Site icon عالم القهوة

كيف يتبنى قطاع القهوة مبادئ الاقتصاد الدائري.. من المخلفات إلى الموارد

كيف يتبنى قطاع القهوة مبادئ الاقتصاد الدائري.. من المخلفات إلى الموارد
  • مجموعة الاقتصاد الدائري تجمع أكثر من 60 خبيرًا، وتطلق مبادرات عالمية، وتعيد تعريف استخدام بقايا القهوة وقشورها في إطار مستدام ومربح.

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة التي تواجه قطاع القهوة عالميًا، بدأت مبادرة رائدة في تغيير قواعد اللعبة: مجموعة العمل للاقتصاد الدائري. هذه المبادرة، التي تضم أكثر من 62 متخصصًا من 44 منظمة حول العالم، تسعى إلى دمج مبادئ الاقتصاد الدائري في كل مرحلة من مراحل سلسلة القيمة الخاصة بالقهوة.

إذ ينتج عن صناعة القهوة كميات ضخمة من المخلفات، مثل قشور القهوة والبن المستخدم (Spent Coffee Grounds)، ما يجعل من تبني حلول لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام أمرًا بالغ الأهمية. ومن خلال التعاون مع مؤسسات عالمية، أطلقت المجموعة مركز الاقتصاد الدائري والقهوة في مدينة تورينو الإيطالية، ليكون مركزًا عالميًا للابتكار والبحث في هذا المجال.

توجه عالمي نحو ممارسات متجددة في القهوة

في سلسلة من الاجتماعات الافتراضية، استعرضت المجموعة أهم إنجازاتها وخططها المستقبلية. وكان من أبرز ما طُرح إصدار أوراق عمل استراتيجية، من بينها الورقة البيضاء الخاصة بمخلفات القهوة، والمساهمة في تقرير تطوير القهوة الصادر عن المنظمة الدولية للقهوة، والذي يقدم توصيات عملية لدفع الاقتصاد الدائري قدمًا في هذا القطاع.

وكانت عملية إعادة تدوير بقايا القهوة وقشورها في قلب هذه المناقشات. فقد أوضح مدو بوبانا كيف تُستخدم قشور القهوة كسماد عضوي في بعض المناطق، وأشار إلى إمكانيات تحويلها إلى منتجات بديلة باستخدام تقنيات جديدة. كما أشار إلى تجربة في الهند حيث يتم تحويل بقايا القهوة إلى منتجات ورقية صديقة للبيئة.

من جهتها، أوضحت روواوا الفوائد الزراعية للبن المستخدم، خصوصًا في تحسين جودة التربة، ومكافحة الآفات، وتعزيز صحة التربة بشكل عام، مؤكدة على أهمية إدماج هذه الممارسات في الزراعة المستدامة.

الابتكار والبحث جوهر التحول الدائري

أدارت كاثرين أوغليتي النقاشات ووجهت الأنظار إلى أهمية الابتكار والتصميم الشامل في تعزيز حلول الاقتصاد الدائري. وقدمت خطة تعليمية تشمل:

ومن المقرر إطلاق سلسلة من الندوات الإلكترونية لتبادل المعرفة بين المنتجين والباحثين ورواد الأعمال، تتناول مواضيع مثل تقليل نفايات التغليف وتحويل الكتلة الحيوية إلى طاقة، بمشاركة طلاب وباحثين من جامعات إيطالية.

كما دعت أوغليتي المشاركين للمساهمة في مراجعة الورقة البيضاء الخاصة بمخلفات القهوة، مما يعكس التزام المجموعة بالتشاركية والانفتاح على الأفكار الجديدة.

عقبات تنظيمية وتحديات لوجستية

رغم هذا الزخم الإيجابي، أوضحت كاسا مريمويت سولومون أن هناك تحديات تنظيمية ولوجستية تعرقل التقدم، منها:

وللتغلب على هذه العوائق، أطلقت سولومون استبيانات صناعية لرصد ممارسات إدارة النفايات داخل القطاع، وتحديد أنواع الدعم المطلوبة لتعزيز مبادرات الاقتصاد الدائري.

كما أعلنت عن تحديث قاعدة بيانات الأبحاث لتضم أكثر من 200 دراسة ومبادرة، إلى جانب إطلاق مدونة إلكترونية جديدة تشرح مفاهيم الاقتصاد الدائري بلغة بسيطة موجهة للمزارعين والناشئين في مجال القهوة.

مشاريع تجريبية في كينيا وإثيوبيا

من أبرز المشاريع التي تم الإعلان عنها تعاون تجريبي مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) في كينيا، ودراسة جدوى لإطلاق مشروع في إثيوبيا، يهدف إلى تحويل مخلفات القهوة إلى مصادر طاقة نظيفة أو مواد نسيجية باستخدام تقنيات التكرير الحيوي (Biorefinery).

كما دعت سولومون إلى تطوير نماذج لجمع المخلفات من المنشآت الصناعية مباشرة، وضرورة تأسيس سوق للمواد الثانوية المعاد تدويرها لتشجيع الاستثمار في منتجات القهوة الدائرية.

ورغم التحديات، مثل صعوبات جمع البقايا وتباين جودتها نتيجة أساليب التحضير، فإن المجموعة تبدي تفاؤلًا كبيرًا، مشيرة إلى أن الاقتصاد الدائري لم يعد خيارًا بيئيًا فقط، بل فرصة اقتصادية قابلة للنمو في قطاع يعد من الأكثر استهلاكًا حول العالم.

Spread the love
Exit mobile version