نيودلهي، 11 سبتمبر 2025 – قهوة ورلد – يشهد قطاع المقاهي ذات العلامات التجارية في الهند طفرة ملحوظة، تعكس تزايد حضور السلاسل العالمية وصعود العلامات المحلية في آن واحد. وتشير بيانات حديثة إلى أن السوق نما بنسبة 12.7% خلال العام الماضي، حيث تمت إضافة أكثر من 600 مقهى جديد ليصل العدد الإجمالي إلى 5,339 مقهى في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما يؤكد تنامي شغف المستهلكين بثقافة القهوة.
اللاعبون الرئيسيون وتغيّر المشهد
تتصدر تاتا ستاربكس المشهد بامتلاكها 480 فرعًا في أنحاء الهند، تليها سلسلة باريستا بـ 465 فرعًا، بينما تحتل كافيه كوفي داي المرتبة الثالثة بـ 425 فرعًا رغم استمرارها في تقليص شبكتها بسبب الضغوط المالية.
لكن المشهد لا يقتصر على هذه الأسماء الكبرى، إذ تكشف الأرقام أن من بين 104 علامة تجارية عاملة في السوق، ما يقارب 80% منها محلية المنشأ. ومن بين هذه العلامات برزت سلاسل مثل بلو توكاي كوفي روسترز وثيرد ويف كوفي وسوبكو، التي تستثمر في إبراز إرث الهند في زراعة القهوة، فيما تركز علامات منخفضة التكلفة مثل نَثنغ بيفور كوفي وأب كوفي وفيرست كوفي على استقطاب الشباب العامل في المدن.
الأسرع نموًا في السوق
سجلت علامتان محليتان نموًا لافتًا، هما ثيرد ويف كوفي وكافيه باديز إسبريسو، حيث أضاف كل منهما 56 فرعًا جديدًا خلال عام واحد ليصلا إلى 172 و145 فرعًا على التوالي، وهو ما يعكس ديناميكية العلامات المحلية في جذب المستهلكين.
تفضيلات المستهلكين: القهوة تجربة اجتماعية
تختلف ثقافة المقاهي في الهند عن مثيلاتها في الغرب، إذ لا يزال الاستهلاك داخل المقهى هو الطاغي، خصوصًا في اللقاءات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة. وتشير البيانات إلى أن نحو ثلث الزيارات إلى المقاهي تتم بعد الساعة الخامسة مساءً.
وتبقى القهوة منتجًا فاخرًا نسبيًا في الهند، حيث يبلغ متوسط الإنفاق على الزيارة الواحدة شاملاً الطعام والشراب نحو 660.86 روبية (7.53 دولارًا)، مقارنة بـ 426.22 روبية (4.85 دولارًا) عند الاكتفاء بالمشروبات.
كما أن تأثير القهوة يتجاوز المقاهي، إذ أفاد ما يقرب من 75% من المستهلكين أنهم طلبوا القهوة في المطاعم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وقد دفعت هذه التوجهات بعض العلامات العالمية إلى التكيف، حيث أطلقت بريت آ مانجيه البريطانية نموذجها الأول للمطاعم الكاملة الخدمة في الهند هذا العام.
الهند على طريق العالمية
بفضل عدد سكان يبلغ 1.45 مليار نسمة وأكثر من نصفهم دون سن الثلاثين، إلى جانب مساحات شاسعة لزراعة القهوة، تُعتبر الهند أرضًا واعدة لنمو صناعة المقاهي عالميًا.
وتُظهر التوقعات أن السوق سيتجاوز 6,100 مقهى بحلول 2026، ليصل إلى أكثر من 10,000 مقهى بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 13.2%. ومن المنتظر أن تنمو المقاهي ذات التركيز على القهوة بمعدل 15% لتتجاوز 8,050 فرعًا، فيما يُتوقع أن تنمو المقاهي ذات الطابع الغذائي بمعدل 7% لتصل إلى نحو 1,860 فرعًا.
مستقبل القهوة في الهند
لقد تحولت الهند خلال العقدين الماضيين من دولة يغلب عليها استهلاك الشاي إلى واحدة من أسرع أسواق القهوة نموًا في العالم. فبينما لعبت العلامات العالمية مثل ستاربكس وكوستا دورًا أساسيًا في تقديم تجربة القهوة الفاخرة، فإن العلامات المحلية باتت اليوم صاحبة الريادة في صياغة المشهد الجديد.
ومع ارتفاع الدخول وتوسع الطبقة الوسطى وتزايد إقبال الشباب على تجارب الضيافة العصرية، فإن الهند في طريقها لتصبح لاعبًا مؤثرًا في مستقبل صناعة القهوة العالمية، ليس فقط في المدن الكبرى مثل دلهي ومومباي وبنغالور، بل أيضًا في المدن الثانوية والبلدات الأصغر حيث تنتشر ثقافة المقاهي بسرعة لافتة.