وصلت أسعار القهوة العالمية إلى مستوى تاريخي بلغ 3.45 دولار للرط، وهو الأعلى منذ بدء التداول في عام 1973، بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة في البرازيل التي دمرت المحاصيل للسنة الثانية على التوالي. أدت هذه الأزمة إلى نقص في المعروض من القهوة، ودفعت العلامات التجارية الكبرى إلى تقليل أحجام العبوات، كما ارتفعت أسعار التجزئة بأكثر من 20% في الأسواق الرئيسية.

لماذا تشهد أسعار القهوة ارتفاعًا حادًا؟

• كارثة الجفاف المزدوج في البرازيل: انخفضت إنتاجية منطقة ميناس جيرايس، التي تنتج 40% من قهوة الأرابيكا البرازيلية، بنسبة 40% بسبب الموجات الحارة ونقص المياه (وفقًا لمجلس مصدري القهوة البرازيلي).

• تجميد صادرات الروبوستا من فيتنام: أوقفت فيتنام، أكبر مصدر لقهوة الروبوستا في العالم، صادراتها بعد استنفاد الاحتياطيات، مما زاد من أزمة نقص القهوة العالمية.

• تأثير التغيرات المناخية: تسببت ظاهرة النينيو في تعطيل المحاصيل في كولومبيا وهندوراس وغواتيمالا، حيث أدت الأمطار الغزيرة والأمراض إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 10-15%.

كيف يؤثر نقص القهوة على المستهلكين؟

• تقليص كميات العبوات: قلصت العلامات التجارية الكبرى مثل فولجرز ولافاتسا ونستله كميات القهوة في العبوات بنسبة 15-20% مع الحفاظ على الأسعار نفسها.

• ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة بنسبة 22%: وصل متوسط سعر القهوة المطحونة إلى 10.99 دولار للرطل، مقارنة بـ 8.99 دولار العام الماضي (وفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي).

• تأثير سلبي على المقاهي المتخصصة: حذرت المقاهي الصغيرة من ارتفاع تكاليف الجملة بنسبة 30-40%، مما قد يؤدي إلى رفع الأسعار أو تقليل الكميات المقدمة.

هل ستستمر أسعار القهوة في الارتفاع؟ آراء الخبراء

• “هذا ليس ارتفاعًا مؤقتًا—إنه واقع جديد.” — فانوسيا نوجيرا، المنظمة الدولية للقهوة (ICO)

• تتوقع رابوبانك استمرار ارتفاع الأسعار لأكثر من 5 سنوات بسبب بطء تعافي المزارع والمخاطر المناخية.

• ستاربكس تحذر المستثمرين من “ضغوط تكلفة مستمرة” في أحدث تقاريرها المالية.

الصورة الأكبر: التغير المناخي ومستقبل القهوة

مع توقع استمرار الجفاف في البرازيل حتى عام 2026 (وفقًا لـ World Weather Inc.)، يتوقع المحللون أن ارتفاع أسعار القهوة قد يستمر حتى 2027-2028، عندما قد تساعد المحاصيل المقاومة للجفاف في تخفيف النقص.