Site icon عالم القهوة

القهوة المثلجة في المنزل.. اتجاه متنامٍ ينافس المقاهي

القهوة المثلجة في المنزل.. اتجاه متنامٍ ينافس المقاهي

تحضير القهوة المثلجة في المنزل لطالما كان تحديًا لعشاق القهوة، إذ غالبًا ما تكون النتيجة مشروبًا مائيًا أو مريرًا أكثر من اللازم ولا يرقى لمستوى القهوة التي تُحضرها باريستا محترفة وتُباع بسعر قد يصل إلى 8 دولارات. لكن شركات رائدة مثل “نستله” و”كيوريغ” تسعى لتغيير هذا الواقع من خلال تقديم حلول مبتكرة لجعل تجربة تحضير القهوة المثلجة في المنزل تضاهي جودة المقاهي.

في عام 2024، أطلقت شركة “كيوريغ دكتور بيبر” جهازًا مخصصًا لتحضير القهوة المثلجة، يُنتج مشروبًا مثلجًا في أقل من ثلاث دقائق. الجهاز، الذي يبلغ سعره 199 دولارًا، يعتمد على تقنيات متقدمة لتبريد القهوة فور تحضيرها، ما يحافظ على نكهتها وقوامها دون أن تتأثر بذوبان الثلج.

من جانبها، تعمل “نستله”، المالكة لعلامات تجارية شهيرة مثل “نسبرسو” و”نسكافيه”، على تعزيز حضورها في هذا السوق. فقد أطلقت “نسكافيه” هذا العام مركزات إسبرسو مخصصة للأسواق في أستراليا والصين، تُستخدم لتحضير اللاتيه والأمريكانو فوق الثلج. كما أضافت آلات “نسبرسو” خيارات لتحضير القهوة الباردة، وطرحت مزيجًا جديدًا من “ستاربكس” مخصصًا للقهوة المثلجة، بالإضافة إلى قهوة باردة معبأة مسبقًا وكريمة “كوفي ميت” الباردة.

رغم هذه الابتكارات، يؤكد الخبراء أن القهوة المثلجة في المنزل لا تزال بعيدة عن جودة القهوة التي تُقدم في المقاهي. يوضح كريستوفر هندون، أستاذ الكيمياء بجامعة أوريغون، أن الكبسولات المستخدمة في الأجهزة المنزلية تحتوي على كمية أقل من القهوة مقارنة بتلك المستخدمة لتحضير القهوة الباردة في المقاهي، ما يؤدي إلى مشروبات أضعف في الطعم.

كما أن عملية استخلاص القهوة الباردة في المقاهي تستغرق وقتًا أطول بكثير – قد تصل إلى ساعات – مقارنة بالمدة القصيرة لتحضير القهوة باستخدام الكبسولات.

يأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه القهوة المثلجة انتشارًا واسعًا بين فئات الشباب. يفضل عدد متزايد من المستهلكين الأمريكيين إعادة ابتكار مشروبات القهوة المفضلة لديهم في المنزل، متأثرين بالضغوط المالية ورغبتهم في تجربة نكهات جديدة.

وتشير “نستله” إلى أن الدافع وراء استهلاك القهوة قد تغير، حيث أصبحت المتعة تحتل المرتبة الأولى بدلًا من التحفيز. وأكدت الشركة أن القهوة الباردة، لا سيما كوجبة خفيفة بعد الظهر، تعد محركًا أساسيًا للنمو، مع تقديرات تشير إلى أن ثلث أكواب القهوة المستهلكة عالميًا الآن تُشرب باردة.

القهوة المثلجة ليست مجرد اتجاه عابر، بل تمثل فرصة اقتصادية مربحة للشركات. ووفقًا لتصريحات “نستله”، كانت القهوة هي المحرك الأكبر لنمو الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

على الرغم من ارتفاع أسعار القهوة بسبب تحديات الإنتاج الناتجة عن تغير المناخ، تظل الشركات متفائلة بشأن استمرار الطلب على منتجات القهوة الباردة.

على الرغم من تزايد الطلب على حلول تحضير القهوة المثلجة في المنزل، لا تزال هناك تحديات في جذب عشاق المقاهي. على سبيل المثال، واجه جهاز “كيوريغ كيه-برو + تشيل” الذي أطلق هذا الخريف انتقادات من بعض المستخدمين بسبب محدودية وظائفه.

مع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من ربع الأمريكيين يفضلون قهوتهم باردة، ولا يزال الإنفاق في المقاهي قويًا، حيث ينفق المستهلكون 32.9 مليار دولار سنويًا على المشروبات التي تقدمها المقاهي، وفقًا لجمعية القهوة الوطنية.

مع استمرار الابتكار، يبدو أن المنافسة بين المقاهي وأنظمة التحضير المنزلي ستحتدم أكثر، لكن الاتجاه نحو القهوة المثلجة يظل حاضرًا بقوة، سواء في المنازل أو خارجها.

Spread the love
Exit mobile version