إندونيسيا توسّع صادرات القهوة نحو السعودية
جاكرتا – قهوة ورلد
وسّعت إندونيسيا سوق صادراتها من القهوة بإرسال 15 طنًا من البن العربي الفاخر من منحدرات جبل أرغوبورو في مقاطعة جاوة الشرقية إلى السعودية، في خطوة تؤكد تصاعد حضور القهوة الإندونيسية في الأسواق العالمية وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التصدير.
وتقدّر قيمة الشحنة بنحو 3 مليارات روبية، أي ما يعادل 180 ألف دولار أميركي تقريبًا، وقد أُرسلت رسميًا يوم الاثنين، وسط إشادة حكومية بالإنجاز الذي يعكس قدرة صغار المزارعين الإندونيسيين على المنافسة في الأسواق الخارجية.
وقال باغوس رحمن، نائب الوزير للشؤون التجارية في وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إن تصدير القهوة من جبل أرغوبورو يثبت أن المؤسسات المحلية قادرة على المنافسة عالميًا. وأضاف أن «قهوة أرغوبورو» تمثل نموذجًا ناجحًا لكيفية تحوّل المشاريع المتوسطة إلى قوة دافعة داخل منظومة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بما يخلق فرص عمل ويزيد من القيمة المضافة في القطاع الزراعي.
ووفقًا لبيانات هيئة الإحصاء الإندونيسية، ارتفعت صادرات القهوة من 279.94 مليون كيلوغرام عام 2023 إلى 316.72 مليون كيلوغرام عام 2024، في مؤشر على نمو متواصل رغم التحديات التي تواجه الأسواق العالمية. وتُعدّ جاوة الشرقية من أبرز مناطق إنتاج القهوة في البلاد، إذ تشتهر بمرتفعاتها العالية التي تمنح البن نكهة متوازنة وعطرًا مميزًا يجعلها من أكثر الأنواع طلبًا في الأسواق الخارجية.
وفي منطقة سيتوبوندو المحيطة بجبل أرغوبورو، عبّر المسؤولون المحليون عن فخرهم بمزارعي القهوة الذين ساهموا في هذه الشحنة، مشيرين إلى أن زراعة البن على ارتفاع يبلغ نحو 1800 متر فوق مستوى سطح البحر تمنحه خصائص فريدة في الطعم والرائحة. ودعا المسؤولون إلى زيادة دعم الشباب لدخول قطاع القهوة، وتعزيز برامج التدريب والإنتاج المستدام.
وبيّنت وزارة التجارة الإندونيسية أن صادرات القهوة والشاي والمنتجات المرتبطة بهما إلى السعودية تجاوزت 16 مليون دولار أميركي في عام 2023، فيما يُتوقع أن تفتح هذه الشحنة الباب أمام مزيد من التعاون التجاري بين البلدين في مجال القهوة الفاخرة والمتخصصة. كما يرى خبراء في القطاع أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز حضور القهوة الإندونيسية في أسواق الشرق الأوسط، التي تشهد توسعًا سريعًا في ثقافة المقاهي والاستهلاك النوعي للقهوة.
وتُعدّ إندونيسيا رابع أكبر منتج للقهوة في العالم، وتشتهر بتنوّع محاصيلها من البن العربي والروبوستا المنتشرة من سومطرة إلى جاوة وسولاويزي. ومع تزايد الطلب العالمي على القهوة الفاخرة، تسعى الحكومة إلى دعم صغار المزارعين وتوسيع قدراتهم على الوصول إلى الأسواق الدولية، عبر تطوير سلاسل التوريد وتحسين جودة الإنتاج.
ويُتوقع أن تمثّل هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من التوسع في صادرات القهوة الإندونيسية نحو دول الخليج، بما يعزز مكانة البلاد كأحد أهم مصادر القهوة في العالم، ويدعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكّل العمود الفقري لاقتصاد القهوة الإندونيسي.