تقلبات أسواق القهوة العالمية: تأثيرات التحديات المناخية والتحولات الاقتصادية

في رقصة معقدة لتجارة السلع العالمية، استمرت أسواق القهوة في إظهار التقلبات التي تقودها تفاعلات معقدة بين الأحداث المناخية والاتجاهات الاقتصادية. وقد أغلقت جلسة تداول القهوة يوم الخميس بنتائج مختلطة، حيث شهدت عقود سبتمبر للقهوة العربية (KCU24) ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.89 في المئة، بينما شهدت عقود سبتمبر لقهوة روبوستا (RMU24) انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.30 في المئة.

مرونة العربية وسط الأزمات

تأثرت تداولات اليوم بشكل كبير بالمخاوف القادمة من البرازيل، أكبر منتج للقهوة العربية في العالم. وقد أفادت تقارير من تعاونية Expocacer أن المزارعين البرازيليين يحصدون حبوباً أصغر من المعتاد هذا الموسم – وهي نتيجة لفترات طويلة من الحرارة والجفاف التي عرقلت نمو الحبوب. يعكس هذا التطور المخاوف حول انخفاض الجودة والغلة التي قد تؤثر على سلسلة التوريد بأكملها.

علاوة على ذلك، أظهرت توقعات StoneX أن الفائض العالمي للقهوة لعام 2024/25 قد يتراوح بين 2 إلى 3 ملايين كيس، وهو أقل بكثير من توقعات USDA التي تشير إلى 5.6 مليون كيس. يشير هذا الاختلاف إلى إمكانية توتر أكبر في الإمداد العالمي مما كان متوقعًا في البداية، مما يوفر دعمًا صعوديًا لأسعار العربية.

التحولات الاقتصادية وتأثيرها

من الناحية الاقتصادية، أدى انخفاض قيمة الريال البرازيلي – إلى أدنى مستوى له خلال سنتين ونصف – إلى زيادة في نشاط التصدير. بينما يستفيد المصدرون البرازيليون من أسعار الصرف المواتية، فقد أدى ذلك إلى ضخ حجم إضافي في السوق العالمية، مما يضغط على الأسعار للانخفاض.

معاناة روبوستا والمخاوف العالمية

على الجانب الآخر، تواجه قهوة روبوستا، التي تزرع بشكل أساسي في فيتنام، مجموعة خاصة بها من التحديات. أثار تقرير من Volcafe المخاوف بشأن حصاد روبوستا القادم في فيتنام لعام 2024/25 والذي قد يكون الأقل في ثلاثة عشر عامًا. تنبع هذه التوقعات القاتمة من ضعف هطول الأمطار، الذي تسبب في “أضرار لا رجعة فيها” لزهور القهوة، مما يهدد بتقييد إمدادات روبوستا العالمية بشكل كبير.

ديناميكيات السوق والتوقعات المستقبلية

مع تسارع حصاد القهوة البرازيلية – حيث أفادت Safras & Mercado أن 44% من الحصاد قد اكتمل، متجاوزًا تقدم العام الماضي ومتوسط خمس سنوات والذي يبلغ 40% – تتباين الآراء في السوق. بينما يشير الحصاد السريع عمومًا إلى وفرة في الإمداد مما قد يقلل من دعم الأسعار، فإن السياق المحدد لأحجام الحبوب الصغيرة والمشاكل المحتملة في الجودة قد يوازن هذا التأثير.

علاوة على ذلك، توفر مستويات المخزون في ICE نظرة ثاقبة على ديناميكيات السوق الأوسع. بعد الوصول إلى مستويات منخفضة تاريخيًا، شهدت مخزونات القهوة العربية وروبوستا تعافيًا ملحوظًا، مما يشير إلى تخفيف مؤقت لقيود الإمداد. ومع ذلك، تبرز هذه التقلبات الاضطراب المستمر وحساسية أسواق القهوة لكل من الظروف المناخية والسياسات الاقتصادية.

الخلاصة

بينما يتنقل أصحاب المصلحة من المزارعين إلى التجار في هذه المياه المضطربة، تظل سوق القهوة العالمية نقطة تركيز رئيسية بسبب تداعياتها الاقتصادية الكبيرة والتأثير المباشر للعوامل البيئية على الإنتاج. مع استمرار تطور الوضع، يظل المشاركون في السوق يقظين، ويتابعون عن كثب أنماط الطقس والمؤشرات الاقتصادية لوضع استراتيجيات لخطواتهم التالية في هذه السوق ذات المخاطر العالية.

نشر في :