشبه وقت استيقاظك؛ إنه اختيار شخصي وليس عاملا محددا للنجاح. سواء اخترت تذوق قهوتك فور الاستيقاظ أو تفضل التأخير للحصول على الفوائد المتوقعة، فالقرار لك.
وعلى حد تعبير عالم النفس آدم غرانت، فإن النجاح لا يعتمد على الامتثال لجداول الآخرين، بل على الإنتاجية والإنجازات الشخصية. لذا، سواء كنت تجد العزاء في تأخير تناول القهوة أو الاستمتاع بالدفعة الفورية، كن مطمئنًا: فالعلم يشير إلى أنه لا يؤثر بشكل كبير على النتيجة الإجمالية.