خبيرة تغذية: الجينات تحدد كيفية تأثير القهوة على الجسم
دبي – قهوة ورلد
تُعدّ القهوة جزءًا أساسيًا من الروتين الصباحي لملايين الأشخاص حول العالم، إلا أن تأثيرها في الجسم ليس واحدًا للجميع، إذ يعتمد إلى حدٍّ كبير على العوامل الجينية ونمط الحياة وكميات الاستهلاك. جاء ذلك وفقًا لما أوضحته خبيرة التغذية والمتخصصة في أساليب التوازن الصحي الطبيعي جانّا تيخانيشيفا.
وأوضحت الخبيرة أن قدرة الجسم على امتصاص الكافيين والتخلّص منه ترتبط بجين يُعرف باسم CYP1A2، حيث يمتلك بعض الأشخاص نسخًا من هذا الجين تُبطئ عملية تكسير الكافيين، ما يجعلهم أكثر عرضة للشعور بالتوتر والأرق وتسارع ضربات القلب حتى بعد تناول فنجان واحد فقط. وتنصح هؤلاء الأفراد بتناول القهوة باعتدال، مع الأخذ في الاعتبار أن الكافيين موجود أيضًا في الشاي والشوكولاتة وبعض الأدوية.
تحتوي حبوب القهوة على مئات المركّبات، منها ما هو مفيد مثل مضادات الأكسدة، ومنها ما قد يؤثر سلبًا على الجسم. فالاستهلاك المعتدل للقهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض العصبية والاكتئاب، كما يُحسّن من حساسية الجسم تجاه الإنسولين، مما يقلل احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
لكن الإفراط في شربها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ إن الكافيين يعطّل مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، ما يسبب اضطرابات في النوم، خصوصًا عند تناول القهوة في ساعات المساء. كما أنه يحفّز إفراز هرمون التوتر «الكورتيزول»، الأمر الذي قد يؤدي مع الوقت إلى الإجهاد المزمن وضعف نشاط الغدد الكظرية.
وحذّرت تيخانيشيفا من تناول القهوة على معدة فارغة، لأن ذلك قد يسبب تهيجًا في بطانة المعدة وحرقة، مشيرةً إلى أن بعض مكوّناتها تقلل من امتصاص الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم في الجسم.
وقالت الخبيرة: «يجب أن نتذكر أن الكافيين لا يوجد في القهوة فقط، بل أيضًا في الشاي الأسود والأخضر والكاكاو والشوكولاتة وبعض الأدوية، لذلك من الضروري مراقبة إجمالي الكافيين الذي يدخل الجسم يوميًا».
وكان أطباء قد حذّروا سابقًا من تناول القهوة للأطفال والمراهقين، لما قد تسببه من نوبات قلق أو انخفاض في الشهية ومشكلات في المعدة مثل الألم والحرقة، فضلًا عن زيادة عدد مرات التبول عند الاستهلاك المنتظم.