ألمانيا تجني من القهوة أكثر مما تجنيه الدول الإفريقية المنتجة
برلين – 14 سبتمبر 2025 – (قهوة ورلد) – على الرغم من أن ألمانيا لا تزرع القهوة، فقد أصبحت واحدة من أقوى اللاعبين في صناعة القهوة العالمية، إذ تجني من صادراتها ما يفوق مجمل أرباح الدول الإفريقية المنتجة. ففي عام 2024 صدّرت ألمانيا أكثر من 473 ألف طن من القهوة بقيمة 6 مليارات يورو، معتمدة على استيراد البن الخام من الدول المنتجة ثم إعادة تصديره بعد التحميص والتعبئة وبناء العلامات التجارية.
وتضم إفريقيا 18 دولة مصدرة للقهوة، من بينها أوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا، إلا أنها ما زالت تعتمد في معظمها على تصدير البن الخام. وقد تخطت أوغندا مؤخراً إثيوبيا لتصبح أكبر مصدّر في القارة، إذ شحنت في مايو 2025 ما يقارب 800 ألف كيس بقيمة 243 مليون دولار. أما إثيوبيا، مهد القهوة التاريخي، فقد صدرت في الفترة نفسها نحو 43,481 طناً. وتشير بيانات المنظمة الدولية للقهوة للفترة من مارس 2023 إلى فبراير 2024 إلى أن أوغندا صدّرت أكثر من 6 ملايين كيس، مقابل 3.5 مليون كيس لإثيوبيا، بينما جاءت تنزانيا وساحل العاج وكينيا بأحجام أقل بكثير.
ويكمن التباين في مسألة القيمة المضافة. فقد أظهر تقرير لشركة KPMG عام 2014 أن إفريقيا صدّرت قهوة بقيمة 6 مليارات دولار، في حين تجاوزت قيمة صناعة القهوة العالمية 100 مليار دولار، بفضل عمليات التحميص والمزج والتغليف والتسويق والحصول على شهادات الاستدامة. ألمانيا بنت هيمنتها على هذه المراحل بالذات، إذ استوردت في عام 2023 ما يقارب مليون طن من البن الأخضر، جاء 91% منها مباشرة من الدول المنتجة. وتصدّرت البرازيل القائمة بـ341 ألف طن، تلتها فيتنام وهندوراس وأوغندا وكولومبيا والهند. وحتى مع تراجع الواردات بنسبة 17% في ذلك العام، واصلت ألمانيا تصديرها اعتماداً على مخزوناتها الضخمة.
وتكشف هذه الصورة حقيقة صارخة: القهوة وُلدت في إفريقيا، لكن معظم ثروتها تُجنى في أماكن أخرى. وما لم تستثمر الدول المنتجة في التحميص وبناء العلامات التجارية وتطوير القهوة المختصة في بلد المنشأ، ستظل مجرد مورّد للبن الخام بينما يستفيد الآخرون من العوائد الأكبر.