الزيادة التاريخية في أسعار القهوة بروسيا.. الأسباب وآفاق المستقبل

لأول مرة منذ سنوات طويلة، تشهد أسعار القهوة في روسيا وعلى المستوى العالمي ارتفاعًا غير مسبوق. ويتوقع الخبراء أن تزداد الأسعار بنسبة تتراوح بين 30-40% في السوق الروسي، بينما قد تصل الزيادة في بعض الأنواع، مثل القهوة سريعة التحضير، إلى 60%.

أسباب ارتفاع الأسعار

أرجع رئيس جمعية “روسشايكوف” راماز تشانتوريا هذه الزيادة غير المسبوقة في أسعار القهوة إلى مزيج من العوامل الرئيسية:

  1. ارتفاع تكلفة المواد الخام: سجلت أسعار البن من نوعي أرابيكا وروبوستا مستويات قياسية في الوقت نفسه، وهو أمر نادر في الأسواق العالمية.
  2. تقلبات أسعار الصرف: تعتمد روسيا بشكل كامل على استيراد القهوة، مما يجعل أسعارها عرضة للتغيرات في سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو.
  3. ارتفاع أسعار الفائدة على القروض: أدى ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما أثر بشكل مباشر على سعر المنتج النهائي.

السياق العالمي

يرتبط ارتفاع أسعار القهوة بعوامل عالمية أيضًا، حيث تواجه الدول الكبرى المنتجة للقهوة، مثل البرازيل، ظروفًا مناخية قاسية تشمل الجفاف والصقيع، مما أثر سلبًا على محاصيل البن. وفي الوقت نفسه، تشهد الأسواق زيادة في الطلب العالمي على القهوة، لا سيما في الدول الآسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية، مما يزيد من الضغط على المعروض.

تأثير ارتفاع الأسعار

بدأت هذه الزيادات في أسعار القهوة تُغير عادات المستهلكين الروس، حيث يلجأ الكثيرون إلى اختيار أنواع قهوة أقل تكلفة أو البحث عن بدائل أخرى مثل الشاي. أما القهوة الفاخرة، فقد أصبحت غير متاحة لعدد كبير من المستهلكين، مما قد يؤدي إلى تراجع المبيعات الإجمالية. وتشير المتاجر إلى ارتفاع الطلب على العبوات الصغيرة كوسيلة للتكيف مع الأسعار الجديدة.

الاستجابة للتحديات

تتخذ الشركات والموزعون في روسيا تدابير للتأقلم مع الوضع الجديد تتمثل فيما يلي:

  1. تقدم بعض الشركات منتجات بعبوات أصغر للحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلكين.
  2. تزداد مبيعات القهوة متوسطة الجودة التي تمثل خيارًا وسطًا بين السعر والجودة.
  3. يشهد السوق المحلي زيادة في الإقبال على البدائل مثل الهندباء، مما يفرض ضغوطًا إضافية على القهوة المستوردة.

مقارنة تاريخية

تعد هذه الزيادة في أسعار القهوة فريدة من نوعها مقارنة بالسنوات السابقة. فقد وصلت أسعار القهوة إلى مستويات لم تُسجل منذ عام 1977. لكن على عكس الماضي، تأتي هذه الزيادة كنتيجة لتأثيرات متعددة، منها المناخ، والاقتصاد، وارتفاع الطلب العالمي. هذه العوامل تجعل الوضع الحالي أكثر تعقيدًا وتثير القلق في السوق.

تعدد الأسعار

تختلف أسعار القهوة في روسيا باختلاف المناطق. ففي المدن الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبورغ، يفضل المستهلكون العلامات التجارية الفاخرة، مما يرفع متوسط الأسعار. أما في المناطق ذات القوة الشرائية المنخفضة، فيميل المستهلكون إلى اختيار العلامات التجارية الاقتصادية أو البدائل المحلية. هذه التفاوتات تجعل السوق غير متجانس وتفرض على الشركات سياسة تسعير مرنة.

آفاق المستقبل

يتوقع الخبراء أن يشهد السوق استقرارًا طفيفًا بحلول نهاية يناير 2025، إذا جاءت محاصيل البرازيل وفق التوقعات الإيجابية. ومع ذلك، من المرجح أن يكون الانخفاض في الأسعار محدودًا، وأن تستمر الاتجاهات التصاعدية. يُنصح المستهلكون بالاستعداد لتحديات جديدة، بينما يبحث القطاع عن حلول لتقليل التأثير السلبي على المشترين.

تستمر أسعار البن من نوع أرابيكا في تحقيق مستويات قياسية، بينما تشير الإحصاءات إلى أن الأسعار في روسيا قد ارتفعت بمعدل 13% خلال العام الماضي. يبلغ متوسط سعر القهوة سريعة التحضير 345 روبل، والقهوة المطحونة 844 روبل، والقهوة بالكبسولات 588 روبل. ومع توقع عام مليء بالتحديات، يطمئن الخبراء بعدم وجود خطر نقص في توفر القهوة.

نشر في :